logo
النفط والطاقة

نفط السودان.. إنتاج مهدد وتأثير محدود

نفط السودان.. إنتاج مهدد وتأثير محدود
27 أبريل 2023، 11:02 ص

رغم عضوية السودان في "أوبك+"، إلّا أنه يعد من أصغر المنتجين في التكتل، ويعتمد بشكل كبير على استيراد المحروقات، حيث لا يغطي الإنتاج المحلي حاجته من الاستهلاك.

ويهدد الصراع في السودان إنتاج السودان للنفط من جهة، وتصدير نفط جنوب السودان من جهة أخرى، لأن المنفذ الوحيد لتصدير نفط جنوب السودان هو "خط أنابيب بالسودان".

وبحسب بيانات نشرتها وزارة الطاقة السودانية العام 2020، بلغ الإنتاج الشهري للبنزين في السودان نحو 84 ألف طن، فيما يبلغ الاستهلاك للمدة ذاتها 135 ألف طن، أي بعجز بلغ 51 ألف طن شهريا.

ويعوض السودان هذا العجز عبر الاستيراد من الخارج، بمعدل باخرة واحدة من البنزين كل 3 أسابيع.

وينسحب الأمر أيضًا على بقية المشتقات النفطية، إذ يعوض السودان العجز بها، عبر الاستيراد.

ومنذ 14 من الشهر الحالي، اندلع قتال مسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسهم في تعطل العديد من النشاطات في البلاد.

وتوقفت الاشتباكات بشكل مؤقت، بعد بدء سريان هدنة أُعلن عنها منتصف ليل الإثنين/ الثلاثاء، لمدة 72 ساعة.

إنتاج محدود

تقدّر وكالة "ستاندرد آند بورز"، الإنتاج اليومي من النفط في السودان بـ60 ألف برميل، أي أقل بنحو 100 ألف برميل يوميا عن دولة جنوب السودان.

إلا أن الخبير النفطي هاشم عقل، الذي يستند على تقديرات منظمة "أوبك"، يؤكد أن الإنتاج بلغ الشهر الماضي 220 ألف برميل يوميا في السودان، و400 ألف برميل يوميا في الجارة الجنوبية.

وبالرغم من تفاوت الأرقام، إلا أن كميات الإنتاج هذه تبقى متواضعة مقارنة بالدول الكبرى المنتجة للنفط.

وكان الإنتاج النفطي للسودان، قبل انفصال جنوب السودان، العام 2011، نحو 600 ألف برميل يوميا.

الصادرات مهددة

وتنتج الخرطوم وجوبا، "مزيج النيل" "ومزيج دار"، الأول خفيف تقل فيه كمية الكبريت، والآخر ثقيل يتضمن نسبة عالية من الكبريت.

ويشق السودان، خط أنابيب يستخدم في تصدير النفط القادم من جنوب السودان، عبر ميناء "بورتسودان" على البحر الأحمر.

إلّا أن خلافات متكررة بين البلدين الجارين، حول رسوم عبور النفط، دفع دولة جنوب السودان في التفكير باتجاه مد أنابيب لتصدير نفطها بعيدا عن السودان، بالشراكة مع دول مجاورة أخرى مثل كينيا.

وتعتبر جنوب السودان، ثالث أكبر منتج في أفريقيا جنوب الصحراء، حسب "ستاندرد آند بورز".

ونقلت الوكالة، عن رئيس برنامج أفريقيا في معهد "تشاتام هاوس" البريطاني، أليكس فاينز، قوله إن الصادرات عبر خط الأنابيب "قد تتأثر".

ورجّح فاينز، أن يكون خط النفط، أحد الأسباب التي دفعت جنوب السودان للتواسط بين طرفي الصراع في السودان.

وقال المحلل من جنوب السودان أديو ماجوك، إن "الشعور السائد حول جنوب السودان هو أنه إذا استمر التصعيد في الصراع، فإنه سيؤثر على إنتاج النفط والدخل".

ويباع الإنتاج من السودان والجنوب، في الغالب لمصافي تكرير آسيوية في الصين والهند وماليزيا، وهي دول تستثمر بإنتاج النفط في البلدين.

والعام 2020، قدّرت وزارة الطاقة السودانية احتياطيات البلاد من النفط، بـ6 مليارات برميل، فيما تقول "ستاندرد آند بورز" إن احتياطيات النفط في جنوب السودان تبلغ نحو 3.5 مليار برميل.

تأثير وحيد

واعتبر الخبير النفطي، هاشم عقل أن تأثير أي توقف محتمل لتصدير النفط السوداني، بسبب الصراع الدائر حاليا، "سيكون محدودا".

وقال عقل لـ"إرم نيوز"، إن كميات الإنتاج الضئيلة، التي يصدرها السودان إلى الخارج، تجعل من تأثيره على أسعار النفط العالمية، "محدودا".

ورأى أن "التأثير الوحيد" سيكون زيادة استيراد السودان للنفط في حال انخفاض الإنتاج المحلي أو تعطله.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC