عاجل

الخارجية الأردنية: تسلمنا جثمان المواطن ماهر الجازي ليتم دفنه في الأردن بعد تسليمه لذويه

logo
منوعات

فيلم "إخوان" للتونسية مريم جعبر يعكس مفهوم الانتماء الأسري وتوابعه

فيلم "إخوان" للتونسية مريم جعبر يعكس مفهوم الانتماء الأسري وتوابعه
فيلم "إخوان" مريم جعبرالمصدر: فيسبوك
11 أغسطس 2024، 12:50 ص

يُجسد فيلم "إخوان/ brotherhood" لمخرجته التونسية مريم جعبر، مفهوم الانتماء الأسري وتوابعه.

ويطرح الفيلم حكاية بسيطة جداً في ظاهرها، إذ تدور أحداثه حول راعي غنم يعيش في ريف تونس مع زوجته وولديه، ويشعر "محمد" بصدمة كبيرة عندما يعود ابنه الأكبر "مالك" إلى المنزل بعد رحلة طويلة إلى سوريا مصطحباً معه زوجة "غامضة"، ويتصاعد التوتر بين الأب والابن على مدار 3 أيام حتى يصل الموضوع إلى نقطة الانهيار العظمى.

ويتضمن الفيلم، الذي عُرض مؤخراً ضمن تظاهرة شاشات الحمامات في تونس، والمرشح سابقاً لجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان "الأوسكار"، في حكايته البسيطة الكثير من الموضوعات بما فيها الإيمان والتطرف ومفهوم الأسرة وآليات التواصل بين أفرادها، متحدياً الصورة النمطية التي تحيط بمثل هذه المواضيع.

أخبار ذات علاقة

فيلم  "إكس مراتي".. قصة مقتبسة وأحداث "غير منطقية"

 وتكبَّدت المخرجة جعبر عناء إدارة ممثلين صغار يقفون أول مرة أمام الكاميرا، ويجسدون شخصياتهم الحقيقية، إذ عملت على غرائزهم، ومخاوفهم، وفهمهم لما يدور في دواخلهم، ولم يكن لذلك أن يتحقق لولا قدرتها في بناء ثقة عالية بينها وبين أولئك الأطفال، فمن خلال تعزيز تلك الثقة استخلصت أجمل ما فيهم كممثلين وهي عفويتهم الآسرة.

ومالك الابن الأكبر والأكثر حساسية بين إخوته، دائماً ما يخفي مشاعره، في حين أن شاكر أكثر تحفظًا في الحياة الواقعية، وهذا هو حاله في الفيلم، بينما راين فهو مجرد طفل صغير ديناميكي ومحب للغاية.

ومن خلال تلك العفوية التي قدَّمها أيضاً الممثلون (محمد حسين جراية، وصالحة نصراوي) تمكنت المخرجة التونسية من تسليط الضوء على مجتمع عائلة الراعي، في محاولة لفهم العلاقات داخل الأسرة، خاصةً مع وجود ما يشبه دخلاء عليها.

وعلى الرغم من قدم العلاقة بين الأب والابن وكثرة تقديمها سينمائياً، إلا أن الخلاف بين محمد ومالك هو في كفاحهما للتواصل، إذ يضع الأب الكثير من التوقعات والضغوط على ابنه، في حين أن الابن يريد فقط التحرر.

أخبار ذات علاقة

"ديجور" الأردني أفضل فيلم في مهرجان السويداء‎

 وركزت جعبر على تلك النقلة من الارتباط بالطبيعة، الذي انغرس في وجدان الأطفال، في عزلتهم الجغرافية، ثم كيف صيغ ارتباط من نوع آخر حين وصولهم إلى سوريا وانضمامهم إلى تنظيم الدولة الإسلامية، إذ بات لكلمة "الإخوان" مفهوماً مغايراً، هذه النقلة كانت مفجعة للغاية، وكأنك تنقل الأطفال من الجنة إلى الجحيم المطلق.

والأهم من ذلك أن مالك بانتمائه لتلك الجماعة كان بباله المعنى البسيط الذي تعلمه عن الأخوة، ليكتشف أن ذلك له علاقة بقتل الأبرياء، واختلاف النظرة أيضاً، إذ يواجه الأب الذي حكم على زوجة مالك فقط لأنها منقبة، من دون أن يدري أن نقابها كان خوفاً وليس قناعةً. 

وبين حزم الأب وتشدُّده وعطف الأم وحنانها تنبني ديناميكية سينمائية آسرة، خاصةً مع عدم تردد الأم في مجابهة زوجها وشكوكه؛ لذا تراها تقاتل من أجل أطفالها، والموضوع ذاته يتكرر مع شخصية "ريم" زوجة مالك السورية التي يتغير منظورنا لها مع تقدم أحداث الفيلم، إذ نفترض كما الأب أنها متطرفة، لنكتشف شيئاً فشيئاً أنها ضحية من ضحايا الحرب على سوريا.

أي أن جعبر في أكثر من مفصل من مفاصل فيلمها اشتغلت على تقشير طبقات الشخصية، وذلك من خلال تزويدنا بمعلومات إضافية عنها مع مرور الزمن، جاعلةً من تصوراتنا المبدئية عن كل شخصية تتغير باستمرار مع الكشف عن المزيد حولها وحول آلية تفكيرها، وبسبب معرفتنا بأوجاعها وآمالها.

وحتى شخصية مالك فهو لم ينجذب في البداية للذهاب إلى سوريا، ولكن بسبب علاقته بوالده، فإنه انجذب إلى الصورة الذكورية للغاية لداعش، ومع مرور الوقت أدرك أنها لم تكن كما توقع ولذا ارتد عنهم، محافظاً على روحه من الانخراط في ممارساتهم اللا إنسانية، وأيضاً تحصن من جبروت والده وبات أكثر إدراكاً لطبيعة العلاقة معه.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC