بن غفير: علينا قصف مخازن الغذاء ومولدات الكهرباء في غزة
استعاد الفنان المصري أحمد عبد العزيز أمجاد الدراما الصعيدية في مسلسل "فهد البطل"، في رأي النقاد، بعد أن حصد إشادات نقدية وجماهيرية لبراعة أدائه التمثيلي في شخصية "العمدة غلاب".
جاء الدور بعد نحو 32 عامًا من العمل الدرامي الكلاسيكي "ذئاب الجبل"، الذي قال عنه عبدالعزيز إنه دشّن نوعية دراما الصعيد في مصر.
وفي حديث خاص لـ "إرم نيوز"، كشف الفنان المصري تفاصيل تجربته الدرامية في مسلسل "فهد البطل"، مؤكدًا أن تأثير أعماله الفنية في وجدان الجمهور ألهمه الصبر في العديد من الفترات النفسية والمادية الصعبة التي مر بها سابقا، وأكسبه رهانه على الفن بحسب تعبيره.
وكان الحوار التالي:
في البداية، كيف تصف المردود الجماهيري والنقدي على دور "العمدة غلاب" في مسلسل "فهد البطل"؟
انتابتني مشاعر السعادة والرضا على حد سواء من المردود النقدي والجماهيري على دوري في مسلسل "فهد البطل".
كنتُ على حق بعدم لعب أدوار صعيدية بعد مسلسل "ذئاب الجبل"، فلم أجد سابقا نصّاً يقنعني بالعودة، إلى أن استفزتني شخصية العمدة "غلاب" لتجسيدها على الشاشة.
عُرضت عليّ العديد من الأعمال على مدار سنوات طويلة تنتمي إلى دراما الصعيد، لكنني كنت أعتذر بأي شكل من الأشكال، لعدم رؤيتي أن الأدوار المقدمة لي على قدر شخصية "البدري بدار" في "ذئاب الجبل".
هل تُعدّ عودتك في "فهد البطل" مغامرة تمثيلية بعد سنوات طويلة من الغياب عن الأدوار الصعيدية؟
المغامرة كانت تكمن في التحضيرات للشخصية، حيث كان عليّ إحداث حالة من التقارب بيني وبين العمدة "غلاب"، الرجل المجرد من الإنسانية، الذي بداخله الكثير من الكره والحقد والمشاعر السلبية. لقد كانت شخصية على النقيض تمامًا من "البدري بدار" في "ذئاب الجبل".
وهل تخوّفتَ من تنميطك في الأدوار الصعيدية بعد "ذئاب الجبل" وصولًا إلى "فهد البطل"؟
لم أجد أدوارًا مغرية للعودة إلى دراما الصعيد، فمن بعد مسلسل "ذئاب الجبل"، أصبحت هناك نوعية تُسمّى "الدراما الصعيدية".
هذا المسلسل فتح الباب لوجود هذا اللون الدرامي على الساحة الفنية. والأمر ليس مبالغًا فيه، فقد دشن المسلسل بداية النظرة الواقعية للصعيد في الدراما المصرية. ولا يزال الجمهور يشاهد "ذئاب الجبل" حتى اليوم، حيث التقيتُ بالعديد من الناس في الأماكن العامة وأقسموا لي أنهم يشاهدون المسلسل بشكل شبه يومي، لشدة تأثرهم به.
ما موقفك من تقديم جزء جديد من مسلسل "ذئاب الجبل" برؤية فنية مُعاصرة في الوقت الراهن؟
أقبل تقديم جزء ثانٍ من المسلسل، فهو من الأعمال الدرامية التي تستحق أن تُقدّم في أجزاء جديدة.
ألا تخشى المغامرة بتقديم جزء درامي جديد من "ذئاب الجبل"، المُصنّف ضمن ثوابت الدراما المصرية؟
المغامرة لا تمنع إعادة تقديم جزء جديد من المسلسل، فقد شهدت السينما والدراما العالمية إعادة تقديم العديد من الأعمال الفنية ذاتها على مدار سنوات مختلفة، بروح عصرية ومختلفة، مع اختلاف فريق العمل بالكامل. هذا أمر طبيعي وموجود في كل دول العالم.
ما شعورك بشان أحاديث الجمهور عن تأثير فنك في الوجدان؟
لقد نقلت أعمالي الفنية الحالة الدرامية للواقع الحياتي لدى الجمهور، فالمشهد الأخير من "ذئاب الجبل" لا يزال حاضرًا في وجدان المشاهدين، وكذلك مشهد مقتل "قطز" في مسلسل "الفرسان"، الذي يجسده الأطفال الصغار في ألعاب الشارع المتداولة بين الأجيال. حتى في مسلسل "فهد البطل"، وصلني مقطع مرئي لطفلين صغيرين يلعبان بمشهد قتل "غلاب" لشقيقه "حماد" في أحداث القصة الدرامية.
كيف وصل فنّك إلى التأثير في وجدان الجمهور؟
أكثر ما يسعدني في حياتي أنني أسمع كل يوم، ولعدة مرات، جملة: "يا أستاذ، نحن تربينا على أعمالك". هذا يعني بالنسبة لي أنني أثّرتُ في وجدان المشاهدين، وأن رهاني على الفن منذ البداية كان صحيحًا، حيث كنتُ أتساءل: هل الفن الذي أقدّمه يؤثر في الناس؟ هل يدفعهم إلى التصويب في حياتهم، أم يأخذهم إلى طريق آخر؟.
هل صبّرتك إشادات الجمهور على الظروف النفسية والمادية الصعبة التي مررت بها سابقًا؟
نعم، إشادات الجمهور بأعمالي الفنية صبّرتني كثيرًا على الأوقات الصعبة التي مررت بها في حياتي.
في النهاية، كيف ترى اختلاف معايير الإشادات والانتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالنظر إلى ما يُسمى "الترند"؟
يظل لا يصحّ إلا الصحيح، والجمهور لديه قدر كبير من الوعي والخبرة في المشاهدة، مما يسمح له بالتفريق بين القشرة والأصل. قد ينخدع البعض بالقشرة، لكن الجمهور قادر على التمييز جيدًا بين الصواب والخطأ.
