في ذكرى رحيلها.. مفاجآت حول علاقة هند رستم بـ"فن الإغراء"‎

لا يكاد يختلف اثنان على أن الفنانة هند رستم التي تحل اليوم ذكرى رحيلها في 8 أغسطس 2011، هي أبرز الممثلات اللواتي أجدن في تجسيد أدوار الإغراء عبر تاريخ السينما المصرية بأكمله.

وحظيت الراحلة بألقاب عديدة في هذا السياق، منها "ملكة الإغراء" و"مارلين مونرو الشرق". 

واتسمت هند رستم بشخصية قوية، طموحة، ذات وجهة نظر حقيقية، كما كانت "عنيدة" للغاية حتى أن المخرج حسن الإمام الذي انتقلت من الأدوار الصغيرة إلى البطولة على يديه أطلق عليها اسم "عند" رستم تندرا. 

ورغم مكانتها التاريخية كممثلة إغراء، إلا أنها قدمت هذه النوعية بذكاء وفق ضوابط صارمة، فلم تتورط في مشاهد إسفاف أو عري مجاني، معتمدة على جمال لافت يجمع بين الملامح الشرقية والغربية وقوام ممشوق وضحكة تلقائية ساحرة، فضلا عن توظيف نبرة الصوت ونظرة العين ببراعة. 

ومن أبرز أفلامها المعبرة عن هذا التوجه "باب الحديد"، 1958، الذي قدمت فيها الشخصية الشهيرة "هنومة" التي رغم ملابسها الرثة المهلهلة يقع الجميع في غرامها، و"صراع في النيل" الذي جسدت فيه شخصية راقصة طامعة في أموال تاجر ثري لكنه فظ، ولا تتورع عن استخدام الوسائل غير الشريفة للوصول إلى هدفها. 

ورغم براعتها في تقديمها العديد من أدوار الإغراء بنكهة شعبية ضمن بيئات الحارة والريف والأسواق، إلا أن ناريمان حسين مراد رستم، التي غيرت اسمها إلى آخر سينمائي ليصبح هند رستم، هي سليلة عائلة أرستقراطية، وتنحدر من أصول تركية.

ولدت في 12 نوفمبر 1931 بحي "محرم بك" العريق بالإسكندرية، وتلقت تعليما راقيا في مدرسة "سان فانسان دي بول" ورفض والدها الذي كان يعمل ضابطا بالشرطة التحاقها بالسينما؛ لأنها مهنة لا تتوافق مع مكانة العائلة وتجلب العار، وفق المعتقدات الاجتماعية آنذاك.

 واللافت أنها لم تحب يوما لقب "ملكة الإغراء" لأسباب عديدة منها ما هو اجتماعي، إذ يعطي انطباعا غير لائق عنها كأم تريد تربية ابنتها في أجواء مناسبة، ومنها ما هو فني حيث رأت أن اللقب الشهير يحصرها في نوعية معينة من الأدوار، في حين أنها جسدت عشرات الشخصيات والمواقف الأخرى الرومانسية والكوميدية والتراجيدية. 

وكانت هند رستم قليلة الظهور إعلاميا، لكنها كشفت ذات مرة عن أن الإعلامي المعروف مفيد فوزي هو من أطلق عليها هذا اللقب، قائلة: "الله يسامحه مفيد فوزي هو اللي أطلق عليّ لقب ملكة الإغراء، أنا بغضب لما بسمعه".

ويذكر الناقد والمؤرخ الفني أيمن الحكيم في كتابه "ذكرياتي – هند رستم" أنها كانت تفضل في المقابل لقب "الهانم" الذي أطلقه عليها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، فضلا عن لقب "ريتا هيوارث مصر". 

يذكر أن هند قد تزوجت مرتين، الأولى من المخرج حسن رضا الذي أنجبت منه ابنتها "بسنت" التي استجابت لرغبتها حين طالبتها بعدم ارتداء "المايوه" في أحد الأفلام التي كانت ستقوم ببطولتها.

والثانية من الطبيب محمد فياض، طبيب النساء والتوليد الشهير، الذي فاجأت الجميع، واعتزلت الفن من أجل التفرغ لحياتها الزوجية معه في عز نجوميتها عام 1979 بعد أن تخطت أفلامها حاجز التسعين عملا.

والمدهش أنها أصبحت أكثر اعتزازا وفخرا بلقبها الجديد "مدام الدكتور فياض"، مشيرة إلى أنها لم تتنكر لاسمها، لكن لقبها الجديد يشعرها بالمزيد من المسؤولية، على حد تعبيرها.