المعارضة الإسرائيلية تهدد بإضراب عام إذا تحدى نتانياهو المحكمة العليا حول إقالة رئيس الشاباك
رأت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن النظام الإيراني يتحمل مسؤولية تفاقم وباء كورونا في البلاد.
وذكرت المجلة أن وباء "كورونا" وصل لإيران في وقت حرج، وفي غضون أسابيع من تأكيد أول حالة، انتشرت العدوى بسرعة هائلة، ما حول البلاد لفترة إلى بؤرة تفشي للفيروس التاجي في العالم في وقت يعاني فيه اقتصادها بالفعل من العقوبات الأمريكية.
وقالت المجلة الأمريكية "تم الإعلان عن أول حالة كورونا رسمية في إيران يوم 19 شباط/فبراير، وعند وفاة شخصين في مدينة قم المقدسة، كان من المفترض أن تدق أجراس الإنذار على الفور، وتم تسجيل الحالات كوفيات وليست عدوى نشطة، ما سمح للفيروس بالانتشار دون رادع بين الذين تعاملوا مع هؤلاء الأفراد قبل أن يمرضوا بشدة ويموتوا".
ووفقا لـ"فورين بوليسي" فإن "فيروس كورونا في إيران بوابة للانتشار لجميع أنحاء العالم، حيث كانت مدينة قم مركز للسياحة الدينية الدولية، وبدلاً من التعامل السريع مع الامر، نصح المسؤولون الحكوميون الإيرانيين بعدم زيارة المدينة".
وأضافت المجلة "كانت وسائل الإعلام التي تديرها الدولة تصدر تعليمات إلى الإيرانيين بالتصويت في الانتخابات، وفي غضون أسبوعين، أبلغت إيران عن عدد أكبر من الوفيات من الفيروس خارج الصين".
وأوضحت أنه "بحلول أوائل مايو، كانت الحكومة قد احتوت الفيروس على حساب الناتج المحلي الإجمالي الوطني، الذي انخفض بنسبة 15%، ولذا، أعاد الرئيس حسن روحاني فتح الاقتصاد قبل الأوان، وحتى 27 آب/ أغسطس، أكدت إيران وجود اجمالي 367 ألف حالة اصابة بالفيروس التاجي وما يزيد على 21 ألف حالة وفاة، وانتشر الفيروس من إيران إلى الدول المجاورة، فضلاً عن دول بعيدة مثل المملكة المتحدة وكندا والولايات المتحدة".
لماذا كان تفشي المرض مُدمرا؟
وكشف تحليل "فورين بوليسي" عن 6 عوامل رئيسة داخلية وخارجية أدت إلى تفاقم تفشي المرض في إيران.
ضعف القيادة الحكومية
كان العامل الأول هو ضعف القيادة الحكومية، حيث تعرضت الحكومة الإيرانية لانتقادات لاذعة بسبب تسييس استجابتها لوباء كورونا وعدم منح سلطة اتخاذ القرار لخبراء الصحة والعاملين في مجال الرعاية الصحية.
وبعد أيام من التأكد من وصول الفيروس إلى إيران، وصف المرشد الأعلى علي خامنئي تقارير الفيروس بأنها "دعاية سلبية" من وسائل الإعلام الأجنبية، بدلاً من التصدي للتهديد الصحي.
ومع انتشار الفيروس من قم، رفض نائب وزير الصحة إيرج حريرجي، الحجر الصحي باعتباره إجراء من "العصر الحجري"، قبل يوم واحد من اختباره الإيجابي للفيروس التاجي المستجد.
وفي وقت لاحق، في 11 مارس / آذار استبدل روحاني وزير الصحة الإيراني كرئيس لفرقة العمل الوطنية المسؤولة عن مكافحة كورونا، ما يرمز إلى تسييس الحكومة لاستجابتها لكورونا.
حجب المعلومات
وكان العامل الثاني الذي فاقم تفشي المرض في إيران هو عدم اتساق جهود الإبلاغ عن انتشار الفيروس، وفي وقت مبكر من اندلاع المرض في إيران، أشار العاملون في مجال الرعاية الصحية والإعلام إلى قمع الحكومة للمعلومات المتعلقة بكورونا.
وفي 3 مارس/ اذار، قالت ممرضة في مستشفى ألبرز في مدينة كرج "صدرت إلينا تعليمات بعدم الإبلاغ عن عدد الضحايا، وأنه لا ينبغي مشاركة هذه المعلومات سوى مع وزارة الصحة فقط".
وأكدت العديد من المصادر هذه الرواية، بما في ذلك تقرير قدمه مراسل مقيم في إيران إلى لجنة حماية الصحافيين في 17 مارس/ اذار.
وقال المراسل "القضاء وإدارة روحاني أخبرا الصحافيين الإيرانيين العاملين داخل البلاد بعدم تغطية عدد القتلى الناجم عن كورونا".
وأدى ميل إيران إلى تحجيم المعلومات المعلنة، إلى تقويض الشفافية اللازمة للاحتواء السريع للفيروس التاجي.
وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية ريك برينان، إن بعثة الدعم التقني للمنظمة إلى إيران حددت مشكلة أخرى "الحلقة الأضعف في سلسلة هذه المشاكل هي البيانات".
مغامرة الانتخابات
وثالثاً، كان من المقرر إجراء الانتخابات البرلمانية الإيرانية في 21 فبراير/ شباط بعد أيام فقط من تأكيد البلاد أول حالة إصابة بالفيروس التاجي، وواصل المسؤولون تشجيع الإيرانيين على التصويت، ولكن ثقة الجمهور في النظام كانت قد تراجعت في يناير/ كانون ثاني بعد أن أسقطت إيران طائرة ركاب أوكرانية بالقرب من طهران، ما أسفر عن مقتل جميع الركاب الـ 176، ثم حاولت إخفاء دورها في الحادث.
وسعيا وراء مصلحتها المتمثلة في رفع نسبة الناخبين على الرغم من عدم الثقة في الرأي العام، عملت الحكومة على التقليل من شأن التهديد الذي يشكله الفيروس التاجي.
تزييف الحقائق
ورابعاً، يقتصر المشهد الإعلامي في إيران إلى حد كبير على نشر الرواية الرسمية للحكومة، لأن معظم المنافذ إما تديرها الدولة أو تخضع لرقابة شديدة.
ويعتبر دور الصحافة الحرة والمستقلة أثناء الجائحة مهم للغاية، فهو يساعد على إبقاء الناس على دراية بما يحدث، ويعمل على مساءلة الحكومات، ويعزز النهج القائم على الأدلة، وأسلوب الأفراد في منع انتشار العدوى.
وخلال هذا الوباء، نشرت وسائل الإعلام التي تديرها الدولة مثل "تسنيم"، المرتبطة بالمتشددين في إيران، بدلاً من ذلك رسائل تصور الفيروس التاجي كسلاح بيولوجي أو دعاية أمريكية لردع الناخبين عن الانتخابات البرلمانية.
وفي الوقت نفسه، أدت التقارير المستقلة من قِبل الصحافيين الإيرانيين ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي حول الفيروس التاجي إلى الاحتجاز أو الرقابة، وفقا لمنظمة مراسلون بلا حدود.
العقوبات الأمريكية
خامساً، دفعت العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران البلاد إلى أزمة اقتصادية أعمق، وأجبرت العقوبات الإضافية خلال الوباء إيران على الاختيار بين إنقاذ الاقتصاد والصحة العامة.
ومنحت الأولوية للاقتصاد عندما واصلت شركة الطيران الإيرانية التابعة للحكومة رحلاتها من وإلى الصين، أكبر عميل للنفط في إيران وبالتالي شريان الحياة الاقتصادية، وعندما رفعت إدارة روحاني الاغلاقات الاقتصادية.
ونظراً لاعتماد إيران الكبير على الصادرات والمشاكل الاقتصادية الناتجة عن العقوبات الأمريكية، كان النظام متردداً في وقف التجارة عبر حدوده والمخاطرة بإغضاب الصين.
عزلة عن العالم
وأخيراً، كان للعقوبات الأمريكية تأثيرها الكبير أيضاً على منع إيران من الوصول إلى النظام المالي الدولي، وفي أكتوبر/ تشرين أول 2019، أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريراً عن تفاصيل أثر العقوبات على تلقي المساعدات الإنسانية في إيران، وخاصة على سلع الرعاية الصحية والأدوية الأساسية.
وقالت المجلة "على الرغم من إصدار الحكومة الأمريكية لإعفاءات من نظام العقوبات لإيران، إلا أن الشركات والبنوك الأجنبية كانت غالباً ما تبالغ في الامتثال للعقوبات لأنها واسعة ومعقدة، وغالباً ما تدعمها خطابات معادية لإيران من واشنطن".