عُثر على رفات 215 طفلا مدفونة في موقع مدرسة داخلية قديمة بكندا، أنشئت قبل قرن لتعليم أطفال السكان الأصليين، حتى يصبحوا مشابهين للمجتمع الأبيض المتحكم.
وتمكن متخصص باستعمال رادار من استشعار وجود بقايا آدمية في الموقع الذي كانت توجد فيه المدرسة، خلال نهاية الأسبوع الماضي، بالقرب من مدينة كامبلوس في مقاطعة كولومبيا البريطانية، حسب بيان أصدرته فرقة كابلوس الهندية، وهي فئة من السكان الأصليين.
وأشارت رئيسة الفرقة روزان كاسيمير، في تصريح للصحافة المحلية، إلى أن بعض الأطفال الذين عثر على رفاتهم لم يتجاوزوا الثالثة، ولا يزال تاريخ وأسباب الوفاة مجهولة، ولم يتم توثيقها من طرف إدارة المدرسة، رغم أن أفرادا من هذه المجموعة العرقية سبق أن تحدثوا في الماضي عن اختفاء الأطفال.
ويحاول حاليا أفراد من فرقة كابلوس الهندية والطبيب الشرعي للمقاطعة وللمتاحف تسليط الضوء على ما تم العثور عليه، والبحث عن أية وثائق متعلقة به، وسيتم الكشف عن نتائج التحقيقات في تقرير سينشر خلال شهر يوليو حسب المصدر نفسه.
وغردت كارولين بينيت المسؤولة الحكومية عن العلاقات مع السكان الأصليين: "قلبي ينفطر من أجل العائلات والمجموعات التي لها علاقة بهذا الخبر الأليم".
وفتحت المدرسة الداخلية المذكورة أبوابها في 1890، واستقبلت حتى 500 تلميذ في العام 1950، وتم إغلاقها في 1969.
وكانت واحدة من 139 مؤسسة أنشاتها الحكومة الكندية في القرن الماضي وسيرتها الكنيسة الكاثوليكية؛ من أجل تعليم أطفال السكان الأصليين ليشبهوا المجتمع الجديد، بعدما انتزعوا من آبائهم بالقوة.
وتعرض أغلبهم لسوء المعاملة والاستغلال الجنسي، وقضى 3200 منهم على الأقل نحبه؛ بسبب داء السل، حسب الخلاصات التي توصلت إليها لجنة تحقيق محلية في 2015، والتي وصفت ما تعرضوا له بـ"الإبادة الثقافية".
