لماذا يرتفع الإنفاق على مواد التجميل في زمن الأزمات؟

في أوقات الأزمات يميل الإنفاق على مستحضرات التجميل الذي يُعدّ أمرا "غير ضروري" إلى الارتفاع، وتبدو الظاهرة مناقضة لطبيعة الأشياء، لكنها حقيقية، وفق تقرير نشرته صحيفة "لوبوان" الفرنسية.

وأوضحت الصحيفة أن "هذه الظاهرة المسماة (تأثير أحمر الشفاه)، تظهر في فترة الأزمات، وبينما يتجه المستهلك إلى إنفاق موارده غير المستقرة على السلع الأساسية فإن نفقات التجميل (غير الضرورية)، ترتفع خاصة عند النساء؛ لأنه عندما تكون الأوقات صعبة فإن النساء يملن أكثر إلى الاهتمام بأنفسهن".

وذكر التقرير الذي نشر، أمس الجمعة، أنه تم توثيق تأثير "أحمر الشفاه" بشكل ملحوظ في الثلاثينيات من القرن الماضي في فترة الكساد الكبير، وفي الوقت الذي كان فيه الجميع يشدون أحزمتهم بشكل كبير كانت منتجات التجميل تشهد طفرة غير متوقعة.

وقالت الصحيفة: "على سبيل المثال، في ألمانيا التي كان فيها 6 ملايين عاطل عن العمل في نهاية عام 1932، كان بإمكان عملاق النظافة ومستحضرات التجميل (بيرسدورف) التباهي بعدم تسريح العمال".

وحققت شركة "لوريال" مع أزمة 2007-2008 نموا كبيرا بنسبة 5.3 % عندما تكبدت جميع الشركات الأمريكية تقريبا خسائر قياسية وتم إغلاق العديد منها.

ونقلت الصحيفة عن خبير التجميل ليونارد لودر الرئيس الفخري لإمبراطورية التجميل "استي لودر"، أنه لاحظ في عام 2001 بعد هجمات 11 سبتمبر، أن شركته كانت تبيع أحمر شفاه أكثر من المعتاد، بل وذهبت إلى حد تقديم "مؤشر أحمر شفاه" يهدف إلى قياس صحة الاقتصاد عندما يتعثر.

وأشار التقرير إلى أن "الإنفاق على مستحضرات التجميل تصاعد في جميع أنحاء العالم، اعتبارا من مايو / أيار 2020، وفي فرنسا ارتفعت مواعيد الطب التجميلي بين 20 و 30 % في عام 2020، وتأكد هذا الاتجاه في بداية عام 2021 مع زيادة مبيعات المنتجات مثل حقن (البوتوكس) أو حمض (الهيالورونيك)، وفقا لصحيفة (إكسبرس) البريطانية.