مأساة ثانية خلال يومين.. نقص الدواء ينهي حياة طفلة في لبنان (صورة)

توفيت طفلة لبنانية تُعاني من ارتفاع درجة الحرارة، اليوم الثلاثاء، وذلك بسبب عدم وجود الدواء اللازم لخفض الحرارة، نتيجة الأزمة التي يعاني منها لبنان، التي أدت إلى حدوث نقص حاد في عدد كبير من المواد الغذائية والأدوية والوقود.

وقالت وسائل إعلام محلية إن الطفلة ميراي خالد الجندي من بلدة دير عمار شمال لبنان هرع بها أهلها إلى المستشفى بعد ارتفاع كبير في حرارتها، إلا أنها فارقت الحياة بعد ذلك.
وقال موقع "لبنان 24"، إنها بعدما عانت من ارتفاع الحرارة وأدخلت المستشفى، فارقت الحياة بسبب فقدان بعض أنواع الأدوية، التي كانت تحتاجها للتخفيف من حدة حرارة جسمها المرتفعة.
ولم تشر التقارير التي تحدثت عن الواقعة إلى طبيعة مرض الطفلة، لكنها أشارت إلى أنها ليست المرة الأولى، التي تتوفى فيها طفلة في تلك المنطقة بسبب نقص الدواء.

وقبل يومين، توفيت في لبنان الرضيعة جوري مازن السيد بعد ارتفاع في درجة حرارتها، وعجز والدها عن تأمين الدواء.

ويُعاني لبنان من اسوأ أزمة مالية واقتصادية منذُ نيل استقلاله قبل نحو ثمانية عقود نتيجة تفشي الفساد وسوء الإدارة وتراكم العجوزات المالية والدين العام، الذي بلغ حوالي 97 مليار دولار بنهاية شهر نيسان/إبريل الماضي، وهو من أعلى الديون نسبة للناتج المحلي الإجمالي.
وتسببت الأزمة في نقص حاد في المحروقات وعدد كبير من المواد الغذائية والأدوية، ما خلق أسواقا غير قانونية أو ما يُعرف بـ"أسواق سوداء"، يتم بيع تلك المواد بأضعاف أسعارها في السوق الرسمي.
وقال علي عامر الموظف في صيدلية في مدينة صيدا الساحلية عاصمة جنوب لبنان، إن هناك مئات من أنواع الأدوية لم يعد لها وجود في السوق، منوهًا أن تلك الأدوية "يحتكرها بعض التجار الكبار من أجل بيعها في السوق السوداء بأسعار خيالية"، بحد تعبيره.
وأوضح في حديث خاص لـ"إرم نيوز"، أن "الكثير من الزبائن يأتون ليسألوا عن أدوية لخفض الحرارة أو علاج ضغط الدم أو القلب والشرايين"، لافتًا إلى أنه يخبرهم "أنها (تلك الأدوية) ليست موجودة، حتى المسكنات البسيطة لم تعد تصلنا".
وأضاف عامر أن "الكثير يغضبون عندما يخبرهم أن الدواء غير موجود، "لكن هذا ليس خطئي أو خطأ الصيدليات الأخرى لأن هناك تجارا وموزعين يمتنعون عن تزويدنا بالدواء".