عاجل

آيكوم اليابانية: نحقق بتقارير عن انفجار أجهزة لاسلكية تحمل شعار الشركة في لبنان

logo
منوعات

المغرب يستقبل شهر رمضان بطقوس متوارثة رغم الحداثة

المغرب يستقبل شهر رمضان بطقوس متوارثة رغم الحداثة
02 أبريل 2022، 9:16 ص

يتسم شهر رمضان في المغرب بطابع خاص، إذ تنتشر العادات والتقاليد المرتبطة بهذا الشهر الفضيل في كافة أرجاء المملكة.

ويطلق المغاربة على هذا الشهر لقب "سيدنا رمضان"، لما له من أهمية كبيرة لديهم، إذ تحرص الأسر على الإعداد له من شتى الجوانب لتهيئة الأجواء التي تليق به.

وإلى جانب الطابع الديني المميز لشهر الصوم، يتمسّك المجتمع المغربي بعادات اجتماعية واستهلاكية متفردة.

وتعمل ربّات البيوت طوال الشهر الكريم على إعداد مأكولات تقليدية توارثتها الأجيال، وحلويات مميزة تحل ضيفة شرفية على موائد الإفطار، أما خارج البيوت، فتنشط الحركة في الشوارع والأسواق الكبرى والمحال التجارية.

ويرتبط رمضان في الذاكرة الشعبية المغربية بهذه العادات التي لا تختلف كثيرا بين مدينة وأخرى.





طقوس خاصة رغم الحداثة

وعلى الرغم من مظاهر الحداثة الطاغية على المدن الكبرى في البلاد، كالدار البيضاء والرباط ومراكش وطنجة وغيرها، فإن فئة عريضة من الأسر تستقبل رمضان بمظاهر من الفرح والكرم التي تعكس احترام المغاربة لهذا الشهر "الاستثنائي".

ويبدأ الاستعداد الرسمي لقدوم "سيدنا رمضان"، كما يسميه المغاربة، في الأسبوع الأخير من شهر شعبان، وتعمد غالبية الأسر إلى تنظيف المنازل لاستقبال الضيوف من الأهل والجيران، فيما يتطوّع الشباب في الأحياء الشعبية لتنظيف المساجد والمصليات.

وبما أن رمضان في المغرب يرتبط بكل ما هو روحاني، فإن الزي التقليدي يعد من تفاصيل هذا الشهر، إذ يستبدل الرجال ملابسهم العادية بالجلباب و"الكندورة" (ملابس تقليدية شهيرة)، بينما تفضل المغربيات ارتداء "الجلباب المُطرّز" أو "القفطان"، خصوصا خلال الزيارات العائلية أو عند أداء صلاة التراويح.

وتعد هذه الأزياء، التي أُدخلت عليها تعديلات جوهرية فرضتها "الموضة" رمزًا من رموز الاحتفاء بهذا الشهر المميز في المملكة.





توارث العادات من جيل إلى آخر

تحرص الحاجة فاطمة بنت مسعود، وهي سيدة مغربية ستينية، على اصطحاب ابنتها البكر وأحفادها إلى سوق "درب السلطان" الشعبي بمدينة الدار البيضاء لاقتناء مستلزمات شهر رمضان بكميات وفيرة.

وتقول فاطمة لـ "إرم نيوز" إنها متشبثة بهذه التقاليد القديمة، التي ورثتها بدورها عن أمها وجدتها، وهي تحاول أن تحافظ على هذا النسق مع الأجيال القادمة داخل أسرتها الصغيرة.

وتوضح أن الهدف من ذلك هو استمرار هذه التقاليد التي تُميّز المغاربة، لتفادي اندثارها في زمن السرعة و"السوشال ميديا" (وسائل التواصل الاجتماعي)، مشيرة إلى أن الطقوس الشعبية لا تخلو من أي بيت مغربي، إضافة إلى الصيام والقيام وإكثار الدعاء وإعطاء الصدقات وصلة الأرحام.

وتلفت فاطمة إلى أنها اعتادت قبل حلول شهر رمضان على إعداد حلويات مغربية تقليدية، مثل "الشبّاكية" و"البريوات" و"المخرّقة" و"السلّو" و"السْفُوف"، بكمية كبيرة، كما تجهز ملابسها التقليدية، معتبرة أن هذه التوليفة ضرورية لاستكمال الأجواء الرمضانية بالشكل المطلوب.

وتقول فاطمة إنه على الرغم من الارتفاع الحاد في أسعار السلع والمواد الغذائية، جراء تداعيات الأزمة الأوكرانية، فإن الإقبال على الأسواق لاقتناء مستلزمات الشهر الكريم لم يتراجع، مؤكدة أن المغاربة يريدون تمضية لحظات سعيدة في رمضان بصحبة الأهل والأحباب.





ووفق هذه السيدة الستينية، تشتري النساء في أواخر شهر شعبان أوان جديدة، وتنظف ربات البيوت منازلهن كأنهن يتجهزن لمناسبة كبيرة، أما عن موائد رمضان في المملكة، فلا يغيب عنها حساء "الحريرة" والذي يفرض نفسه بقوة على موائد غالبية فئات المجتمع، بالإضافة إلى الحلويات المذكورة، وكذلك "البغرير" و"المقرط" و"طاجين السمك أو اللحم"، وغيرها من الأصناف الشهية.

سر الأجواء الرمضانية بالمغرب

يرى الأستاذ الباحث في علم الاجتماع بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية في مدينة سلا، علي شعباني، أن تشبث المغاربة بطقوس الاحتفال خلال شهر رمضان لا يدعو إلى الاستغراب، مشيرا إلى أن المواطن المغربي له حضارة وتقاليد متجذرة.

ويضيف شعباني، في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن ما تشهده الأسواق المغربية من إقبال كبير على اقتناء مستلزمات هذا الشهر، وكذلك الملابس التقليدية للكبار والصغار، يعكس جزءا من الهوية والثقافة المغربية.

ويشدد على أنه من الصعب جدا على المواطن المغربي أن ينسلخ من ذاته وشخصيته وثقافة بلده، على الرغم من مظاهر العولمة والانفتاح الحاصل في المجتمع.

ويعتبر الخبير الاجتماعي أن شهر رمضان يشكل جزءا من حياة المغاربة، لافتا إلى أن "إحياء الشهر الفضيل بهذا الزخم الثقافي والاجتماعي عنصر أساسي لتحقيق التكامل الروحي والنفسي"، موضحا أن أفراد المجتمع المغربي يخصصون لكل مناسبة دينية احتفالا خاصا.



logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC