logo
منوعات

رمضان في الكويت.. تجمعات عائلية وروحانيات وطقوس تراثية غيَبها كورونا

رمضان في الكويت.. تجمعات عائلية وروحانيات وطقوس تراثية غيَبها كورونا
06 أبريل 2022، 9:01 ص

طوى الكويتيون مع بداية شهر رمضان صفحة الإغلاق والقيود والتجمعات العائلية المحدودة التي عاشوها لموسمين متتابعين بسبب جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على كل مناحي الحياة، وغيّبت عادات وطقوسا تراثية اعتادها الكويتيون منذ القدم.

وعادت هذه الطقوس والعادات للظهور مجدداً في المجتمع الكويتي، والتي كانت قد شهدت بعض التغييرات في الأعوام الماضية إثر الانفتاح الذي شهده البلد الخليجي.

وبدأ الكويتيون قبيل إعلان بدء الشهر الفضيل، بالتحضير لاستقبال هذا الشهر الذي يتميز عن باقي أشهر السنة من ناحية الأطعمة والأجواء، لا سيما أنه يأتي لتعويض حرمان عامين سابقين من إحياء هذه الطقوس.

مائدة قريش

ومن أبرز هذه العادات التي أحياها الكويتيون لهذا العام، "مائدة قريش" والتي تقام في آخر يوم أو يومين من شهر شعبان استعداداً لبدء شهر رمضان الذي يحل هذا العام في طقس ربيعي معتدل.

وقديماً كانت تقام هذه المائدة في البيوت، حيث تقوم النسوة بجمع الأطعمة الموجودة في بيوتهن والتوجه بها إلى منزل كبير العائلة للاحتفال بقدوم رمضان.

فيما تطورت هذه العادة في السنوات الماضية، وامتدت إلى مقرات العمل حيث حرص كثيرون على إحيائها هذا العام في أماكن عملهم، كما أسهم إحياؤها بانتعاش حركة المطاعم والبوفيهات لطلب المأكولات، وزيادة الطلب على الإكسسوارات الخاصة برمضان من ديكورات وبخور وعطور.

ويقول باحثون في التراث الكويتي "إن سبب إيجاد هذه العادة سابقًا هو الخوف على الأطعمة من التلف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وعدم وجود ثلاجات آنذاك لحفظها وذلك أن الكويتيين كانوا سابقًا يتناولون بقايا الطعام صباح اليوم التالي".

مدفع الإفطار

ومع قرب موعد إفطار اليوم الأول من رمضان، توافد مواطنون ومقيمون إلى قصر نايف للتجمع حول مدفع الإفطار ومشاهدة لحظة إطلاق المدفع وسط أجواء تراثية.

ويُعد مدفع الإفطار تقليد تراثي يقام يوميّا في شهر رمضان، وهو تقليد توارثته الأجيال منذ عهد الشيخ مبارك الصباح الحاكم السابع لدولة الكويت قبل قرابة قرن.

الغبقة الرمضانية

وعاد الكويتيون لإحياء "الغبقات الرمضانية"، وتُعتبر من أبرز ما يميز رمضان في الكويت، وكانت تعتمد سابقًا على تجمع أفراد العائلة عقب صلاة التراويح في منزل واحد، إلا أنها تجاوزت في السنوات الأخيرة حدود المنزل والعائلة لتشمل الأصدقاء وزملاء العمل وتقام في صالات وفنادق، وتقدم خلالها أفخر أنواع الأطعمة والمشروبات.

القرقيعان

ويستعد الكويتيون عقب أيام لإحياء القرقيعان، وهو احتفال يبدأ في الثاني عشر من رمضان ويستمر ثلاثة أيام، حيث يطوف فيه الأطفال على البيوت مرددين أهازيج خاصة.

تجمعات عائلية

وعادت التجمعات العائلية إلى بيوت الكويتيين مجدداً بعد عامين من التجمعات المحدودة، حيث حرص كثير من الأسر على التجمع حول موائد الإفطار والسحور كمظهر من مظاهر صلة الرحم ونشر الألفة داخل الأسر والعوائل.

ويتبادل أهالي الحي قبيل مغيب الشمس أطباق الطعام في تقليد ما زال يحييه كثيرون، كما تتزين موائد الكويتيين بأصناف منوعة من الأطعمة المحلية منها (الهريس والتشريب ومطبق السمك والمجبوس).

ورأى أستاذ علم النفس بجامعة الكويت الدكتور خضر البارون "أن شهر رمضان الحالي يختلف عما كان عليه خلال العامين الماضيين والسبب رفع القيود المرافقة لجائحة كورونا خصوصا ما يتعلق بفرقة الناس عن بعضها في السابق".

وأشار البارون في تصريحات لوسائل إعلام محلية إلى أهمية الإفطار الجماعي للأسر في بث روح البهجة وتحسين النفس البشرية.

وقالت التربوية المتقاعدة هدى السمحان "انتظرنا بلهفة وشوق ليالي رمضان العامرة بمظاهر الألفة والمودة والمحبة، خاصة أن التواصل بات غالبا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن في رمضان تزداد التجمعات العائلية والغبقات التي حرمنا منها على مدى عامين متتاليين".

أجواء روحانية

وتجددت الأجواء الروحانية في مساجد الكويت، التي بدأت باستقبال المصلين لأداء صلاة التراويح التي تأثرت في العامين الماضيين بإجراءات الإغلاق، لتعود في هذا الموسم إلى عهدها السابق.

واكتظت المساجد التي تم تحضيرها وتجهيزها مسبقًا من ناحية الخدمات والقراء المشهورين، بآلاف المصلين من الرجال والنساء لإحياء هذه الشعيرة، فيما تم السماح هذا العام بإقامة الدروس والمحاضرات في المساجد.

وباشرت الجمعيات الخيرية عملها بتوزيع وجبات إفطار الصائمين والسلال الغذائية الرمضانية على الأسر المحتاجة.

وتم توزيع آلاف الوجبات في المناطق الأكثر كثافة سكانية بالعمالة الوافدة، فيما تعهدت الجمعيات الخيرية باستمرار توزيع الوجبات طيلة شهر رمضان.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC