قناة عبرية: إدارة بايدن أبلغت إسرائيل عدم دعمها في دخول حرب شاملة
على الدوام يجرب الفن في تجديد تواجده، وتحقيق أثر مختلف في كافة مناحي الحياة. وبعد دخول التكنولوجيا لمسارات الحياة المختلفة، صار الفنانون يجربون طرقا مختلفة، من أجل دمج التطور الرقمي، بهدف إنتاج فن حداثي مختلف، يقدم الفكرة الجديدة، ويزيد من توغل الفن في حياة الناس.
ومن أحدث الصيحات التجريبية، اتباع فناني الشارع المزيد من الحركة تجاه الناس، عبر الجداريات الرقمية، إذ يتم دمج أحدث الأدوات الرقمية مع اللوحة الجدارية الكبيرة، عبر أفكار مثيرة للعين، وباطن الإنسان، وهو ما يحقق التكامل بين فن الشارع المحمل بالأفكار المحاكية لوعي الإنسان البسيط، وبين الأدوات الرقمية التي لا تزال تقدم المزيد من الطرق والأفكار المدهشة، التي لا تتوانى عن جذب اهتمام الإنسان.
وهنالك عدة تقنيات حداثية ويمكن وصفها بالمجنونة عبر اللا توقعية التي تم إنتاجها من خلالها، أكدت قدرة الفن على معايشة كافة الأدوات، والتعبير عن نفسه بأشكال متجددة.
مربعات
في مدينة ساوباولو البرازيلية قدم الفنان لومورو مشروع "لومورو بلوكس" عبر جدارية ضخمة في الشارع، معززة بأدوات تكنولوجية مذهلة، إذ يمكن للملايين لعب لعبة الفيديو Tetris ذات المربعات والأشكال والأحجار، التي تحمل بعدا معرفيا تاريخيا، كونها بالأصل مستلهمة من الفن الإغريقي.
وتمكن الجدارية الجمهور من تحريك المربعات وتدويرها بسهولة عن طريق المشي داخل الساحة الواسعة المقابلة للجدارية، إذ يتمكن المرء من تحريك المربعات من خلال حركة أقدامه. وهو ما يجسد أسمى أشكال المتعة والإدهاش للجمهور، وقدرة الفن على استخدام التكنولوجيا، لتحقيق تشاركية مبهرة.
وهذا النقل والتعميم لأثر التكنولوجيا على الفرد في العالم، من حيث الانغلاق والمتعة الغُرفية، إلى الساحات العامة والشوارع، يحمل بعدا اجتماعيا هاما، وتشاركية، ومع ذلك الاحتفاظ بالمتعة التي أضفتها التكنولوجيا للحياة.
صور متحركة
ونمط آخر يثير الاهتمام، الجداريات المرسومة عبر طريقة الرش، لكن الدهشة تكمن في أنه بمجرد تسليط كاميرا الهاتف الذكي إليها، فإن المكونات تتحول ذاتيًا إلى صور متحركة، بعد أن كانت ثابتة.
فالجدارية ذات الألوان الزاهية المعدة من الفنان البرازيلي إدواردو كوبرا، تقدم طريقة مبتكرة في معالجة التكنولوجيا للفن، ويمثل أسلوبية جديدة تعمل على جذب الجمهور في الأماكن العامة للفن، بل ونقل الأفكار والمفاهيم، ولربما الخطط التنموية المعدة من قبل الأنظمة في العالم، وقد استقدمت إمارة أبو ظبي، حديثًا، ذات الفنان، لرسم جداريات، تتحدث عن التسامح وتقبل الآخرين، في مبادرة "لأجل أبوظبي".
وعملية الانتقال ما بين الصورة الثابتة والمتحركة، تنفذ حديثا عبر أجهزة وتقنيات برمجية متطورة، وهو ما كان معتادا عليه خلال العقود الماضية، لكن هذا التطوير للفكرة، يحمل بعدا ثقافيا مهما، كما وأنه يفتح الباب أمام تعميم الفن والثقافة بين الجمهور.
رمز "QR"
وتقنية أخرى، تعبر عن التماهي بين فن الشارع والتكنولوجيا، ما تم إنجازه في مدينة هامبورغ الألمانية، حيث جدارية "Nextwall" الضخمة والتي يبلغ ارتفاعها نحو 30 مترا.
وتشتمل على أفكار فنية حداثية تحاكي العقل العصري، والإضافة المدهشة تجسدت بقدرة أي شخص تصوير رمز "QR" المدرج أسفل الجدارية، عبر كاميرا هاتفه الذكي، للحصول على المزيد من المعلومات حول العمل المتقدم.
وهو ما يعزز فكرة التثقيف حول العمل الفني، في إطار ما أضافته التكنولوجيا للحياة، من حيث عدم اقتصار المعرفة على أشخاص بعينهم، واعتبارها صوت محاكاة ضروريا لاستمرار وتطوير الحياة.
وتضيف الجدارية ميزة أخرى للزوار، حيث بإمكان أي شخص وضع علامة على الحائط ذاته، تحت عنوان "كنت هنا".
جداريات بالليزر
استحدثت فكرة جديدة للرسم والنقش على الجدران في الشوارع عبر الليزر، إذ تقوم حفارة الليزر بالنقش على الأسطح المختلفة كالجدران والمعادن والخشب والبلاستك والزجاج، ومواد أخرى، بهدف زيادة قدرة الإنسان على تحقيق أفكاره الفنية باليد وبكل سهولة، وتنفيذ المشاريع الجماعية.
وهو ما يعتبر نقلة نوعية في تطوير الفن، وزيادة توفيره بين الناس، حيث بإمكان أي شخص استعمال الأداة الرقمية في هذا الإطار، ونقش خطوطه على السطح المقابل له، دون أدنى خطورة. وقد نفذت هذه التقنية مؤخرًا في إنجلترا.
هذه الأمثلة، التي لا تعتبر حصرًا، على أشكال الفن الجديدة المختلطة بالرقمية، بل هي مجرد أفكار لمشاريع يعاد تكرارها والبناء عليها، في العالم بأكمله، وهي سمة الحياة المعاصرة، القائمة على التجريب دومًا في المكتشفات الحديثة، ودمجها مع العلوم والفنون الأخرى، لتقديم تجربة أكثر إثارة ولفتًا لوعي الإنسان.
