الكرملين: اتفاق روسي أمريكي على تشكيل لجان خبراء لتسوية الأزمة الأوكرانية

logo
منوعات

التنويم المغناطيسي.. بديل التخدير في العمليات الجراحية الحساسة

التنويم المغناطيسي.. بديل التخدير في العمليات الجراحية الحساسة
26 أبريل 2022، 7:48 ص

لطالما كانت فكرة إجراء عملية جراحية دون تخدير والبقاء في حالة استيقاظ، أمرا مخيفا للمرضى؛ ما دفع العديد من الخبراء والمستشفيات إلى التفكير بحلول.

وتستخدم كاثرين برنارد، أخصائية التخدير والإنعاش، التنويم المغناطيسي في غرفة العمليات، كحل غير ضار بات ينتشر بشكل متزايد في بعض المستشفيات، لاسيما في العمليات الجراحية الصعبة والحساسة، بحسب تقرير لموقع psychologies الطبي.

وتعمل برنارد في مستشفى "كرملين بيسيتري" في باريس، كأخصائية تخدير في عملية جراحة الأعصاب داخل الجمجمة، وهي عملية جراحية حديثة تتطلب أن يكون المريض مستيقظا ويستجيب للاختبارات العصبية أثناء العملية.

ولهذا السبب أصبحت برنارد مهتمة بالتنويم المغناطيسي، وهو "حالة وعي معدلة" لا تجعل المريض ينام، وفقا للتقرير.

مكمل مثالي لعلاجات تسكين الآلام
وتشير برنارد إلى أن "التنويم المغناطيسي يمكن أن يكون حلا جيدا للغاية في العمليات الجراحية التي يمكن أن يجريها الإنسان نتيجة أمراض مثل الرهاب، والإدمان، واضطرابات النوم، واضطرابات الأكل، والاضطرابات العصبية".

وتضيف أن "التنويم المغناطيسي يستطيع أن يعالج القلق والألم اللذين تسببهما العمليات الجراحية.. كما أنني أحيانا أهدئ نوبات القلق الحاد التي تحدثها الفحوصات الإشعاعية، مثل: التصوير بالرنين المغناطيسي".

وتتابع أن "التنويم المغناطيسي يعدل من الشعور بالألم ويقلل من حدته ومن العواقب الانفعالية مثل القلق، كما يسمح بتغيير السلوك، بجعل الجميع يكتشفون مواردهم الخاصة ومساعدتهم على استخدامها".

وتقول الدكتورة برنارد "نستخدم التنويم المغناطيسي بالإضافة إلى المسكنات الدوائية مثل أدوية المورفين، التخدير الموضعي، خلال التدخلات الجراحية الثقيلة، حيث يكون من الضروري شق الأنسجة الحساسة والعصبية".

كيف يتم ذلك؟
وتوضح برنارد "أولا أرى المريض قبل العملية لأتأكد من حالته الصحية، وأشرح له أن التنويم بالإيحاء يمكن أن يقترن بالتخدير الخفيف حسب احتياجاته".

وتستطرد بالقول "أطلب منه أن يخبرني عن مكانه المفضل، المكان الذي يشعر فيه بالراحة والأمان.. يمكن أن تكون ذكرى من ذكريات طفولته، أو فترة إجازة".

وتضيف "لست بحاجة إلى وصف تفصيلي، ولكن فقط لأدلة حتى أدخله لاحقا في فضاء مزيل للقلق، ثم أعرض عليه جلسة التنويم المغناطيسي لأطلعه على هذه الحالة بالذات، ثم نلتقي في يوم العملية".

وتقول أخصائية التخدير "تتطلب جراحة الأعصاب داخل الجمجمة، عملا شاقا مؤلما في فروة الرأس، ولكن بعد ذلك يكون الجزء الداخلي من الدماغ غير حساس، في عملية تستغرق نحو 8 ساعات وتسبب الكثير من التوتر".

وتضيف "بالنسبة للشق أستخدم التخدير الموضعي، لكني أبدأ بالتنويم المغناطيسي منذ بداية العملية.. إنه يهدئ ويقدم حلا مسكنا للانزعاج من الموقف الذي تفرضه العملية على المريض".

وتبين "أجعلُ المريض يكتشف الديكور الذي يحيط به، وأصف له الأضواء والأصوات، كما ألجأ لتقنيات التركيز القائمة على التنفس، إذ يلعب التنفس دورا رئيسا في الاسترخاء ومن ثم في الحصول على النوم الإيحائي".

وتتابع "أحاول أن أفتح أبواب الخيال من خلال الإيحاءات، أذكّر المريض بمكان الأمان الذي ناقشناه قبل العملية".

وتوضح برنارد "لا أنسي المريض جسده، بل على العكس تماما، فنحن في قلب الجسد، ولكن بطريقة شمولية، وهكذا يتم تخفيف التدفق المؤلم بذوبانه في تدفق من الأحاسيس التي تصرف انتباه المريض عن المعاناة".

وتؤكد أن "المريض يظل واعيا أثناء التدخل الجراحي.. أتحدث معه وأتواصل معه.. أسأله ما إذا كان يشعر بالراحة، وإذا لم يشعر بالراحة أحاول إدخاله في نشوة تنويمية إيحائية أعمق، وإذا لم يكن ذلك كافيا ألجأ إلى إضافة علاجات دوائية".

وتضيف: في أكثر من 20% من الحالات، يكون التخدير الموضعي والتنويم المغناطيسي كافيين".

نسيان كامل لطاولة العمليات
ويوضح تقرير موقع psychologies، أن التنويم المغناطيسي "حالة يقظة، لكن يمكن للمرضى من خلاله تجريد أنفسهم تماما من الواقع، وقد يصلون إلى حد نسيان العملية الجراحية تماما، وطاولة العمليات".

وتضيف أخصائية التخدير برنارد "أحيانا عندما يستيقظون يقولون لي: لقد ذهبت بعيدا، وهذا البعيد جدا يظل شعورا ملازما للمريض لدرجة أنه لم يعد يتذكر المكان الذي كان فيه أثناء الجراحة".

وتقول "إنه لأمر مثير للإعجاب أن أكتشف مواردهم.. أنا مندهشة في كل مرة، وبصرف النظر عن التخدير الموضعي فإن التنويم المغناطيسي وحده يعمل بشكل مثالي".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC