عاجل

سفارة إيران ببيروت: نقل 90 من المصابين في لبنان لاستكمال العلاج في إيران 

logo
منوعات

التفاؤل الكاذب.. ما هو وما هي نتائجه؟

التفاؤل الكاذب.. ما هو وما هي نتائجه؟
22 مايو 2022، 9:47 ص

التفاؤل الكاذب له عواقب، فالحفاظ على موقف إيجابي ومبتسم في جميع الأوقات يمنعنا من التواصل مع أنفسنا، ومن إدارة الصعوبات التي نمر بها.

واليوم أصبح التفاؤل "موضة" دارجة في حياة الكثير من الناس، وأمام صعوبات الحياة نحن مدعوون لأن نكون مبتسمين دائمًا ومليئين بالطاقة، وأن نستمد الإيجابية من كل تجربة، مهما كانت صعبة.

ومع ذلك، فإذا كان التفاؤل يمكن أن يساعدنا، فإن هناك خطا دقيقا وغامضا يفصل بين الموقف الإيجابي الحقيقي والتفاؤل الزائف.

وإذا كنا حقًا لا ننكر أهمية الموقف المتفائل تجاه الحياة، فإن هذا لا يعني أنه يجب تقمصه في جميع الأوقات والأحوال، إنه يمنع ظهور انفعالات أخرى، صحية أيضًا وضرورية.

فالحال اليوم أن هناك إلحاحا في تعظيم المشاعر والانفعالات الإيجابية وتبنيها رغم كل الظروف، وإنّ ما لا يعرفه كثير من دعاة ووُعاظ المساعدة النفسية والروحية، هو أنّ الانفعالات السلبية مثل، الحزن أو الغضب أو الإحباط، ضرورية أيضًا، ويجب منح كل منها مساحة تليق بها.

وفيما يلي، توضح مجلة "nospensees" النفسية، في تحليل لها فِيمَ يتمثل التفاؤل الكاذب وما هي آثاره:

ما هو التفاؤل الكاذب؟

يشير التفاؤل الكاذب إلى إظهار موقف إيجابي عندما يتصدع العالم الداخلي، فهكذا الحال لأنك لست متناغمًا مع ما تبدو عليه، وفي هذه الحالات ينفصل الناس عن انفعالاتهم، مما يسبب لهم في غالب الأحيان الألم والمعاناة، وهذا النوع من التفاؤل يحول دونهم ومواجهة الواقع، مع تفضيلهم تجنب المشاكل.

وبمعنى آخر، يمثل التفاؤل الكاذب قوقعة يلجأ إليها الفرد لتجنب الانزعاج الناجم عن المواقف الصعبة، وعاجلاً أم آجلاً ينتهي هذا الموقف بإيذاء الناس، لأنه إذا كان تجنب ما يشعرون به يريحهم في البداية، فإن الدائرة الانفعالية ستصبح ثقيلة ومرهقة بعد حين.

وحسب المجلة، هناك أناس يلجؤون إلى التفاؤل الزائف لتجنب مواجهة الواقع.

صفات الأشخاص المتمسكين بالتفاؤل الزائف

يمتلك الأشخاص المتفائلون تفاؤلا كاذبًا عددًا من السمات والمواقف المشتركة، وهي كالتالي:

ليسوا واقعيين

يجد الأشخاص المتفائلون صعوبة في أن يكونوا واقعيين. وفي الواقع يتحوّلون نحو التفاؤل للهروب من الإحباط، ومن الواجب مواجهة الحقيقة غير السارة بالنسبة لهم.

وهكذا، فإنهم عادة يدّعون أن كل شيء على ما يرام، على الرغم من أن دواخلهم مهزوزة ومكسورة ألف قطعة.

يعانون من تدنٍّ في احترام الذات

يميل الأشخاص الذين لديهم هذا النوع من التفاؤل إلى تقييم سلبي لأنفسهم، فهم لا شعوريًا يعتقدون أنهم غير قادرين على التغلب على صعوبات الحياة، أو أنها ليست كافية أو مجدية، لذلك فإنهم خاضعون لهذا الخداع الذاتي في حماية أنفسهم من الانزعاج.

وفي هذه الحالات، فهم ينكرون المعاناة ويخلقون واقعًا لا وجود له، بناءً على الإيجابية الزائفة.

لا يعيشون عادة في الوقت الحاضر

من جانبهم، يعيش هؤلاء الأشخاص مع توقعات غير عقلانية حول المستقبل، مما يقودهم بعيدًا عن عقلية متمحورة حول "هنا والآن". وهو ما يُحدِث فرقًا مع تفاؤل حقيقي، لأن التفاؤل الحقيقي يسمح لنا بقبول الحاضر كما هو، وتقييم الصعوبات بدرجة أكثر واقعية.

يفتقرون إلى الدافع النفسي

على الرغم من أنه قد يبدو مخالفًا للحدس، فإن التفاؤل الكاذب يجعل التحفيز الذاتي صعبًا، لأن التوقعات والأهداف تفتقر إلى العقلانية. وعلى المدى الطويل، عندما يبدأون في إدراك أن رغباتهم لا تتوافق مع الواقع أو مع ما يمرون به يكون السقوط عندئذ أكثر إيلامًا، وبالتالي يميلون إلى تقويض القدر الضئيل من الحافز الذي يمتلكونه.

ليسوا صادقين مع أنفسهم

كما ذُكر من قبل، يمثل التفاؤل الزائف شكلا من أشكال خداع الذات، لأن الشخص الذي يُظهر مثلَ هذا التفاؤل لا يريد أن يتقبل الواقع الذي يحيط به. بمعنى آخر إنها محاولة سيئة لتخفيف مشاعر القلق وعدم الراحة التي يشعرون بها.

ونتيجة لذلك، فهم ليسوا صادقين مع أنفسهم، ولا يقولون الحقيقة بشأن ما يشعرون به أو ما يريدونه، لكنهم يتوافقون مع تلك الإيجابية الزائفة.

والتفاؤل الزائف يحمي الإنسان ضمن صورة خاطئة عن نفسه تمنعه من التواصل مع ما يشعر به حقًا.

عواقب التفاؤل الزائف

إن ممارسة التفاؤل الزائف يمنعنا من التواصل مع عالمنا الداخلي، ويأخذنا بعيدًا عن مجالنا الانفعالي، وبالتالي يعيق إدارة مشاكلنا وصعوباتنا، لأنه يمنعنا من التفكير في أنفسنا.

والحياة ليست وردية دائمًا، حتى لو كنا لا نرغب في قبولها، فالشدائد والمعاناة جزء من حياتنا، وتجنبها ليس هو الحل، وإذا قبِلنا بمبدأ أنه لا يمكننا دائمًا أن نكون في موقف إيجابي ومبتسم فسيسمح لنا هذا القبول بإفساح المجال لمشاعر وانفعالات أخرى، وهي ضرورية جدا أيضًا، وهو ما يسمح لنا بالتعمق أكثر فيما يحدث لنا، وبسهولة أكبر.

فالأسى والكآبة والغم، على سبيل المثال، مشاعر تساعدنا في التغلب على الفقدان والأحزان، والغضب يمنعنا من أن نكون ضحايا الظلم أو سوء المعاملة. في حين أن الخوف يتيح لنا التفكير في الأخطار وتجنبها.

وبعد هذا التحليل، نحن مدعوون لاحتضان كل المشاعر والانفعالات، ومنحها المساحة التي تستحقها، وتركيزك فقط على البعض منها يأخذك بعيدًا عن نفسك ويمنعك من التعامل مع ما تخشاه وتهابه كثيرًا.

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC