عاجل

آيكوم اليابانية: نحقق بتقارير عن انفجار أجهزة لاسلكية تحمل شعار الشركة في لبنان

logo
منوعات

هل يواجه "عرب أوروبا" رقابة في وجه عادات المجتمع الجديد؟

هل يواجه "عرب أوروبا" رقابة في وجه عادات المجتمع الجديد؟
06 يونيو 2022، 10:57 ص

تمثل المجتمعات العربية المصغرة، التي تشكلت مؤخراً في أوروبا، فسحة راحة للجاليات العربية في القارة، لما تخلقه من أجواء عربية تحاكي تلك التي عاشها المهاجرون في بلدهم الأم.

وبين شارع عربي في برلين وحي الفلسطينيين في بروكسل وشارع ادجوير رود في لندن، يعيش العرب حياة تسودها الألفة والود والأجواء الشرقية.

وفي الوقت ذاته، تفرض هذه التكتلات العربية الصغيرة رقابةً مجتمعية على أفرادها تقيد العرب الراغبين بالانخراط بالمجتمع الأوروبي واعتماد أسلوب حياة أبنائه.

تقاليد راسخة

وقالت روعة ميخائيل (25 عاما) سورية تعيش في المجر: "يمارس أبناء جاليتي هنا رقابة أصعب مما كانت بمجتمعي العربي في سوريا، وأريد أن أنخرط في المجتمع الأوروبي، لكن رقابتهم تمنعني"، على حد تعبيرها.

وأضافت روعة، التي تعيش في السكن الطلابي لجامعة ديبرتسن الهنغارية: "أفكر أحياناً في مغادرة السكن الجماعي لأنعم بالاستقلالية وأستطيع الاندماج، فمع العرب العادات والتقاليد والثرثرة حاضرة دائماً".

وضربت روعة مثالاً على ذلك: "ذهبت يوماً إلى سهرة عيد ميلاد صديقتي الهنغارية مرتدية ملابس غير مألوفة بالنسبة للشرقيين، لأجد نفسي في اليوم الثاني حديث السكن الطلابي بين صفوف العرب".

وأضافت طالبة ماجستير الصحة العامة: "أعاني أيضاً عند إبداء الرأي ببعض المسائل المرتبطة بالمجتمع الأوروبي، فلا يمكن أن أقول إنني مع المساكنة أو مع الزواج المدني، سألقى بالتأكيد الرفض والاستنكار".

"حتى الأجانب لم يسلموا من رقابتنا"، تروي روعة موقفاً آخر فتقول: "تعيش معنا في السكن زميلة برازيلية، أتى مرة صديقها من مدينة أخرى وبات في غرفتها، وهو أمر يسمح به قانون السكن الطلابي، لكن الحادثة تحولت إلى قضية رأي عام هنا بين العرب".

وأخيراً وصلت إلى الحرية

ويتذمر عدد من الشباب العرب من هذه الرقابة كثيراً، لأنهم عانوا منها سابقاً في بلادهم، وظنوا أن رحيلهم إلى أوروبا سيخلصهم منها.

وهنا قالت فاطمة البني (21 عاماً) طالبة أردنية في برلين: "في بداية وجودي هنا وبحكم إقامتي في الشارع العربي كانت تلك الرقابة مصدر إزعاج دائم، لكن بعد فترة من الزمن لم أعد ألتفت إليها".

تعيش فاطمة مع زميلها الصربي في المنزل نفسه غير آبهة برقابة الحي العربي، وأضافت: "بشكل يومي تنهال علينا نظرات الاستهجان من قبل العرب هنا، فقط لأنني عربية ومسلمة، وصارت المسألة بالنسبة إلي كالتحدي، لن أغير مكان إقامتي بسبب ثرثرتهم وعاداتهم الاجتماعية".

وتروي فاطمة حواراً جرى مع جارها السوري حاول من خلاله إقناعها بضرورة الالتزام بالعادات الشرقية لأنها عربية وبضرورة ارتدائها الحجاب.

وقالت: "بدأ يتقرب مني مقدماً نفسه كأخ حريص على ابنة بلاده، ثم بدأ يقنعني بالالتزام الديني وبضرورة تمسكنا بحياتنا الشرقية، وبأنه يجب علينا ترسيخ هذه العادات هنا، وليس اعتناق النمط الأجنبي منها".

وتطورت المسألة بين فاطمة وجارها من محاولة النصح والإرشاد إلى المضايقة، وهنا تابعت: "خلال آخر حديث بيننا وبّختُهُ وأمرتُهُ بالتوقف عن مضايقتي، وهددتُه بطلب الشرطة".

فرع للذكور

وقال بشار المسدّي (33 عاماً) فلسطيني يعيش في النمسا: "سكنت منذ وصولي إلى فيينا في شارع فافوريتن بالحي العاشر للعاصمة والذي يعجّ بالعرب، لكن المشكلة بدأت عندما تزوجت من فتاة نمساوية وأنجبت منها طفلين".

ويعاني بشار من عدم تقبل العائلات المسلمة لعائلته وعدم رغبتها بالجلوس مع عائلته، وقال إن "بعض الأصدقاء قالوا لي صراحة بأنهم لا يرغبون بجلوس نسائهم وبناتهم مع زوجتي، لأنهم يخشون عليهم من ثقافتها الغربية".

وعن محاولات نهيه عن هذا الزواج، تحدث بشار: "لم يبق عربي في الحي إلا وحاول إقناعي بعدم الزواج من أجنبية، وبدؤوا يروون لي قصصاً عن عواقب هذا الزواج".

ويدير بشار ظهره لتلك الرقابة العربية الصارمة، لكنه لا ينفي مشقّتها قائلا: "تتعرض زوجتي لبعض النظرات والثرثرة العربية، لكنها تستوعب المسألة، ونحن مصرون على البقاء هنا.. هم من يجب عليهم أن يندمجوا بالمجتمع الجديد وليس نحن".

أنصار الرقابة

إلى الطرف المقابل، حيث أنصار الرقابة الذين لا تقوى إرادتهم على تمييعها في سبيل الانصهار في المجتمع الأوروبي.

وقالت نادين إبراهيم (22 عاماً) طالبة لبنانية تدرس في جامعة السوربون: "أحب التمسك بهذه العادات وتلك الرقابة، وأعترف أنني أمارسها على زميلاتي من العرب في السكن الجامعي ولا أريد التخلي عنها".

وأضافت إبراهيم التي تقطن الحي اللاتيني للعاصمة الفرنسية باريس: "أنا ابنة بيئة محافظة جداً في إحدى قرى الجنوب اللبناني، لذلك أشعر بمسؤولية وخوف في حال تجاوزت تلك العادات، حتى لو كنت هنا في أوروبا".

وعن الثرثرة، قالت نادين: "نحن لا نقوم بتجريح أي أحد، ولا نملي عليه، كل فتاة حرة في تصرفاتها، لكن الطقوس العربية ورقابتنا الاجتماعية مسألة لا يمكن المساس بها، والمجتمع هنا يستوعب الجميع".

وعن حياتها فيما لو سكنت بعيداً عن العرب، قالت نادين: "لو أن السكن الجامعي بلا عرب، كنت سأكون مرنة بشكل أكبر، وربما كنت سأندمج بالأجانب بشكل أكبر، لكن تبقى بعض السلوكيات محرمة بالنسبة لمجتمعنا وعاداتنا التي لا يمكن أن أفرط بها".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC