logo
منوعات

لكسر سيطرة الرجال.. النساء يكافحن لإثبات جدارتهن في البحث العلمي

لكسر سيطرة الرجال.. النساء يكافحن لإثبات جدارتهن في البحث العلمي
28 يونيو 2022، 3:47 م

تكافح النساء من أجل إثبات جدارتهن في مجال البحث العلمي الذي يهيمن عليه الرجال، في وقت تسعى فيه مؤسسات متخصصة لتسليط الضوء على هذا الجانب.

وبحسب تقرير لموقع "caminteresse"، فإن "أقل من ثلث الباحثين حول العالم هن من النساء".

وأشار الموقع إلى أنه "في كل عام تسلط مؤسستا لوريال واليونسكو الضوء على السيدات من خلال مكافأة 5 عالمات من جميع أنحاء العالم لمساهماتهن في النهوض بالعلوم".

وقالت المديرة العامة للمختبر الأوروبي للبيولوجيا الجزيئية في هايدلبرغ بألمانيا: "لقد قامت كل واحدة منا برحلة لا تصدق قبل أن نصبح عالمات اليوم".

وأضافت: "لقد ثابرن على الرغم من الحروب، والأزمات الاقتصادية، ومحدودية المعدات، والحواجز الثقافية، أو عدم المساواة في الأجور و / أو التمويل".

وجاء كلام هيرد، نيابة عن 15 عالمة حصلن على جائزة المرأة في العلوم - وهي واحدة منهن - خلال الحفل الذي أقيم، في 23 حزيران/يونيو 2022 في مقر اليونسكو.

عالم العلوم لا يزال ذكوريًا

وبعد أن حالت الأزمة الصحية دون تنظيم احتفالَي عامي 2020 و2021، تم الاحتفال مؤخرًا بثلاث سنوات من الفائزات بالجائزة.

وعلى الرغم من انفعال وفرحة الفائزات، فإن وجود مثل هذه الأمسية يكشف عن مشكلة متأصلة في مجتمعنا: "عالم العلوم لا يزال ذكوريًا بعمق".

أقل من الثلث من الباحثات

وفقًا لأرقام اليونسكو، للعام 2019، تمثل النساء أقل بقليل من 30٪ من القوى العاملة البحثية في العالم.

وقالت ماريا جوزمان، عالمة الفيروسات في كوبا، والفائزة بجائزة 2022 لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، في بيان صحفي: "لا يزال هناك طريق طويل أمامنا قبل تحقيق المساواة بين الجنسين في العلم والمجتمع".

وبحسب التقرير، لا تصل فرنسا إلى هذا المعدل العالمي مع 28٪ من الباحثات في مختبراتها، وفقًا لأرقام 2019 الصادرة عن وزارة التعليم العالي.

ونقل عن خبراء قولهم إن "الخطوة التي يجب اتخاذها لتحقيق التكافؤ ليست صغيرة، خاصة أن 26٪ فقط من المناصب الجامعية في العلوم الأساسية تشغلها نساء شابات، وفقًا لتقرير التعليم الوطني للعام 2019".

ويمثل جنوب وغرب آسيا منطقة العالم، حيث الفجوة أوسع، إذ تشكل النساء 18,5 ٪ فقط من الفرق العلمية.

وفي هذا الشأن، تقدم كيوكو نوزاكي، وهي عالمة في الكيمياء في اليابان والفائزة بجائزة 2021 للنساء والعلوم الخاصة في آسيا والمحيط الهادئ، تفسيرًا لهذه الفجوة.

وذكرت نوزاكي أنها "جزئيًا مسألة تمثيلات داخلية. في اليابان، على سبيل المثال، غالبًا ما تُعتبر كلمة "Kawaii" - وهي فكرة توحي بمزاج سهل الانقياد وساذج - أهمَّ وأثمن صفة في تعريف المرأة. في حين أن فكرة التنافس أو العدوانية تعد أمرًا ذكوريًا في معظم الثقافات".

وقال الموقع إن "فوارق هائلة تظهر عندما يتعلق الأمر بتحديد النساء اللواتي حصلن على مكافآت على عملهن العلمي".

وأوضح أنه "بينما حصل 888 رجلًا على جائزة نوبل المرموقة، منذ العام 1901، فازت 58 امرأة فقط بهذه الجائزة، مع جميع الفئات مجتمعة".

وتابع: "لذلك فهن يمثلن 6٪ فقط من الفائزين".

واعتبر أنه "بالنسبة لميدالية فيلدز - وهي جائزة مماثلة لجائزة نوبل ولكن خاصة بالرياضيات – فالأمر أسوأ، حصلت عليها امرأة واحدة فقط، وهي الإيرانية مريم ميرزاخاني التي توفيت في العام 2017".

أسماء تم محوها

وبالنسبة للبروفيسورة هيرد، الحائزة على جائزة أوروبا، للعام 2020، فإن "المفتاح يكمن في تمثيلٍ أفضل للمرأة عندما نصل إلى كتلة حرجة سيكون من الأسهل ساعتها جذب المزيد من النساء".

وإذا كانت النساء غائبات عن المختبرات فإنهن غائبات أكثر في الأدبيات.

ووفقًا لدراسة في مجلة "Nature" نُشرت، في 22 أيار/ يونيو 2022، تمثل الباحثات 35٪ فقط من مؤلفي منشور علمي، حتى عندما يمثلن ما يقرب من نصف القوى العاملة في الفريق.

وهذا يعني، بحسب البروفيسورة هيرد أن "مشاركة المرأة في العمل البحثي كثيرًا ما يُنتقص من قيمتها".

إلى ذلك، يسشتهد علماء البحث على سبيل المثال بـ "روزاليند فرانكلين" التي تم التقليل من أهمية مساهمتها في اكتشاف بنية الحمض النووي إلى حد كبير.

وبين الموقع أنه "لم يتم بالفعل الاستشهاد بفرانكلين في منشورات فرانسيس كريك وجيمس واستون التي أكسبتهما جائزة نوبل".

وأضاف: "كم عدد المشاركات النسائيات اللواتي تم شطبهن في ظل ظروف مماثلة؟، كم عدد النساء اللواتي تم ثنيهنّ عن متابعة مسيرتهن العلمية بسبب هذا الإجحاف؟، يتساءل الباحثون في دراستهم".

وتابع: "هكذا فإن الحفل الذي نظم في مقر اليونسكو يهدف إلى إنصاف الأسماء العظيمة في العلوم، وإعطاء منبر للباحثات، ومنح المرأة ما تستحقه من اعتراف وتقدير في مجال العلوم، على حد تعبير رئيس مؤسسة لوريال جانبول أغون".

الذكور يتضايقون

لا يهم إذا كان هذا النوع من الاحتفالات يمكن أن يجعل بعض ممثلي جنس الذكور يتضايقون.

ففي العام 2017، أجرت جامعة "تولوز"، والمركز الوطني للبحث العلمي، دراسة استقصائية حول آراء الرجال حول مكانة المرأة في العلوم.

وقالت الدراسة: "بينما يرى البعض أنه من الضروري العمل على الاهتمام بإنجازات المرأة، فإن جزءًا كبيرًا منهم لا يفهم أهمية تقدير المرأة".

والأسوأ من ذلك أن البعض "يعتقد أن الإجراءات المتخذة "تُلحِق الأذى" بالرجال من خلال التوجه نحو نظام أمومي"، بحسب عبارات التقرير.

لكن هذا لم يمنع كريستي أنسيث، الحائزة على جائزة المرأة في العلوم، للعام 2020 من أن تعبّر في الحفل عن تفاؤلها.

وقالت: "هدفي هو أنه عندما نطلب من أي شخص بالغ أو طفل، أن يستشهد بمهندس أو عالم، فإن الاسم الأول والوجه الأول الذي يتبادر إلى الذهن أسماء ووجوه نساء".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC