الجيش الإسرائيلي: مسلحان عبرا من الأردن نفذا هجوما على نقطة حدودية قرب البحر الميت

logo
منوعات

تونس.. موجة حرائق تربك خطط الحكومة لتحقيق الاكتفاء من الحبوب

تونس.. موجة حرائق تربك خطط الحكومة لتحقيق الاكتفاء من الحبوب
29 يونيو 2022، 9:29 ص

تواجه خطط الحكومة التونسية لتحقيق اكتفاء غذائي ذاتي في أفق سنة، شبح انتكاسة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وموجة الحر غير المسبوقة والحرائق التي طالت محاصيل الحبوب.

وتوقع وزير الزراعة التونسي محمود إلياس حمزة هذا الشهر، أن يبلغ محصول الحبوب في 2022، نحو 1.8 مليون طن، بزيادة قدرها 10% عن العام الماضي.

لكن محمد رجايبية عضو المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للزراعة، اعتبر أن زيادة المحصول لن تكون ممكنة بسبب الحرائق التي اندلعت في معظم أنحاء البلاد الشهر الماضي.

وقال رجايبية، إن محصول الحبوب لن يتجاوز 1.4 مليون طن بسبب خطر الإتلاف بالحرائق أو عند التجميع.

ومن جانبه، اعتبر رئيس الاتحاد التونسي للمزارعين، نور الدين بن عياد أن "من المستحيل أن تصل الحكومة حتى لنصف الاكتفاء الذاتي، إن لم تأخذ في الاعتبار التوصيات التي رفعها الاتحاد لها"، مضيفا "قمنا بدراسة وقدمنا مطالب للوزارة لكنها لم تعمل بها".

وأضاف بن عياد، لـ"إرم نيوز"، أن "هناك نقصا في الأسمدة والفوسفات، والبذور الممتازة التي من شأنها أن توفر محصولا جيدا غير متوفرة في تونس، والكلام وحده الذي تطلقه الحكومة لا يكفي بصرف النظر أصلا عن الحرائق وموجة الحر".

ويقول اتحاد الزراعة وخبراء، إن المحصول يعاني أيضا من أضرار مباشرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، التي وصلت بالفعل إلى 47 درجة مئوية هذا الصيف، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 49 درجة.

وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تمثل موجة الحر عائقا أمام المزارعين في جني المحاصيل.

من جانبه، قال الوزير السابق فوزي بن عبد الرحمن، إن "الاكتفاء الذاتي في تونس بالنسبة للحبوب غير ممكن لأن الوضع الحالي وبالتنظيم الزراعي الحالي وبالسياسات الحالية لا يمكن تحقيق ذلك".

وأضاف بن عبد الرحمن لـ"إرم نيوز"، "نحن نستهلك من 3 إلى 4 مليون طنّ من الحبوب ونحصل في الأخير عند موسم الحصاد على 1,1 مليون طنّ، وحتى إن حصدنا أكثر فإنه ليس لدينا طاقة استيعاب للتخزين أصلا".

ورأى أن "السياسات العامة في الزراعات الكبرى يجب أن تعاد صياغتها، حيث إنّ هناك 5 عوامل وسياسات إذا راهنت عليها الدولة يمكن أن ننجح في ما يخص مجال الحبوب لكن لا نرى خطوات جيدة في هذا الصدد ليس من الحكومة الحالية فحسب، بل منذ الاستقلال حيث اعتبرت الفلاحة قطاعا اجتماعيا مطالبا بأن يوفر الغلال والخضر للسكان فقط".

وحول إمكانية تعرض المحصول إلى الحرق، قال بن عبد الرحمن "لا أعتقد أن المخزون سيتم إتلافه بالحرائق، والتونسيون لا يزالون مرتبطين بالأرض ولا يفكر أي تونسي في حرق المحصول الفلاحي".

من جهته، قال المحلل السياسي غازي معلى إن "الحرائق تتكرر كل عام منذ الاستقلال، ومعدلات الحرائق معروفة في هذه الفترة وهي بفعل الحرارة".

وأوضح معلى في تصريح خاص لـ"إرم نيوز" أن "الحرائق ليست السبب الوحيد الذي يؤثر على عدم تحقيق الاكتفاء الذاتي، فنحن نستورد القمح اللين منذ عشرات السنين لإعداد الخبز بكميات كبيرة وهذا لم يتوقف بل العكس هو في ارتفاع".

ودعا إلى ضرورة أن يكون هناك تفكير استراتيجي واستغلال أراض شاسعة غير مستغلة حتى الآن.

وأضاف معلى، أن "كميات الأمطار خلال السنوات العشرين الأخيرة تتراجع، وهي غير كافية لتكون تونس قادرة على توفير احتياجاتها من الحبوب وهي إشكالية هيكلية''.

وأوضح: "نحن غير قادرين على تحقيق اكتفاء ذاتي لكن الحل كذلك في التقليل من الاعتماد على الاستيراد، يجب توسيع مساحة الأراضي المخصصة للزراعات وترشيد الاستهلاك لأن إشكالية الخبز مثلا موجودة منذ عشرات السنين ولم نجد لها حلّا".

وأكد معلى، أن "المخاوف من مرحلة نصل فيها إلى نقص حاد من الحبوب واردة جدا وهذا ما تنبه منه مؤسسات دولية والأمر لا يقتصر على تونس فقط بل يشمل الجزائر ومصر بسبب الاستهلاك الكبير".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC