تسبب الهجوم المسلح الذي عرفته ضاحية "هايلاند بارك" في ولاية شيكاغو الأمريكية يوم الاثنين الماضي، في فقدان طفل لم يتجاوز عامه الثاني لوالديه، بعدما كانا ضمن ضحايا القاتل روبرت كريمو.
وأعلنت السلطات الأمريكية أنها أوقفت مساء الاثنين، شابا يشتبه في أنه أطلق النار في هايلاند بارك على حشد من الناس كانوا يحضرون استعراضا بمناسبة عيد الاستقلال، في هجوم أوقع 6 قتلى و26 جريحا على الأقل.
قصة الطفل آيدن ماكارثي، الذي سيقضي ما تبقى من حياته يتيما، أثرت كثيرا بالأمريكيين، فسارعوا إلى تقديم تبرعات مالية للمساهمة في تربيته، بلغت 2 مليون دولار، بحسب "هافينغتون بوست".
كان الصغير برفقة والديه، كيفن مكارثي (37 عاما) وزوجته إيرينا (35 عاما)، في هايلاند بارك، عندما أطلق الجاني روبرت كريمو، (21) عاما، الرصاص لأسباب ما تزال غير واضحة، فلقي الوالدان حتفهما ونجا الطفل الذي بقي هائما على وجهه وسط الحشود، إلى أن أخذه سكان المنطقة واحتفظوا به في مكان آمن.
وصرح جد الطفل لأمه، مايكل ليفبرغ، لـ "شيكاغو سان تايمز"، أن صهره كيفن قتل وهو يحمي حفيده، قائلا:" كان آيدن تحت جسده عندما لقي مصرعه".
وكتبت الصحفية الأمريكية "ماريسا بارا" على حسابها في "تويتر": "هل تتذكرون ذاك الولد الصغير الذي وجد هائما في هايلاند بارك؟.. لقد اكتشفنا لماذا.. لقد قتل والداه".
وكتبت إرينا كولون، التي قادت حملة التبرعات بموافقة العائلة: "يوجد آيدن في وضع لا يمكن تصوره: سيكبر دون والديه".
وأضافت: "سيكون أمامه طريق طويل لعبوره حتى يتعافى، ويجد التوازن والاستقرار، ويبحر في حياته كيتيم".
وحملة التبرعات التي أطلقت عبر موقع "غو فاند مي" لدعم الطفل آيدن، وضعت نصب عينيها هدف جمع نصف مليون دولار.. لكن، بعد ظهر يوم الأربعاء، تجاوز المبلغ الذي تمّ جمعه 2.5 مليون دولار دفعها أكثر من 46 ألف متبرع.
وتعيش الولايات المتحدة الأمريكية كابوسا حقيقيا بسبب انتشار الأسلحة النارية، فقبل "هجوم شيكاغو" صدم المجتمع الأمريكي يوم 24 أيار/مايو الماضي بهجوم تكساس، الذي ذهب ضحيته 21 شخصا من بينهم 19 طفلا.
وتمكن الرئيس الأمريكي جو بايدن من تحقيق تقدم سياسي طفيف لمعالجة ظاهرة انتشار الأسلحة النارية في الولايات المتحدة، حيث صوت مجلس الشيوخ على قانون يهدف إلى تنظيم أفضل لبيع الأسلحة.
وتقدر الأسلحة النارية المتداولة داخل المجتمع الأمريكي بـ 400 مليون قطعة، وبحسب موقع "غان فيولونس أرشيف"، قتل بها 22400 شخص منذ بداية العام الحالي، من بينهم حالات انتحار.
