عاجل

ليج نكس 1 الكورية الجنوبية تفوز بصفقة بقيمة 2.8 مليار دولار مع العراق لتصدير أنظمة صاروخية

logo
منوعات

قصة مؤلمة.. كيف اجتازت نجوى وطفلها "رحلة الموت" إلى أوروبا؟

قصة مؤلمة.. كيف اجتازت نجوى وطفلها "رحلة الموت" إلى أوروبا؟
14 يوليو 2022، 6:44 ص

خيّب الاستقبال غير المقبول على حدود أوروبا آمال نجوى، التي توقعت أن يفتح لها الأوروبيون ذراعهم، كونها ناشطة حقوقية وسياسية عانت من الاضطهاد، فهرعت إليهم مع طفلها الصغير.

نجوى فلسطينية – سورية، عملت كناشطة حقوقية ومدرّسة لغات، وبعد الحرب السورية تعرضت لمضايقات أمنية أجبرتها على الهروب.

وقالت نجوى، بحسب قناة The black box على يوتيوب: "هربت من حلب السورية إلى تركيا بعد أن أصبت في قدمي بثلاثة عيارات نارية، وفي تركيا لم يكن الوضع أفضل، تعرضت للعديد من المضايقات لأسباب سياسية، كما حُرمت من رؤية طفلي بسبب طليقي العراقي".

وعندما قررت نجوى السفر إلى أوروبا عبر التهريب كانت الفكرة بمثابة الجنون لأنها لا تملك أي نقود، ولوجود طفلها معها خلال الرحلة.

وقالت نجوى: "حملت ابني (3 سنوات) وتوجهت لشاطئ اليونان، والرحلة الأولى كانت ميسرة جداً، حتى المهرب لم يكن جشعاً، لكن بعد الوصول إلى اليونان، صعدنا إلى قمة جبل، وكان الطريق وعراً مليئاً بالأشواك، تهشمت قدماي من الشوك".

وأضافت نجوى: "ساعدني شاب بحمل حقيبتي وأنا حملت ولدي.. سرت متحدية الألم في أقدامي، حتى وصلنا إلى الفندق عبر سيارة شخص يوناني".

محاولات السفر جوا

بمبلغ وقدره 200 يورو، حجزت نجوى تذكرة على الباخرة التي استقلّها إلى أثينا، لكن الصعود إلى الباخرة كان شاقاً ومضنياً.

وهنا قالت نجوى: "طلبت من شاب أن يساعدني في حمل ابني، وعندما وصلنا إلى الميناء، أوقفتني دورية شرطة تتفقد المسافرين وتقوم بطرد أي مسافر لا يملك فيزا أو جواز سفر، وطلبت مني الشرطة مغادرة المينا لأن أوراقي ناقصة".

التفت نجوى حول المينا وتمكنت من دخول الباخرة مراوغة الشرطة، ووصلت إلى أثنيا، وهناك بدأت تخطط للتهريب جواً إلى أوروبا.

بعد عدة محاولات فاشلة بالتهريب جواً عبر جوازات سفر مزيفة، قررت نجوى السير براً إلى المانيا.



البوسنة.. والمعاناة الأكبر

وعن رحلتها إلى حدود ألبانيا، قالت نجوى: "سرنا أكثر من 12 ساعة على الطريق السريع، وكلما صادفتنا سيارة قادمة، كان يجب علينا رمي أنفسنا على العشب، وأنا ابني على كتفي، وعندما وصلنا، أغمي علي من التعب وابني انفجر بالبكاء".

استيقظت نجوى وعادت إلى وعيها، وتابعت السير ليلاً، وقالت: "بعد السير لساعات، قبضت علينا الشرطة ورفعت السلاح في وجهنا.. صرخت في وجه الشرطة وقلت لهم إننا لاجئون".

اقتادت الشرطة المجموعة إلى المخفر، وهناك قامت المنظمات بمساعدتهم ومدتهم بالطعام والملابس والإسعاف الأولي، ثم أرسلتهم إلى مخيم في منطقة تيرانا ومنه إلى البوسنة.

والبوسنة كانت العنوان الأبرز لقصة معاناة نجوى.

وقالت نجوى: "سرنا حوالي 16 ساعة ونحن نبحث عن مهرّب، حتى وجدناه، وأرشدنا إلى الطريق مع مساعده الذي كان فاقداً الوعي بسبب جرعة زائدة من المخدرات، وضعنا هناك معه في الغابات.. ما دفع بعض الشباب لتسليم أنفسهم إلى الشرطة".

نفذ الطعام والشراب من المجموعة، فاضطرت نجوى إلى أكل أوراق الشجر وشرب الماء الملوّث، وإطعام ابنها من الخضراوات والفاكهة الفاسدة، بينما توفي شاب فلسطيني كان مع المجموعة بعد أن تناول فطرا مسموما من أحد الحقول.

قالت نجوى: "في الليلة الأخيرة نظرت إلى ابني فوجدته يرتعش، شعرت أنه يفارق الحياة.. فرفعت رأسي إلى السماء وبدأت بالدعاء.. فأرسل القدر لنا سيارات نقلتنا إلى كرواتيا، ومنها إلى سلوفينيا".

وعن اعتقالها في سلوفينيا، قالت نجوى: "كانت الشرطة بانتظارنا وقام أحد العناصر بانتشال ابني من صدره بطريقة عنيفة، فما كان مني إلا الهجوم عليه وضربه، ثم اقتادونا إلى نقطة عسكرية وقاموا بتفتشينا".

"اغربوا عن بلادنا.. أنتم كاذبون"، جملة نطق بها عناصر من شرطة كرواتيا.

ردت نجوى على الشرطة: "نحن لاجئو حرب، هربنا من الموت والمجرمين.. لكنكم مجرمون أكثر منهم".

بعد الاشتباك مع الشرطة، تم تسفير المجموعة إلى البوسنة، ومن هناك أعادت نجوى المحاولة ونجحت في الوصول إلى كرواتيا.

نيران صديقة

وفي كرواتيا كانت نجوى على موعد مع رحلة شاقة في شاحنة مغلقة، تحدثت عنها نجوى: "كنا حوالي 35 شخصاً داخل الشاحنة لمدة 3 ساعات، سطح الخزان كان يمطر علينا من شدة تعرقنا وأنفاسنا، والبعض أغمي عليه من نقص الأكسجين".

وصلت المجموعة إلى سلوفاكيا، وهناك حاولت المجموعة الغدر بنجوى وابنها..

وقالت نجوى: "طلبت من الشباب المساعدة في حمل ابني فرفضوا جميعاً، وفي الليل سمعتهم يتفقون على تركي وابني في الغابة، فقمت بالاتصال بالمهرب والوشاية له بالمخطط.. تحدث المهرب إلى الشباب وهددهم بالتبليغ عنهم إذا قاموا بالتخلي عني وعن طفلي في الغابة".

انتظرت المجموعة سيارة المهرب، إلى أن وصلت ونقلتهم إلى تريستا الإيطالية.. وهناك بدأت رحلة شتات نجوى داخل أوروبا.

بين إيطاليا وألمانيا والنمسا والحدود الفرنسية.. تنقلت نجوى مع ابنها وحيدة، تارة تنام في جامع، وتارة في محطة قطار، واضطرت على الحدود الفرنسية السويسرية إلى خلع حجابها لتفادي التوقيف من الشرطة، وفي هولندا رُفض طلب لجوئها بسبب بصمة الدبلن التي أجرتها في ألمانيا.

كانت نجوى تتلقى الصفعات تارة من بصمتها في ألمانيا، وتارة من كونها ناشطة حقوقية وسياسية، إلى أن انتهى بها المطاف لاجئة في ألمانيا.

قالت: "يريدون أشخاصاً لا يطالبون بحقوقهم، أنا رفضت أن أثير استعطافهم، شاهدوني قوية صبورة، وهذا ما أزعجهم".

وعن أصعب اللحظات في رحلتها، قالت نجوى: "الخذلان الذي تلقيته من العرب في الطريق، سواء أكانوا مهربين أو لاجئين، أكثر ما آلمني.. كل ما نتبجح به من لحمة عربية ونخوة، مجرد ترهات.. كل من تحرش بي وسرقني وتخلى عني خلال الرحلة هم عرب.. بكل أسف".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC