صحيفة: إيران تسجن صحفيًا نشر عن جريمة قتل.. وتترك القاتل حرا

نقلت السلطات الإيرانية الصحفي "سينا قلندي" إلى السجن المركزي بمحافظة لرستان غرب إيران، بعدما نشر مطلع أيلول/سبتمبر الماضي، أن أحد رجال الدين بالمحافظة أقدم على قتل زوجته البالغة 16 عامًا؛ بتهمة خيانته، وفق ما كشفته صحيفة "شرق" المحلية، اليوم الأحد.

وقالت الصحيفة الإصلاحية إن "رجل الدين القاتل لا يزال طليقًا رغم مرور قرابة 11 شهرًا على مقتل زوجته الصغيرة، التي تدعى (مبينا سوري)، لكن الصحفي الذي نشر نبأ جريمة القتل جرى نقله اليوم إلى السجن".

وأشارت الصحيفة في تقريرها حول التحقيق في قضية مقتل مبينا سوري، نقلًا عن علي مجتهد زاده محامي الصحفي الذي نشر خبر الجريمة، إلى أن "سينا قلندري اتهم بنشر صور خاصة للقتل".

وأضاف المحامي علي مجتهد زاده أنه "تم الحكم بالسجن على موكلي 13 شهرًا و16 يومًا بتهمة نشر صور عن الضحية (الزوجة)، كما تم الحكم عليه بالسجن 13 شهرًا و16 يومًا بتهمة نشر أكاذيب، فضلًا عن منعه من العمل الصحفي وحظر قناته عبر تطبيق تليغرام لمدة عامين".

والعام الماضي، نشر قلندري، أحد الصحفيين المحليين في محافظة لرستان، نبأ مقتل مبينا سوري، وهي مراهقة تبلغ من العمر 16 عامًا قُتلت على يد زوجها وأفراد أسرتها لأسباب تتعلق بـ"الشرف"، حسب الأسرة.

واعتقل قلندري بعد أيام قليلة من نشر هذا الخبر إثر شكوى من أهل الضحية والمتهمين في القضية، وأفرج عنه بكفالة بعد 11 يومًا.

وأوضح المحامي أنه "تم نقل الصحفي قلندري إلى السجن في محافظة لرستان"، مبينًا أن المحكمة لم تلتفت إلى "موافقة أهل الضحية" في إصدار حكم في قضية قتل مبينا سوري.

وانتقد هذا المحامي "المواجهة القبلية" مع قضية مقتل سوري وقضايا مماثلة في المدن الإيرانية، وقال: "في هذه الحالة "يظهر والد القاتل أمام المحكمة ورأسه مرفوعًا، ويقول بدون أي تردد أمام القاضي أن "ابنه نفذ القتل وفق الأعراف العشائرية وإنه لم يرتكب أي خطأ".

ووصف المحامي مجتهد زاده حالة القاتل بعد حوالي عام من الجريمة بالقول: "الآن وبعد أشهر قليلة من القتل، تلقى القاتل حكمًا بالسجن لمدة تتراوح بين عامين وثلاثة أعوام، وبكفالة يمكنه بسهولة أن يكمل حياته خارج السجن، الأمر كما لو أن شيئًا لم يحدث على الإطلاق".

فيما انتقدت صحيفة "شرق" الإصلاحية، تعامل السلطات القضائية مع هذه الجريمة، وقالت: "بعد 11 شهرًا القاتل طليق والصحفي الذي ساعد النظام القضائي في البلاد بفضح الحقيقة للقبض على القاتل، يواجه حكمًا بالسجن".

وقال المحامي: "يعتقد أن الظلم وقع في هذه القضية، وعلى رئيس القضاء إرسال ممثله الخاص إلى محافظة لرستان للنظر في هذه القضية عن قرب".