عاجل

الجيش الإسرائيلي يعلن شن ضربات على "حزب الله" في جنوب لبنان

logo
منوعات

من الموصل إلى هولندا.. قصة وصول عراقي إيزيدي تهريبًا إلى أوروبا

من الموصل إلى هولندا.. قصة وصول عراقي إيزيدي تهريبًا إلى أوروبا
03 أغسطس 2022، 2:10 م

أقدم تنظيم داعش، في أغسطس 2014، على قتل مئات من الأيزيديين في سنجار بمحافظة نينوى العراقية، وأرغم عشرات الآلاف منهم على الهرب، فيما احتجز آلاف الفتيات والنساء سبايا.

وخطف التنظيم وقتها أكثر من 6400 من الأيزيديين، تمكّن 3200 منهم من الفرار، وتم إنقاذ بعضهم، وما زال مصير الآخرين مجهولًا، بين لاجئ داخل العراق وخارجه.

وتعرض فاروق إسماعيل العراقي الإيزيدي، للاضطهاد والإرهاب خلال سنوات الحرب في العراق وقرر الهجرة إلى أوروبا، بحسب ما أوردته قناة "The black box" على يوتيوب.

لاجئ مرّتان.
وقال إسماعيل: "منذ قديم الزمان نتعرض للاضطهاد في العراق، أذكر جيدًا أننا تعرضنا إلى إبادتين جماعيتين، الأولى، العام 2007 والثانية 2014، راح ضحيتهما آلاف الشهداء والجرحى".

وأضاف الشاب: "بعد المجزرة الثانية هرب معظم الإيزيديين من العراق نتيجة سوء الأوضاع بشكل عام وتعرض الطائفة إلى التهميش والاضطهاد من قبل داعش وأطراف أخرى".

وكان فاروق يعيش في مخيم للإيزيديين في الموصل، وقرر، العام 2018، الخروج من المخيم وتوجه إلى تركيا ومنها إلى أوروبا عبر مافيات تهريب البشر في رحلة استغرقت 22 يومًا.

وعن رحلته قال إسماعيل: "وصلت إلى بلغاريا عبر نهر صغير يصل إسطنبول بالحدود البلغارية وكانت هذه الرحلة بمساعدة مهربي البشر".

وأضاف إسماعيل: "في بلغاريا هاجمتنا عصابات مدعومة من قبل الحكومة بالسلاح والكلاب الشرسة وقاموا بالاعتداء علينا بوحشية".

وأشار الشاب: "قامت العصابات الملثمة بالاعتداء علينا بالضرب الوحشي، فيما تقوم الكلاب بملاحقتنا وعضنا من الأرجل حتى نقع على الأرض.. شاهدت شخصًا كبيرًا في العمر، قام كلب بعضه من قدمه.. كان يصرخ بشكل هستيري من شدة الألم".

وتعاركت المجموعة المكونة من 25 شخصًا مع العصابات المناهضة للاجئين ولم ينج منهم سوى فاروق وصديقه.

تحت محرك السيارة
ومن بلغاريا توجه فاروق وصديقه إلى رومانيا وتحديدًا منطقة تيمشوارا، وهناك التقى بعائلة أخرى مهاجرة وشخص آخر.

وأوضح إسماعيل: "في رومانيا ضبط حرس الحدود العائلة فيما نجونا أنا وصديقي والشخص الثالث، لأننا لم نكن نملك أي أمتعة أو حاجيات، فاستطعنا الهرب".

وأضاف الشاب: "اضطررت إلى الاحتماء بسيارة مركونة على جانب الطريق خوفًا من الشرطة التي ظلت ساعات تبحث عنا، وخلال ساعات الاختباء، جاء صاحب السيارة وركب بها وقام بتشغيلها استعدادًا لمغادرة المكان".

وقال الشاب: "شعرت أن الحديدة التي أتشبث بها ستسخن بعد تحرك السيارة، وربما ستخرج من مكانها، وفي الحالتين سأقع أرضًا وتسير فوقي السيارة، فما كان مني إلا الانتظار لتسير السيارة بضعة أمتار ثم رميت نفسي وهربت من الشرطة".

جشع مافيات التهريب
ومضى الشاب العراقي في رحلته من رومانيا إلى هولندا بشاحنة تحميل يقودها مهرب.

وعن هذه الرحلة، تحدث إسماعيل: "استغرقت الرحلة من رومانيا إلى هولندا حوالي 6 أيام، عانينا خلالها كثيرًا من مخاطر الاعتقال، ومن جشع المهربين".

وأضاف إسماعيل: "كان المهرب يعطينا وجبة واحدة كل يوم مقابل 50 يورو، ولكن في الواقع لا يتجاوز ثمنها الـ 10 يورو.. لم يكن لدينا خيار آخر.. إما نأكل أو نموت جوعًا وعطشًا".

وصل فاروق إلى هولندا عبر الشاحنة بسلام وقدم اللجوء في منطقة اسمها بودل وبصم هناك.

وقال الشاب: "بقيت 3 شهور في مخيم اللاجئين، كانت صعبة جدًا، فالمكان ليس مخدّمًا بشكل جيد، وعندما نحتاج أي شيء، يتوجب علينا طلبه أكثر من مرة لنحصل عليه".

وأضاف إسماعيل: "لن أقول أنهم يقومون بإذلالنا لأن الضغط كبير جدًا في المخيم وليس باستطاعتهم تأمين طلبات الجميع لكنهم أحيانًا يرتبون الأولويات بشكل خاطئ".

لعنة البلد الآمن.
وتعرض فاروق لبعض العراقيل مثل حال كل العراقيين، الذين يعتبرونهم الدول الأوروبية قادمين من بلد آمن، فقوبل طلبه بالرفض بداية، ليعاود تقديم الطلب.

وهنا قال: "الحظ له دور كبير في المعاملات هنا، بعض الأشخاص يحصلون على اللجوء فورًا، والبعض ينتظرون سنوات".

وأضاف الشاب: "حتى مسألة التعويض الذي يصرف للاجئ حتى يحصل على الإقامة فيه عشوائية كبيرة، فبعض الأشخاص يحصلون على مبالغ كبيرة مقابل البعض الذي يحصل على مبلغ لا يكفي ثمن الطعام".

وعن نصيحته لنظرائه العراقيين والإيزيديين أكد إسماعيل أن المسألة نسبية وتخضع لأهواء القائمين على المخيم.

وقال: "لا توجد قاعدة ثابتة للتعامل مع العراقي أو الأيزيدي، الحظ يلعب دورًا كبيرًا، وسلطات البلد لها دور كبير، لكنني أنصح الجميع بالقدوم بعد تأمين الطريق ورفقاء الدرب، وتحضير رواية مقنعة لمعاناتهم في العراق، فهذا الأمر له دور كبير في تسريع الإجراءات".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC