لا تتعلق الصحة العقلية فقط بمعالجة مشاعرك، بل ترتبط أيضًا بالحفاظ على نمط حياة صحي.
وعلى الرغم من أن الأمر قد يبدو غريبًا، إلا أن الطعام، والجوع، والنظام الغذائي، أمور تلعب دورًا أكبر مما نتخيل عندما يتعلق الأمر بصحتنا العقلية.
ويشرح تقرير نشره موقع "سايكولوجي توداي" عن طريقتين تظهر من خلالهما الأبحاث كيفية تأثير عاداتنا الغذائية على الصحة العقلية:
العزلة الاجتماعية
في ظل تعدد أنواع الأنظمة الغذائية في العالم، اليوم، بين النباتية والحيوية، وأنظمة غذائية خالية من الألبان، وخالية من الغلوتين، على سبيل المثال، سيصعب بالتالي تحديد ما إذا كانت هذه الوفرة من الخيارات جيدة أم سيئة لصحتنا العقلية.
وكشفت الأبحاث أن الأنظمة الغذائية ذات القيود الغذائية المحددة للغاية تكون لها نتيجة غير مباشرة بزيادة الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية.
ورأى باحثون أن "استهلاك الطعام هو نشاط اجتماعي بطبيعته، حيث غالبًا ما يحضر الناس الطعام ويأكلونه في السياقات الاجتماعية".
ووجد الباحثون أن القيود المفروضة على الطعام تنبئ بالوحدة.
فالأشخاص غير القادرين على تناول ما يأكله الآخرون، إلى حد ما، يكونون أقل قدرة على الارتباط بالآخرين أثناء الوجبة.
كما أفاد الباحثون، أن العلاقة بين تقييد الطعام والشعور بالوحدة تعادل في الحجم العلاقة بين عدم الزواج والشعور بالوحدة، والتي قاسوها أيضًا في الدراسة.
والقيود على الطعام والشعور بالوحدة هي مشاكل مجتمعية آخذة في الازدياد؛ وقد وجد هذا البحث أنهما متصلان.
الأكل الصحي
ويعد فقدان الوزن ونحافة الجسم من سمات الشخص السليم في مجتمعنا، ويعتبر الخبراء هذه الطريقة مبتذلة إلى حد ما لعرض الصحة والعافية بشكل عام.
علاوة على ذلك، فإن السعي وراء الجسم النحيف قد يؤدي إلى العديد من حالات الصحة العقلية، بما في ذلك اضطرابات الأكل.
وتوضح الدكتورة ويندي أوليفر بيات، كبيرة المسؤولين الطبيين في Inside Health، أن "Orthorexia هو نوع من اضطرابات الأكل التي يمكن أن تختبئ بسهولة وراء فرضية الأكل النظيف أو الأكل الصحي".
وتقول: "يعد الجانب الاجتماعي للأكل والاستمتاع بتناول الطعام غير ذي صلة بالمريض، الذي سيتخلى عن التفاعلات الاجتماعية والجوانب المهمة والمفيدة في الحياة لمتابعة الأكل الصحي".
حيث إن التركيز المفرط على المكونات في الأطعمة يحرم الشخص من تجربة تناول الطعام الحقيقية والمعيشية والممتعة، بحسب الدكتورة ويندي.
وبالنسبة للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بهذه الحالة، يقترح الخبراء التركيز على إصلاح علاقة الفرد بالطعام من خلال ممارسة التنظيم الداخلي.
فعندما يصبح تناولنا للأكل منظمًا داخليًا، وهو ما نطلق عليه "الأكل الواعي"، فإن أنماط الأكل لدينا تتغير بطريقة تجعلنا لا نفرط في الأكل".
وبالتالي ستتفاعل النواقل العصبية والهرمونات التي تربط الدماغ والأمعاء والجسم جميعًا، وتوجهنا نحو الأكل وفقًا لاحتياجاتنا البيولوجية وحتى النفسية.