اكتشف فريق بحثي في جامعة ليهاي في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، حقلاً بركانيًا بمساحة شاسعة "تحت الماء" في أعماق المحيط الهادئ، على بعد حوالي 321 كيلومترا قبالة ساحل غرب المكسيك.
وأرسل باحثو الفريق، بإشراف جيل ماكديرموت، عالم المحيطات والبروفيسور في قسم علوم الأرض والبيئة في الجامعة الأمريكية، روبوتات تحت مياه المحيط، على بعد 2.5 كيلومتر تحت السطح.
وتم تصوير مساحة بحجم ملعب كرة قدم لفتحات حرارية مائية عميقة، ظهرت في منطقة لم تكن مرصودة من قبل، حسبما أورد موقع "لايف ساينس".
وذكر الفريق في بيان، أن الفتحات البركانية تأخذ شكل "شمعدانات" ويتراوح عمقها بين 10 و12 مترًا، بما يوازي مبنى مكونا من 3 طوابق.
ورصدت الروبوتات صهارة البراكين المليئة بالمعادن، التي تصل درجة حرارتها إلى 368 درجة مئوية، ما يشير إلى أن "ثورانًا بركانيًا قد يحدث في بالموقع في السنوات القليلة المقبلة"، حسب البيان.
ويضم الحقل البركاني مجموعة فتحات تمتد من خليج كاليفورنيا إلى القارة القطبية الجنوبية، وهو ما علق عليه ماكديرموت بالقول: "لقد اندهشنا من أن الحقل لم يكن نشطًا للغاية فحسب، بل إنه أكثر سخونة من أي حقل مائي تمت دراسته بطول هذا الجزء من شرق المحيط الهادئ على مدار الثلاثين عامًا الماضية".
وقال عضو الفريق البحثي دانييل فورناري، حركة الصهارة تؤدي إلى حدوث ثورات بركانية وتحدث شروخًا في قشرة قاع المحيط، ما يسمح للماء بالتسرب إلى الشروخ، لتتكون فتحات حرارية مائية، شكلت حوضًا بعرض يتراوح بين 50 و100 متر.
ويشير الاكتشاف، إلى وجود فتحات حرارية في أعماق المحيطات والبحار أكثر مما كان يُعتقد في السابق، وأن هذه الفتحات يمكن أن تكون بمثابة مصدر غير مقدَّر حاليًا للحرارة والمواد الكيميائية التي قد تكون مهمة على نطاق عالمي"، حسب بيان الفريق البحثي.
ويؤكد ماكديرموت، أنه "لايزال هناك الكثير مما يجب اكتشافه حول فتحات أعماق البحار، سواء من حيث موقعها أو من حيث خصائصها الجيولوجية والجيوكيميائية والبيولوجية".
وعبّر عن أمله في أن تحفز جهود البحث المستقبلية استهداف رسم خرائط تحدد مدى التنفيس الحراري للبراكين في أعماق المحيط الهادئ.
