ما علاقة التناول المفرط للبروتين بتلوث المياه؟

يحتاج جسم الإنسان إلى نسبة كافية من البروتين للحفاظ على القوة البدنية، ويستهلك معظم سكان العالم كميات كبيرة من الأصناف الغذائية الغنية بالبروتين من المصادر النباتية والحيوانية، ظنًا منهم أن ذلك صحي.

إلا أن الدراسات الحديثة حذرت من ارتباط الإفراط في تناول البروتينات بالعديد من المشكلات الصحية.

واكتشفت دراسة جديدة أجراها فريق بحثي من جامعة كاليفورنيا الأمريكية، أن الإفراط في تناول البروتينات، يزيد من تلوث تجمعات المياه في البيئة، والتي تتضمن مياه الشرب، بغاز النيتروجين.

كيف يحدث ذلك؟

كشفت دراسة جامعة كاليفورنيا، أن الاستهلاك المفرط للبروتين يساهم في زيادة إطلاق النيتروجين في تجمعات المياه في البيئة، من خلال النفايات البشرية، وفق موقع "سنستيك ديلي" للأخبار العلمية.

وشرحت مايا المراز، المؤلفة الرئيسية في الدراسة، أن الجسم عندما يأخذ بروتينًا أكثر مما يحتاج إليه، فإن الأحماض الأمينية الزائدة تقسمه إلى نيتروجين، والذي يُفرز عن طريق البول ويطلق إلى تجمعات المياه، عبر نظام الصرف الصحي.

وينتج عن تدفق كميات كبيرة من النيتروجين إلى التجمعات المائية، تكاثر الطحالب السامة، وظهور مناطق ميتة تعاني من نقص الأكسجين.

نظام غذائي متوازن بدلًا من التكنولوجيا المكلفة

ويوجد في الوقت الحالي تكنولوجيا قادرة على إزالة 90٪ من النيتروجين في تجمعات المياه، لكنها تعالج أقل من 1% من المياه الملوثة بالنيتروجين؛ بسبب التكلفة المالية المرتفعة لعملية المعالجة.

وأكدت الدراسة، أن اتباع نظام غذائي يوازن بين البروتين وباقي احتياجات الجسم يعتبر أكثر صحة للإنسان، كما يقلل من تلوث المياه بالنيتروجين، بدون الحاجة لاستخدام تكنولوجيا باهظة الثمن لمعالجة إضافية للمياه.

وقالت الباحثة المراز: "اتضح أن الكثيرين لا يحتاجون إلى كمية البروتين التي يتناولونها، وهذا له تداعيات على صحتهم، وكذلك على أنظمة المياه في البيئة، وإذا تمكنا من تقليل ذلك إلى الكمية المناسبة، فيمكننا حماية صحتنا ومواردنا البيئية بشكل أفضل".

وتوصلت الدراسة إلى أن الموازنة في استهلاك البروتين، قد يقلل من إطلاق غاز النيتروجين إلى الأنظمة المائية في الولايات المتحدة بنسبة 12%.

وكانت دراسة نُشرت في مجلة "فرونتيرز" لعلوم البيئة، توقعت انخفاض إطلاق غاز النيتروجين في التجمعات المائية بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2055، إلى 27%، مقارنةً بالوقت الحالي، وذلك في حال استهلك الأمريكيون البروتين بالمستويات الموصى بها.