logo
منوعات

لاجئ عراقي في بريطانيا: القادم أسوأ

لاجئ عراقي في بريطانيا: القادم أسوأ
21 أغسطس 2022، 5:57 ص

يحذر لاجئ عراقي من مرحلة قادمة "سيئة" بانتظار اللاجئين في بريطانيا، استنادا لتجربته ومعاناته "المريرة" في رحلته إلى أوروبا، التي اختبر فيها معاملة الدول له كلاجئ أثناء تنقله إليها.

واعتبر حسين، القاصر الذي تقاذفته مخيمات اللجوء منذ أن قرر مغادرة بلده نحو أوروبا متطلعا لواقع أفضل، أن ألمانيا هي الوجهة الواعدة والأكثر أماناً للاجئين، في حين ندد بتشديد لندن لإجراءات الهجرة في السنوات الأخيرة.

وروى حسين، الذي غامر بحياته للوصول إلى حلمه الأوروبي عبر هجرة غير شرعية، بعد أن أجبرته الظروف على الفرار من العراق، تفاصيل رحلته العكسية المحفوفة بالمخاطر، لقناة black box على موقع يوتيوب.

ويقول: "رحلتي كانت صعبة.. لقد أجبرتني الحياة على ذلك".

ويلفت حسين إلى أنه قرر مغادرة العراق في عام 2021 لينتهي به المطاف في مخيمات ليتوانيا، متنقلا بين ثلاث مخيمات احتجاز ليستطيع بعدها الهروب، ليصل إلى ألمانيا عبر بولندا.

ولم تتوقف رحلة حسين هناك، بل أكمل سيره إلى بريطانيا عبر بحر المانش، ووصلها بالفعل في أوائل العام الجاري ليستقر فيها فترة من الزمن.

وأثناء تواجده ببريطانيا، استاء حسين من المشاعر "العدائية" المتزايدة تجاه اللاجئين، وبعد قرار الحكومة إرسال اللاجئين إلى رواندا حينها تسلل بداخله الرعب، ليقرر مغادرة لندن في رحلة عكسية نحو ألمانيا.

وأبرمت لندن اتفاقا أثار جدلا حادا مع رواندا كي ترسل إلى هذا البلد الواقع في الشرق الأفريقي طالبي لجوء وصلوا إلى أراضيها، من دون مراعاة القوانين.

ويؤكد حسين أن قرار الترحيل نحو بريطانيا كان "النقطة التي أفاضت الكأس"، على حد تعبيره، ولاحظ أنه بعد هذا القرار تراجعت تدريجيا أعداد اللاجئين نحو بريطانيا.

ويكشف حسين أنه طيلة مكوثه في بريطانيا، لم يقع تحديد موعد لمقابلة اللجوء، كما لا يحق له العمل أو الدراسة، لافتا إلى أن المساعدات المالية زهيدة تصل إلى 8 دولارات فقط أسبوعياً، لا تكفيه لطعامه.

ويتابع: "مررت بكثير من الدول الأوروبية واستقريت بثلاث، وأعتقد أن ألمانيا هي وجهتي المفضلة التي اخترتها لتقديم ملف اللجوء والاستقرار بها".

وفي ليتوانيا، تعرض حسين لمخاطر جمة، حيث تنقل بين أكثر من مخيم ومعتقل، لكنه لاذ في النهاية بالفرار.

ويوضح: "بقيت في ليتوانيا سبعة أشهر انتقلت فيها من مخيم سيئ لآخر أكثر سوءا ورداءة، ثم نقلونا إلى السجن، ومنه عدت مرة أخرى لكامب القاصرين".

ومقارنة بالدول التي زارها، يؤكد حسين أن ألمانيا بوسعها منح حقوق الإنسان والأمان الذي يبحث عنه، بحسب تقديره.

وبينما شددت لندن إجراءات الهجرة إثر قرار انفصالها عن أوروبا، انتهجت برلين سياسة الأبواب المفتوحة حيال اللاجئين رغم انتقادات اليمين المتطرف.

ويرى حسين أن ألمانيا أفضل حالا خاصة في مرحلة ما بعد الرفض، حيث تمنح اللاجئين الفرصة في العمل والدراسة ولو بشكل محدود.

ويصف حسين رحلة العودة إلى ألمانيا بـ"الصعبة": "غادرت بريطانيا عن طريق شاحنة أخشاب إلى فرنسا، ثم وصلت إلى مخيم كاليه بباخرة، ومن كاليه وصلت لألمانيا عبر القطار".

ويستخلص حسين دروس مغامرته: "عليك ألا تثق في أي شخص ولا تعول على المساعدات.. ستواجه مصيرا منفردا.. أنت ملزم بإثبات ذاتك".

ويختم حديثه: "صورة أوروبا في الواقع مختلفة عن الأحلام.. ليس الوصول هو المهم، لكن ماذا بعد الوصول.. الرفض يواجه اللاجئين، خاصة العراقيين منهم، وما أبحث عنه هو فقط حقوقي كلاجئ، وما يهمني هو حياة آمنة بعيدا عن الحرب".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC