logo
منوعات

هكذا نجت عائلة عراقية "بأعجوبة" من الذئاب ووصلت لوكسمبورغ

هكذا نجت عائلة عراقية "بأعجوبة" من الذئاب ووصلت لوكسمبورغ
22 أغسطس 2022، 1:16 م

خاضت عائلة عراقية رحلة لجوء تحبس الأنفاس، بعد أن واجهت مخاطر حقيقية، منذ مغادرتها بغداد إلى أوروبا، حيث تعرضت لهجوم ذئاب ودببة، لتنجو من الموت بأعجوبة.

ويلفت كرار، الابن الأكبر لهذه العائلة، إلى أن "ظروفا خاصة إضافة إلى الوضع الأمني المضطرب قادت عائلته إلى اتخاذ قرار الهجرة الجماعية باتفاق مع مهرب".

ويروي كرار تفاصيل الرحلة الشاقة في غابات بيلاروسيا لقناة black box على موقع يوتيوب، "كيف تخلى عنا المهرب عنهم وتركنا أمام مصير مجهول العواقب، وفي مواجهة حقيقية مع الموت؟".

وفي السنوات الأخيرة، يحاول اللاجئون من الشرق الأوسط، العبور من بيلاروسيا إلى بولندا العضو في الاتحاد الأوروبي، ويحتمي هؤلاء بالغابات وسط درجة حرارة متجمدة لبلوغ هدفهم.

ويسرد كرار: "اضطرتنا الظروف إلى الرحيل بعد أن تلقينا تهديدات، بعنا كل ممتلكاتنا سيارتنا، كل أغراضنا في العراق وسلكنا طريق الهجرة الصعب بين بيلاروسيا وبولندا".

وعن طريق رحلات الترانزيت من دبي، وصل كرار مع عائلته التي تتكون من 23 فردا، ومعهم أطفال واثنتان من النساء الحوامل إلى بيلاروسيا، في أكتوبر من عام 2021.

ويشرح كرار: "مكثنا في فندق سبعة أيام، تعرّفنا من خلاله على عائلات لاجئين، في حين رسم لنا المهرب خطة لعبور الحدود للوصول إلى بولندا ثم لوكسمبورغ".

ويتابع: "جهزنا كل ما يلزمنا رحلتنا الطعام والماء والخيم، وقد كلف المهرب شخصا لمساعدتنا على معرفة الطريق الصحيح عبر تقنية الـ جي بي إس".

وفي خيم أقاموها بأنفسهم على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا سعيا لدخول الأخيرة، مكثت عائلة كرار وسط غابة لمدة يومين.

ويقول: "بقينا في تلك الغابة فترة قصيرة وقد عانينا البرد القاسي، كما عشنا أوقاتا عصيبة حين رأينا دببة على بعد مسافة قصيرة منا لا تتجاوز 100 متر".

ويعلق: "صحيح لم تهاجمنا، لكن عشنا لحظات رعب حقيقية، خاصة والأطفال والحوامل برفقتنا".

ورغم ما عانوه من تعب وخوف، وصلت العائلة إلى الحدود في الغد، وقد سمحت لهم الشرطة بالعبور نحو بولندا وفتحت لهم السياج الحدودي.

وبمجرد وصولها إلى بولندا، حدثت المفاجأة حين تخلى رفاقهم عنهم كما أخلف المهرب ومساعده بوعودهما ليقررا الانسحاب وسلك طريق آخر.

وبسبب بكاء الأطفال والحالة الصحية لوالديه المصابين بداء السكري، قرروا البقاء في ذلك المكان تلك الليلة.

وحدثت المفاجأة مرة أخرى حين تبين أن ذلك المكان لم يكن سوى منتزها بريا، وأردف: "كنا نسمع أصوات الذئاب والخنازير والدببة، كانت قريبة منا".

وتحدث كرار إلى المهرب مرة أخرى ليشير إليهم بتغيير المكان، وبالفعل تنقلت العائلة نحو 15 كيلومترا ليعترضهم مستنقع آخر أكثر عمقا، التقوا فيه بعائلة سورية تبحث بدورها على طريقة للنجاة.

ولم تتوقف معاناة العائلة هناك، بل انقطع عنهم الطعام والشراب واضطروا إلى أكل ورق الأشجار وشرب مياه المستنقعات.

كما لم يخفِ كرار أنه فكر وعائلته بتسليم أنفسهم رأفة بالأطفال والحوامل، لكن مغادرتهم الغابة ووصولهم إلى النقطة الحدودية دون خسائر في الأرواح، كانت بمثابة "نقطة ضوء بعد عتمة".

وبينما تمت إعادة العائلة السورية التي رافقتهم في آخر مراحل الطريق إلى بولندا، تمكنت عائلته من الوصول أخيرا إلى لوكسمبورغ.

ودعا كرار في ختام حديثه اللاجئين إلى "عدم الثقة بالمهربين"، مؤكدا أن ما يشغلهم فقط المقابل المالي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC