عاجل

وزير الدفاع الإسرائيلي: المرحلة الجديدة من الحرب تنطوي على فرص ولكنها تحمل مخاطر جسيمة

logo
منوعات

أقدم مقهى دمشقي يحافظ على "الحكواتي".. وهذا ما كشفه صاحبه

أقدم مقهى دمشقي يحافظ على "الحكواتي".. وهذا ما كشفه صاحبه
مقهى النوفرةالمصدر: مواقع التواصل الاجتماعي
12 سبتمبر 2024، 12:13 م

يحظى مقهى "النوفرة" العريق في منطقة دمشق القديمة بالعاصمة السورية بحالة من التميز والتفرد في نفوس سكان العاصمة وزائريها على السواء.

ويتميز المقهى بأصالته، وبنائه الذي لم يتغير عبر مئات السنين، وجذبه لأطياف المجتمع المتباينة ولغالبية السياح، حتى أصبح معلمًا مهمًّا من معالم دمشق القديمة خاصة، وسوريا عامة، خاصة أنه المقهى الدمشقي الوحيد الذي ما زال يحافظ على تقديم "الحكواتي" هذه الحالة الشعبية التي أحبها المواطنون والسياح العرب إثر متابعتهم للدراما والمسلسلات الشامية.

1c6e6217-f51a-403c-b3ae-65d56f552b00

وفي حديث مع موقع "إرم نيوز" بين صاحب المقهى محمد ديب الرباط، أن عائلته تولت أمور المقهى قبل نحو 150 عامًا، ولكنه موجود قبل هذه السنوات بكثير، وما زال يحافظ حتى يومنا هذا على حالة المقهى، وتقاليده التي كان عليها في السابق، من ناحية أماكن الجلوس "كرسي القش"، والطاولات الدائرية الصغيرة، وتقديم النراجيل والقهوة والشاي، إضافة إلى وجود "الحكواتي" الذي يستقطب عددًا كبيرًا من السياح بطريقة سرده للحكاية، ويخلق جدلًا وتعصبًا لأبطال حكاياه بين الحضور.

اسم النوفرة ومستقبله

وحول تسميته بهذا الاسم تحدث عن وجود "نافورة" في القديم كانت تتدفق بارتفاع 4 إلى 5 أمتار في بحيرة مجاورة للمكان، وقد توقفت عن التدفق بعد انقطاع نهر يزيد عن الجريان قبل ما يزيد على 50 عامًا.

وشدد على أنه لا يمكن أن يتبنى أي فكرة لتطوير المقهى من الناحية العمرانية، أو من ناحية مضمونه، ليورّث لأبنائه ما أخذه من أجداده، فهذا المكان لا يبحث عن الربح المادي، بل يرفض أن يُقَدَّم بهذا الشكل حتى يحافظ على تاريخه وإرثه القديم.

73362955-ba4e-450b-af07-d7ecdc3bdf0f

 

حكواتي "النوفرة"

أحمد اللحام الحكواتي المواظب حاليًّا على تقديم حكايات المقهى، تحدث لـ"إرم نيوز" عن عشقه لهذه المهنة، وشغفه بها منذ كان شابًّا يافعًا، إذ كان من رواد المقهى ومستمعي حكاياته ممن سبقه، وتولى هذه المهمة بعد وفاة "الحكواتي" السابق، وبتشجيع من أصدقائه لينال استحسان الجمهور وثنائهم.

ويقول اللحام "ورثت هذه الموهبة عن خالي شاكر صنوبر الذي كان حكواتيًّا في هذا المكان، ولا أعدُّ عمل الحكواتي مهنة، بل هواية تتطلب كثيرًا من المقومات كالخطابة والفصاحة وسرد الحكايا سردًا مشوقًا، ومثيرًا، وهي تأتي مع الإنسان، وتُصْقَل بالعلم والثقافة والمعرفة، ومن أجد به هذه الموهبة أوكل إليه هذا العمل من بعدي أيًّا يكن، فلا اشترط أن تكون لابني أو أحد أحفادي من بعدي، فالأولوية للموهبة".

3429aa91-7f20-45bb-9e46-d9eb940f0879

وأضاف اللحام أنه لا يعدُّ هذه المهنة مصدر رزق له، بل هواية يتمنى ممارستها دائمًا، عادًّا كرسي الحكواتي منبر للوعظ وإعطاء الحكم، وليس فقط مجرد قراءة سيرة قديمة فيها كثير من المبالغة وتضخيم الأحداث، ويشعر دائمًا بالدهشة من إصغاء رواد المقهى وتفاعلهم مع أحداث الحكاية التي يقدمها.

وبين "الحكواتي" أنه يقدم سيرتين فقط طيلة كل هذه السنوات، هما سيرة عنتر بن شداد، وسيرة الملك الظاهر، وتستغرق كل سيرة ما يقارب العام والنصف، إذ يقدم حكايته بنصف ساعة يوميًّا، ودائمًا يوجد مقدمة يرتجلها لتحفيز الحضور من أجل التفاعل معه قبل البدء بقراءة كتب السيرة الموجودة بالمقهى منذ زمن لا يعلمه، ربما من أيام الحكواتي الأول في دمشق عبد الحميد الهواري (1885 – 1951).

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC