نتانياهو: أي اتفاق بين واشنطن وطهران يجب أن يشمل "تفجير" المنشآت النووية الإيرانية
هددت سيدة تُدعى "سعادة" الكاتب الفرنسي الجزائري كامل داود بالملاحقة القضائية، متهمة إياه ببناء وقائع روايته "حوريات"، الفائزة بجائزة "غونكور" عن قصتها الحقيقية.
ولم يكد داود يستفق من نشوة الفوز بأرقى جائزة أدبية في العالم، خرجت سيدة تدعى "سعادة عربان" عبر قناة تلفزيونية جزائرية ليلة الجمعة إلى السبت، لتروي حقيقة النجاح المبهر الذي حققه كامل داود مع "حوريات" والذي كان - حسبها – مبنيًا في الواقع على أحداث في حياتها الخاصة.
وبلغة فرنسية غير مسموعة بصعوبة لاعتمادها على أنبوب الفغر الرغامي، وبلكنة مليئة بالغضب والحزن، قالت المعنية إنها اكتشفت أن قصتها التي شاركتها مع زوجة الكاتب، وهي طبيبة نفسانية قد سربت، بعد جلسات علاجية لإخراجها من صدمة بشعة عانت منها على مدى 25 عامًا، عندما قُتلت عائلتها على يد مجموعة متطرفة في قرية قريبة من تيارت غرب الجزائر العاصمة، عندما كان عمرها ستة أعوام فقط.
وأوضحت "سعادة" التي نجت من المجزرة بأعجوبة، في حديث للقناة، أنها تعرضت لإصابة في الرقبة، أثرت بشكل خطير على أحبالها الصوتية، وقد دعمها زوجها بنشاط وأظهر التزامًا كبيرًا بقضيتها.
وأكدت أن الرواية ليست عملًا خياليًا كما ادعى كامل داود في وسائل الإعلام الفرنسية، بل هي استغلال لقصتها الشخصية دون موافقتها، والأسوأ من ذلك أنها تتهم الكتاب بأنه "انتهاك للسرية المهنية" من جانب زوجة الروائي، من خلال فضح محادثات ووثائق وتقارير طبية تؤكد ادعاءاتها.
وولدت سعادة سنة 1993 بولاية الجلفة الجزائرية، وروت بصعوبة تفاصيل مأساتها التي تصفها بأنها تكاد تكون مستعصية على الحل. ومع ذلك، تمكنت من المضي قدمًا في حياتها وحققت أشياءً عظيمة، مثل أن تصبح بطلة في الفروسية.
وعن كيفية وصول قصتها إلى كامل داود، أوضحت سعادة أنها لا تعرف الكاتب، لكنها بدأت تستشير زوجته الأخصائية النفسية منذ العام 2015 ضمن جلساتها العلاجية.
وأضافت أن الأحداث التي روتها "حوريات" تتوافق تمامًا مع قصتها، بما في ذلك الندوب على وجهها، وأنبوب التنفس المتصل برقبتها، والوشم على جسدها، ومحاولة الإجهاض، وصالون التجميل، ومدرسة لطفي الثانوية. وطبيعة علاقتها بوالدتها والعملية التي خضعت لها في فرنسا والمعاش التقاعدي الذي تتقاضاه، وكل هذه العناصر موجودة في رواية داود، بحسب رأيها.
كما كشفت سعادة أن كامل داود عرض مرارًا وتكرارًا تحويل قصتها إلى كتاب، خلال لقاءات عائلية بمنزله، إلا أنها رفضت ذلك بشدة، وتابعت "لقد صُدمت عندما اكتشفت مؤخرًا، من صديق لها في فرنسا، أن الناس كانوا يتحدثون عن كتاب يروي قصتها بطريقة دقيقة بشكل مدهش".
ولدى تواصلها مع زوجة كمال داود لتوضيح الموقف، نفت الأخيرة ذلك، قائلة إن الرواية "ليست عنها"، وقدمت لها نسخة من الكتاب موقعة من الكاتب، مع رسالة إعجاب "لقد تم إنقاذ البلاد في كثير من الأحيان من قبل نساء شجاعات، وأنت واحدة منهن، مع إعجابي".
واقترحت زوجة كامل داود، تحويل الرواية إلى سيناريو فيلم، على أمل تحقيق فوائد مالية للجميع، وهو ما تعتبره سعادة محاولة لشراء صمتها.
ومن الناحية القانونية، يرى بعض الخبراء أن الوقائع قد تؤدي إلى اتخاذ إجراءات ضد زوجة كمال داود بتهمة انتهاك السرية المهنية. في المقابل، يستبعدون إمكانية ملاحقة الكاتب نفسه، كونه لم يسمها صراحة في روايته.
وتدور أحداث قصة "حوريات" في مدينة وهران غرب الجزائر العاصمة حول فتاة تدعى أوب فقدت قدرتها على الكلام، بعدما تعرضت للذبح على يد أحد المتطرفين.
وتحصل قبل أسابيع داود على جائزة غونكور، الجائزة الأدبية الفرنكوفونية عن "حوريات" الصادرة عن دار "غاليمار".