"ورزازات".. هوليوود أفريقيا وأرض القلاع والحصون في المغرب (فيديو إرم)

أنت هنا على موعد مع روعة البساطة وإبداعات الطبيعة التي جمعت المتناقضات في مكان واحد.

 صحراء تمتد حتى الأفق بطقس مشمس، لكن الثلوج تكسو قمم جبال الأطلس التي تلوح عند خط الأفق مثل خط غائم في لوحة بديعة. 

الكثبان الرملية تجاور الواحات الخضراء والأراضي الجافة تعانق الينابيع في مشهد خلاب ساحر، فيما الحصون والقلاع الأثرية تُكسب المشهد مزيدًا من السحر والثراء. 

تلك هي "ورزازات"، بوابة الصحراء ونموذج لعبقرية المكان، تقع جنوب شرقي المغرب، وتبعد عن مراكش بنحو 200 كيلومتر.

الرواية الأشهر حول تسميتها بهذا الاسم تقول إن "ورزازات" كلمة أمازيغية مكونة من مقطعين، الأول "ور" بمعنى "دون" والثاني "زازات" بمعنى "ضجيج" أو" صخب" ليصبح المعنى النهائي الحرفي "دون صخب"، في تجسيد لما تمثله المدينة كواحة صحراوية تغفو بوداعة بالقرب من الجبال العملاقة.

أصبحت وجهة سينمائية عالمية بفضل ما تحتويه من استديوهات تصوير طبيعية بعضها يعد الأكبر في العالم، كما أن عشرات الأفلام الشهيرة صُورت بالكامل أو أجزاء منها على أراضيها لتستحق عن جدارة لقب "هوليوود أفريقيا". 

تشير المصادر التاريخية إلى أن المدينة ظلت بحكم موقعها الجغرافي على مدار قرون محطة عبور مهمة في طريق التجار الأفارقة المتجهين إلى شمال المغرب وأوروبا، لكن التاريخ الفعلي بدأ حديثًا مع الاحتلال الفرنسي للبلاد، والذي جعل منها ثكنة عسكرية منيعة. 

 

شهد العام 1897 بداية ظهور المدينة على الساحة العالمية بوصفها استديو سينمائيًا مفتوحًا من خلال فيلم "راعي الماعز المغربي" الذي أنتجه مؤسس السينما الفرنسية لويس لوميير ليصبح من أوائل الإنتاج السينمائي في العالم. 

أصبحت ورزازات بؤرة جاذبة لصناع الشاشة الفضية حول العالم، فتم تصوير الفيلم الألماني "عندما تعود السنونو إلى أعشاشها" العام 1927 ثم نظيره الأمريكي "قلوب محترقة" 1930، بطولة مارلين ديتريش وغاري كوبر.

ومن الأعمال الشهيرة التي صورت هنا "لورانس العرب"، 1962، و"باتون"،1970 و"الرجل الذي سيصبح ملكًا"، 1975 و"المومياء"، 1999 و"المصارع"، 2000، و"لعبة تجسس" 2001، و"الإسكندر" 2004، و"مملكة الجنة" 2005.

وأصبحت المدينة نقطة جذب لمشاهير العالم في الإخراج والتمثيل مثل أنجلينا جولي وبراد بيت وشون كونري ومايكل دوجلاس وراسل كرو وكولن فاريل وعمر الشريف وروبرت ريدفورد ومارتن سكورسيزي. 

وتشتهر المدينة بالقلاع والحصون التي تسمى "قصبات"، جمع "قصبة"، وتعكس نمطًا معماريًا فريدًا يعود إلى القرون الوسطى، ويتميز بالزخارف والاعتماد على الطين في البناء، ومنها قلعة "آيت بن حدو" التي أُدْرِجَت ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي 1987. 

ويعود تاريخ قلعة "أمريديل" الشهيرة إلى القرن الـ17، وتشتهر بالنقوش البديعة على الجدران والأسقف وتم تصوير أفلام كثيرة بها.