الدولار يتراجع بنسبة 1% أمام اليورو إثر إعلان ترامب بشأن الرسوم الجمركية
اتسمت شخصية "حكيم باشا" التي قدمها الفنان مصطفى شعبان عبر أحداث المسلسل الذي يحمل الاسم نفسه طوال شهر رمضان بتركيبة نفسية واجتماعية خاصة، فهي شريرة تتورط في أنشطة مشروعة، شديدة الخطورة، مثل تجارة الآثار والتهرب الضريبي وغسل الأموال.
ورغم ذلك، أحبها الجمهور وتفاعل معها بقوة بسبب جوانبها الأخرى مثل الشهامة والمروءة والشرف وإغاثة الملهوف ونصرة الضعيف والتصدي للظلم؛ ما جعلها تجسد فكرة "الشرير المحبوب".
وزاد من تعلق المشاهدين بالشخصية ما أضفاه عليها أداء مصطفى شعبان من مرح، مع تمكن لافت من إجادة اللهجة الصعيدية، فضلا عن طوله الفارع ومقوماته الجسمانية التي جعلته مقنعا في تجسيد " كبير نجع الباشا".
وشهدت الحلقة الأخيرة من المسلسل تخلي "حكيم" عن جميع أنشطته الإجرامية وتعاونه مع الشرطة للقبض على تجار الآثار والإرهابيين المختبئين في الجبل، فضلا عن حمل زوجتيه "صفا" و"لوما" ليحقق أخيرا حلم الإنجاب.
والمسلسل بطولة مصطفى شعبان، سهر الصايغ، دينا فؤاد، رياض الخولي، سلوى خطاب، منذر رياحنة، محمد نجاتي، ميدو عادل وأحمد فؤاد سليم ، قصة وسيناريو وحوار محمد الشواف، إخراج أحمد خالد أمين.
ورغم أن المسلسل يعد التجربة الأولى للفنان مصطفى شعبان في "الدراما الصعيدية" التي تتناول خصوصية الحياة في جنوب مصر، إلا أنه قدم من خلاله شخصية غير تقليدية رسخت مكانته بين مصاف كبار النجوم.
وجاءت جميع الملابسات الأولية لتجعل العمل مهددا بأن يكون نسخة مكررة من "مسلسلات صعيدية" سابقة، فالبطل يعاني من غيرة وحقد الأقارب وتربص الأعداء، كما يطل شبح الأخذ بالثأر، كعادة صعيدية سيئة مترسخة، برأسه على أحداث المسلسل.
واستطاع شعبان القفز على كل تلك المعطيات المعتادة ليصنع شخصية جديدة تماما ويقدم نموذج "كبير العائلة" في الصعيد من منظور خاص غير مسبوق، عبر مزج التشويق بالكوميديا والتخفيف من وقع اللحظات التراجيدية بالتعليقات الفكاهية.
على هذه الخلفية، وجد المتفرج نفسه أمام "بطل صعيدي" مختلف، يمتلك حسا ساخرا وحضورا بديهيا في التعليقات اللاذعة، كما أنه "الكبير" وسط أعمامه الذين يكبرونه سنا، و"الوصي" على أبناء عمومته الذين يأتمرون بأمره، رغم أنه أصغر سنا من معظمهم.
