البيت الأبيض: الضربات على اليمن قتلت "العديد من القادة الحوثيين الرئيسيين"

logo
منوعات

"طع 100" و"دلّع كرشك".. أسماء مطاعم تعكس "ذكاء التسويق"

"طع 100" و"دلّع كرشك".. أسماء مطاعم تعكس "ذكاء التسويق"
تعبيريةالمصدر: Getty Images
21 أغسطس 2024، 6:34 ص

"الجحش"، "طع 100"، "دلع كرشك"، هذه مجرد أمثلة من أسماء مطاعم ومحال على لافتات مضيئة تروج لما تقدمه من وجبات سريعة وعصائر ذات مذاق رائع في تلك المدينة العربية أو تلك، لكن المشكلة الوحيدة تكمن في الاسم الذي يقع كالصاعقة على رأس من يتلقاه فلا يكاد يصدق أذنيه من هول ما سمع. 

يظن البعض أن الأمر مجرد جنوح في المزاح أو خصوبة في الخيال، لكن تلك الأسماء الغريبة المدهشة ذات الطرافة هي حقيقية للغاية ومثبتة في الأوراق الرسمية. 

والبعض الآخر يظن أن الأمر قد يحمل إساءة إلى أصحابها، أو ينطوي على شيء مخجل، أو يسبب حرجا، لكن المفارقة الكبرى أن أصحاب المطاعم والمحال يتمسكون بهذه الأسماء بكل فخر، ويصرون عليها بكل كبرياء، فقد صارت بالنسبة إليهم جزءا من هوية عزيزة ومفردة غالية من مفردات الأصالة، لا سيما إذا كانت تتضمن لقبا عائليا متوارثا على مر الأجيال.

إبداع عراقي

الإبداع العراقي كان جامحا في هذا السياق، فذهب إلى مناطق جديدة حين أراد البعض إطلاق أسماء لافتة للنظر وغير مسبوقة، فظهر "الحاج زبالة" للعصائر والمشروبات

ويعرف أهل بغداد جيدا مدى عراقة محل المرطبات هذا الذي يعود تأسيسه إلى عام 1900 على يد الحاج "عبد الغفور" الذي لم يكن يعيش لأمه بحسب الرواية المتداولة أولاد، فأرادت أن تطلق على مولودها لقبا سيئا يبعد عنه العين والحسد.

ويبدو أن سحر "زبالة" أغرى عراقيين آخرين ليدخلوا المضمار، فظهر مطعم "مرتي الثانية" الذي أضاف عنصر "المكايدة الزوجية" والتهديد بتفجير البيوت العامرة إلى معادلة الغرابة والطرافة.  

وبعيد عن بغداد، يحمل الأردنيون براءة اختراع الاسم الأصلي لسلسلة مطاعم "دلّع كرشك" بما ينطوي عليه من طرافة وإغراء، بل وحسم في تسمية الأمور بمسمياتها.

ويبدو أن المصريين قرروا أن ينقلوا عن إخوانهم الأردنيين هذا المسمى غير المسبوق، فظهرت سلسلة من المطاعم تحمل الاسم نفسه داخل مصر، وتتخصص في الوجبات الخفيفة، وتنتشر في ربوع محافظات الجمهورية. 

أخبار ذات علاقة

السعودية.. مبادرة حكومية لحماية طلبيات المطاعم من مندوبي التوصيل

وسط القاهرة 

في منطقة "وسط البلد" بالقاهرة، تطول السهرات ويقرص الجوع بطون الشباب على المقاهي المتناثرة في الأزقة والدروب.

ويبحث الفتية والفتيات عن وجبة مشبعة وشهية، وفي الوقت نفسه قليلة التكلفة، فلا يجدون خيارا أفضل من "سعد الحرامي" الشهير بسندويشات الفول والفلافل، شهية المذاق. 

والقصة وراء هذا الاسم لا تقل طرافة عن الاسم نفسه، إذ يتذكر رواد "وسط البلد" كيف بدأ شاب يدعى "سعد" مهنة بيع سندويشات الفول على عربة خشبية، ونجح نجاحا باهرا، لكن زبائن المقاهي أطلقوا عليه "الحرامي" من باب المداعبة، حيث كانوا يمازحونه ويتهمونه بسرقتهم عبر المغالطة في الحساب. 

والمذهل أن "سعد" حين نمت تجارته، وكبر مشروعه وتحول من صاحب عربة إلى مطعم فاخر، أصر على أن يكتب بالبنط العريض اسم "سعد الحرامي" على لافتة المكان. 

والشيء قريب من مطاعم "عبده تلوث" و"زيزو نتانة" و"مجدي وساخة"، فهذه مطاعم شهيرة بتقديم سندوتشات الكبدة والسجق وبعض الوجبات الساخنة من أرز وخضراوات ولحوم. 

وحقق أصحابها شهرة كبيرة في منطقة "وسط البلد" أيضا، لكن خفة ظل الزبائن وسخرية المصريين من كل شيء، أضافت إليهم ألقابا لاذعة تنطوي على حالة من المداعبة والمزاح، وليس النقد أو التجريح.

ذكاء في التسويق

أما أسماء مطاعم الفول والطعمية الأكثر شهرة وعراقة في مصر مثل "البغل" و"الجحش"، فهي أسماء عائلات بالأساس، وليس ألقابا طريفة وطارئة جاءت في صورة "إفيهات" عابرة.

أما المغاربة، فكان لهم إبداعهم الخاص المشتق من تفاصيل الدفء العائلي عبر مطعم الأسماك والمأكولات البحرية صاحب الاسم المبتكر الذي لا يُنسى "ماما غدينا بابا عشينا" بمدينة أغادير. 

ويؤكد خبراء التسويق وريادة الأعمال أن مثل هذه الأسماء تنطوي على ذكاء شديد في التسويق، وتضمن تحقيق شعبية كبرى بسبب ما تحتويه من غرابة وطرافة ودهشة، على نحو غير مسبوق.

ويوضح الخبراء أن مهمة تلك المطاعم، رغم ذلك، لم تنته إذ يجب أن يكون المذاق رائعا والخدمة بشكل عام جيدة والأسعار مناسبة، حتى يضمن المطعم أو المحل استمرار الزبائن في الإقبال عليه. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC