إعلام مجري: المجر تدرس الانسحاب من الجنائية الدولية عشية زيارة نتنياهو إلى بودابست
لا تزال ردود الأفعال تتوالى من جانب فنانين وإعلاميين على هدم قبة أثرية في منطقة "القاهرة التاريخية" وسط غياب أي رد أو توضيح رسمي من جانب وزارتي "الثقافة" و "السياحة والآثار" على الواقعة التي تثير جدلاً واسعاً عبر منصات التواصل.
وتعد القبة جزءاً من مدفن "مستولدة محمد علي باشا" الشهير بمدفن "حليم باشا" بجبَّانة الإمام الشافعي. وسادت حالة واسعة من الصدمة والغضب بعد نشر ناشطين ومهتمين بالتراث والآثار صوراً توثق عملية هدم القبة التي تتميز بطراز معماري فريد ونقوش مميزة.
وما زاد من وقع الصدمة أن الواقعة جاءت بعد أيام من هدم مدفن إبراهيم النبراوي، مع مدافن أخرى وُصفت من جانب خبراء آثار بأنها "تراثية يستحيل تعويضها".
وتساءل الفنان خالد النبوي عبر حسابه على "فيسبوك" مستنكرا "عمرها آلاف السنين... عاوزين تخلوا عمرها صفر ليه؟ " مضيفا أن " التاريخ ظل الإنسان على الأرض"، فيما وجه الفنان التشكيلي المعروف محمد عبلة صرخة ونداء استغاثة عبر " فيسبوك" قائلاً: " أنقذوا مصر من هذا الهدم ".
وكانت الإعلامية لميس الحديدي علقت عبر منصة "إكس"الثلاثاء قائلةً "وقف الخلق ينظرون جميعاً كيف أبني قواعد المجد وحدي... ووقفوا بعد دهر ينظرون كيف يهدم أبنائي تاريخي وذاكرة السنين... هكذا تتحدث مصر عن نفسها".
وأضافت: "الإقدام على هدم المقابر يؤثر بالسلب على ترشيح خالد العناني وزير السياحة والآثار الأسبق لرئاسة اليونسكو"، مشيرة إلى أن "أول سؤال سوف يُسأل فيه: ماذا فعلت في التراث؟"، على حد تعبيرها.
وعلق زيزو عبده، مؤسس مبادرة "سيرة القاهرة"، قائلاً: "هذه الصورة مفجعة... وقفت كثيراً عندها وتلجم اللسان الذي يريد أن يقول أشياء كثيرة غير لماذا وكيف تم الهدم؟".
"ليست أثرا"
من ناحية أخرى، فجر الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، مفاجأة حين أكد أن هذه القبة ليست أثراً؛ لأنها غير مسجلة ضمن قائمة الآثار، مشيراً في تصريح إلى " إرم نيوز" إلى أنه يُشترط لتسجيل المباني التاريخية باعتبارها مبان أثرية مرور مئة عام على تشييدها بحسب القانون رقم 117 لعام 1983م لتنظيم الآثار واشتراطاتها، وهو ما لا ينطبق على تلك القبة.
"عمرها 155 عاماً"
ويختلف مع هذا الرأي خبراء آخرون منهم الدكتور أحمد سلامة، مدرس الحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر، الذي يؤكد أن تاريخ القبة يعود إلى القرن التاسع عشر ويزيد عمرها على 155 عاماً، وهو تاريخ إنشاء مقابر "حوش الباشا" أو مقابر أسرة محمد علي، على حد تعبيره.
وسبق أن نفت وزارة السياحة والآثار المصرية في أكثر من مناسبة مسؤوليتها عن أعمال هدم مدافن في قرافة الإمام الشافعي والسيدة عائشة، مؤكدة أنها ليست أثرية، وهو ما انتقده خبراء ومثقفون.
جدير بالذكر أن عدداً من كبار المعماريين الأجانب شاركوا في بناء مدافن القاهرة التاريخية، منهم المهندس الإيطالي إرنستو فيروتشي، كبير المهندسين في السرايات الملكية، وصاحب تصميم قصر رأس التين، ومبنى معهد الموسيقى العربية، وإضافات قصر عابدين.
وتضم مدافن القاهرة بين جوانبها مقابر بعض الشخصيات الشهيرة، أمثال الإمام ورش، صاحب "قراءة ورش" القرآنية، ومقام الإمام وكيع مقرئ الإمام الشافعي، والقارىءالشيخ محمد رفعت، وعدد من رموز السياسة المصرية في النصف الأول من القرن العشرين مثل عبد الخالق باشا ثروت.
كما تضم المدافن رفات رموز الفن المصري مثل يوسف وهبي، وأم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، وأسمهان، وفريد الأطرش، وهند رستم، وصلاح ذو الفقار.
