بدأت مشروعها برسم لوحات خلطت فيها آلام مرضى السرطان بالبهجة فزينت بها ردهات المشفى المخصص لهم في محافظة أربيل شمال العراق، لتنتقل بعدها لبيع اللوحات وتخصيص عائداتها لعلاجهم.
دريا سلار، صاحبة الرابعة والعشرين ربيعاً، ممرضة بلباس ملائكة الرحمة، عملت في مستشفى، نانكلي، في أربيل منذ ثلاث سنوات لتقديم الرعاية لمرضى السرطان بعد تخرجها من جامعة صلاح الدين.
تقول دريا سلار، لـ"إرم نيوز": "اختلاطي مع مرضى السرطان ورؤية آلامهم وأوجاعهم أصبح جزءاً من حياتي، حيث كنت أفكر بطريقة أخرى غير عملي في التمريض للتنفيس عن المرضى، حينها توجهت إلى الفن، باعتباره واحداً من طرق العلاج الحديثة".
وأضافت: "بدأت برسم اللوحات التي تعبر عن الأمل الذي يتمسك به المرضى في المستشفى، وكنت أزين بها الردهات والممرات في المستشفى، والتي لاقت قبولاً واسعاً من المصابين بالمرض الخبيث، وزرعت لوحاتي الفرح في نفوسهم".
ولم تكتف بتلك الخطوة، حينها فكرت خارج الصندوق، لتقدم على "بيع اللوحات التي أرسمها والمتعلقة بالتعابير والرموز التي تخص مرضى السرطان، واشتركت في مهرجانات وبازارات عديدة، للتبرع بكل عائدات تلك اللوحات للمرضى والمستشفى بصورة عامة"، بحسب ماذكرته دريا.
وانسحرت سعادتها في رؤية المرضى وهم يتأملون في لوحاتها، وذكرت: "أشعر أنهم يجدون في تلك الرسومات جزءاً من أنفسهم، فهي تعبّر عن معاناتهم وآمالهم، على الرغم من أنني لم أتعلم الفن بشكل أكاديمي، إلا أنني وجدت نفسي مأسورة بهذا العالم، وها أنا اليوم أرسم منذ ثلاث سنوات وأشارك في المعارض الخيرية، عليّ أن أقدّم أبسط أنواع الدعم لمرضى السرطان".
والجدير بالذكر، تعاني المستشفيات في العراق من نقص حاد في الموارد والإمدادات الطبية، ويعد هذا النقص من أبرز المشكلات التي تواجه علاج مرضى السرطان، فقلة الأدوية والمعدات الطبية المتقدمة تؤدي إلى تراجع فعالية العلاجات والاضطرار إلى استخدام طرق بديلة أقل فعالية.
وأعلنت وزارة الصحة العراقية عن تسجيل أكثر من 30 ألف مصاب بأمراض سرطانية، وسط نقص كبير في المراكز المتخصصة والتقنيات المتطورة والعلاج الحديث، وهو ما دفع الآلاف من المرضى إلى اللجوء للعلاج خارج القطر.
