logo
منوعات

القيود على مواقع التواصل قد تؤثر على صحة المراهقين العقلية

القيود على مواقع التواصل قد تؤثر على صحة المراهقين العقلية
استخدام مواقع التواصل (تعبيرية)
08 أغسطس 2024، 12:28 م

لا تزال تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية للمراهقين موضوع نقاش مستمر بين صناع السياسات والباحثين والعاملين في مجال الرعاية الصحية في أنحاء العالم جميعها، وفق تقرير نشره موقع kffhealthnews.

وتعكس الإجراءات التشريعية والمقترحات الأخيرة في مختلف البلدان المخاوف المتزايدة بشأن المخاطر المحتملة لوسائل التواصل الاجتماعي، ولكن الخبراء، حسب تقرير نشره موقع الأخبار الصحية من مؤسسة كايزر، يحذرون من أن هذه التدابير قد تتجاهل فوائد كبيرة للمستخدمين الشباب.

في الأشهر الأخيرة، ركز الاهتمام الدولي على منصات التواصل الاجتماعي مثل YouTube وTikTok وInstagram، وقد قدمت الحكومات في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومناطق أخرى تشريعات تتضمن قيودًا على العمر وعلامات تحذير للتخفيف من الأضرار المحتملة. 

على سبيل المثال، دعا الجراح العام الأمريكي فيفيك مورثي إلى وضع علامات تحذير على منصات التواصل الاجتماعي؛ لتنبيه المستخدمين إلى المخاطر المحتملة، بالإضافة إلى ذلك، أقر مجلس الشيوخ الأمريكي قانون سلامة الأطفال على الإنترنت، وقانون حماية خصوصية الأطفال والمراهقين على الإنترنت في أواخر يوليو، مع استكشاف ولايات مختلفة لتدابير مماثلة.

أخبار ذات علاقة

المراهقون يواجهون واقعا مخيفا بسبب "التزييف العميق"

 

وفي حين تهدف هذه الجهود التنظيمية إلى معالجة المخاوف بشأن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية، يزعم الخبراء أنها قد تقوض عن غير قصد الجوانب الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي للمراهقين. 

وتشير الأبحاث الصادرة عن الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تقدم دعمًا حيويًّا وتواصلًا للمجموعات المهمشة، بما في ذلك الأطفال الملونون، الذين قد يجدون التأكيد والمجتمع عبر الإنترنت عندما يفتقرون إليه في بيئاتهم غير المتصلة بالإنترنت.

تسلط ليندا تشارمارامان، وهي باحثة علمية ومديرة مختبر أبحاث الشباب والإعلام والرفاهية في مراكز ويليسلي للنساء، الضوء على أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تقلل من عزلة هؤلاء الشباب، ويشير بحث تشارمارامان إلى أن القيود العمرية يمكن أن تؤثر تأثيرًا غير متناسب في هذه المجموعات، ما قد يؤدي إلى قطع شبكة دعم حاسمة.

وتؤكد ماك كولوتش، وهي طالبة تبلغ من العمر 17 عامًا في جامعة ويلاميت في ولاية أوريجون، على هذا المنظور، إذ تستخدم كولوتش، وهي سوداء البشرة، موقع "إنستغرام" للتواصل مع أقرانها الذين يتشاركون معها الخلفية العرقية والثقافية، وهو الاتصال الذي تجده ضروريًّا؛ حيث التنوع محدود في بيئتها. 

وتروي كولوتش كيف ساعدتها وسائل التواصل الاجتماعي في تكوين شبكة دعم مع طلاب سود آخرين، ما خفف مشاعر العزلة التي عانتها خلال أشهرها الأولى في الجامعة.

ولكن مع ذلك، عانت كولوتش أيضًا التأثيرات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي في أثناء الوباء، عندما أدت عمليات الإغلاق إلى تغييرات في نمط حياتها، وزيادة التعرض لقضايا صورة الجسم عبر الإنترنت، كان رد فعلها الأولي على محاولة والدتها الحد من استخدامها للهاتف الذكي هو الضيق العاطفي، ما يعكس الطبيعة الإدمانية لوسائل التواصل الاجتماعي.

ويشمل السياق الأوسع لهذه القضايا اتجاهًا متزايدًا للصراعات المتعلقة بالصحة العقلية بين المراهقين؛ فقبل جائحة كوفيد-19 أفادت الدراسات الاستقصائية التي أجرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بارتفاع معدلات اليأس والحزن والسلوك الانتحاري بين طلاب المدارس الثانوية، وقد أُلْقِي اللوم جزئيًّا على زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في أثناء الوباء في تفاقم هذه القضايا.

على الرغم من المخاوف بشأن التأثيرات الضارة لوسائل التواصل الاجتماعي، فإن تقريرًا حديثًا صادرًا عن الأكاديمية الأمريكية للعلوم يعترف بتعقيد تأثيرها، ويشير التقرير إلى أنه في حين أن بعض جوانب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون ضارة، إلا أنه يوجد أيضًا فوائد محتملة. 

ويدعو التقرير إلى إجراء مزيد من البحوث لفهم هذه الديناميكيات فهمًا أفضل، ويحث وكالات التمويل مثل المعاهد الوطنية للصحة على إعطاء الأولوية للدراسات حول هذا الموضوع.

وقد نفذت بعض الولايات تشريعات تتماشى مع توصيات الأكاديمية، على سبيل المثال، سنت فيرجينيا وميريلاند قوانين لتعزيز حماية الخصوصية للأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي، على حين قدمت كولورادو وجورجيا ووست فرجينيا مناهج تعليمية حول التأثيرات الصحية العقلية لوسائل التواصل الاجتماعي.

على حين يتعامل صناع السياسات والباحثون مع هذه القضايا المعقدة، يظل التركيز على تحقيق التوازن بين السلامة، والحاجة إلى المشاركة الرقمية الهادفة للمراهقين على الصعيد العالمي، مهمًّا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC