كشف الممثل العراقي فلاح هاشم، في حديث خاص لـ "إرم نيوز"، من مقر إقامته في العاصمة البريطانية لندن، عن اعتزازه بمسيرته بفن الدبلجة، الذي كان رائدا فيه لسنوات طويلة، إذ وصف نفسه بأنه ظل سجينا داخل الأستوديو لعشرة أعوام؛ من أجل مسلسلات يربو مجموع حلقاتها على الألف حلقة، حسبما وصف.
في البداية، ما الدوافع وراء قبولك المشاركة في مسلسل "مدينة الضباب"؟
نحن في الغربة بعيدون عن ورشة الإنتاج الدرامي في وطننا، هذا يجعل الفرص محدودة للقيام بأي عمل إبداعي، سبق أن تعاونت مع مواطني المخرج جعفر مراد، أصبحنا مجموعة متنوعة تُقدم أعمالا تمثيلية بالاعتماد على جهودنا فقط.
كيف ترى فكرة تصوير المسلسل بالكامل في بريطانيا، على الرغم من مناقشته قضايا تمس المجتمع العراقي؟
تصوير العمل في بريطانيا له وقع خاص على المشاهد العراقي، ليس فقط من حيث العامل المكاني، إنما من خلال تناول حياة وواقع الجاليات العراقية المُغتربة، وما نتج من تأثير بيئة مختلفة عليهم.
ما مدى اهتمامك بمناهضة قضايا المجتمع العراقي بأعمال فنية بمحل إقامتك في بريطانيا؟
لا أحتمل الصمت أو اللامبالاة بما يجري من حولي، دائما لدي ضغوطات داخلية أقوم بالتنفيس عنها من خلال أعمالي الفنية قبل أن أشعر بالانفجار، تعددت لدي السُبل في التعبير، حيث المسرح والتلفاز والسينما، صاحبني الشعر مبكرا كسلاح شخصي أنقذني في أكثر منعطفات حياتي ظُلمة وخطرا ومقاومة.
وما هي طموحاتك بالعمل في السينما والدراما الأجنبية وطرح القصص العربية للجمهور الغربي؟
أحصل على الفرص بالمشاركة في أعمال تمثيلية أجنبية، لكن لدي تحفظات تمنعني من حضورها، وبالتحديد إن كان العمل يحمل أي نوع من الإساءة إلى مجتمعاتنا العربية، الطريقة هنا بالتوجه للإنتاج، وهو ما يفتقره الفنان العربي.
ونوه قائلا: "طموحي أن أتوج حياتي بأفلام تترك بصمة تعيش مع الزمن".
هل من الممكن أن نراك بأعمال درامية عراقية تُصَوَّر من أرض الوطن؟
أتمنى أن يحدث ذلك في المواسم الدرامية المُقبلة، لدي رغبة قوية في الحضور بأعمال عراقية داخل العراق إن سنحت الفرصة للحصول على النص الجيد، الدراما العراقية في مرحلة مخاض تسترجع فيها عافيتها، أتوقع أن الكم سينتج نوعا في قادم الأيام.
في النهاية، ماذا تقول عن المعوقات والتحديات التي واجهتك في رحلتك الشخصية والفنية من خلال التوجه للسفر وكسر الحدود وتخطي الحواجز؟
رافقني شعور غريب وأنا خارج وطني، كنت أشعر بأنني مثل السمكة خارج الماء، كل رحلات هجرتي كانت اضطرارية ومُباغتة، هجرتي عام 1979 غيّرت مجرى حياتي، على الرغم من كل ما قدمت من أعمال خارج العراق، بداية من الكويت إلى لندن، باتت روحي مُعلقة بورشات الوطن، حيث التفاف الجمهور حولنا وتوقيفنا في الشارع للحديث معنا.