logo
منوعات

الأفلام القصيرة في مهرجان لوكارنو "تتقيد" بالماضي

الأفلام القصيرة في مهرجان لوكارنو "تتقيد" بالماضي
من مهرجان لوكارنو السينمائيالمصدر: غيتي
13 أغسطس 2024، 8:08 م

تستكشف العديد من الأفلام القصيرة المختارة هذا العام في الدورة السابعة والسبعين لمهرجان "لوكارنو" السينمائي المفارقات الكامنة في عدم ثبات الذاكرة ضمن عالم مشبع بالصور والتذكيرات بالماضي، إذ غالبًا ما تعكس الأفلام القصيرة الحالمة عالمًا يقيده الماضي، ويجد صعوبة في التفاوض بشأن المستقبل.

فمثلاً "جبال الجليد" للمخرج الألماني كارلوس بيريرا هو فيلم مؤثر يتناول الوحدة، حيث يضطر رجل مسن إلى مواجهة مشاعره بعد ليلة صعبة، إنه شريط من الهدوء والسكينة..

 وتتناول قصته الرجولة وقمع المشاعر الذي لا يزال متوقعًا بين الرجال، خاصة أولئك من الجيل الأكبر سنًا، ومع بعض العروض المسيطرة بشكل ملحوظ، يعد هذا العمل عملًا جميلاً ومؤثرًا.

بينما يعد فيلم "400 شريط كاسيت" لمخرجته ثيليا بيتراكي هو الأكثر جرأة، حيث يتم تأطير العلاقة بين صديقين وسط مناقشات حول الكون والذكريات الموجودة. إنه ترنيمة عن الصداقة والحب، ولكنه أيضًا رثاء للحظات التي تتلاشى مع الوقت. 

هذا الفيلم يتجنب بريق العالم الرقمي لصالح مخزون الأفلام وكاميرات الفيديو، التي تمنح كل شيء جودة ملموسة رائعة، أي أنه يأخذ موضوعات مستكشفة جيدًا، لكنه ينظر إليها من جديد. 

كما يستكشف أحدث عمل للمخرجة اليونانية كونستانتينا كوتزاماني الحب الشاب، اسم الفيلم "ما لم تعرفه ماري" وهو رائع بسبب بساطته، بينما كانت أعمالها السابقة مثل "البجعة الكهربائية" تتلذذ بالغرابة والسريالية، تقدم كوتزاماني هنا سردًا أكثر صراحةً، حيث تختبر ماري الصغيرة، أثناء سفرها في رحلة بحرية مع والديها ومحاطة بأزواج مسنين في الغالب يعيدون إحياء حبهم، الحب لأول مرة. 

أخبار ذات علاقة

 

مرة أخرى، تمكنت المخرجة اليونانية من تناول بعض الموضوعات القديمة، ولكنها تغرس فيها معنى جديدًا، حيث تلعب وتعزز الكليشيهات الخاصة بالنوع والتاريخ، بحيث يعد فيلمها إضافة جديرة بالاهتمام إلى مجموعتها.

إن الفيلم الألماني- الروسي "ترنيمة الطاعون" يصور مجموعة من المخرجين الروس النازحين، مركزاً على أوركسترا تسجل أغنية "وليمة في زمن الطاعون"، لكن الفضاء المحيط بهم يموج بأشباح الماضي والحاضر والمستقبل.

ومع ذلك، يبدو أنهم يمرون دون أن يتم التعرّف عليهم، وفي جو متواصل من القلق يتحدث الفيلم عن أشخاص غير مدركين للتغيير الهائل الذي يحدث من حولهم، ويختفون تحت وطأة الحاضر. 

كما يستكشف فيلم "جحيم الطاقة" للمخرج الفرنسي أنطون بيالاس الماضي، وعلاقته الهشة بما قد يحمله المستقبل بأسلوبية شديدة الوطأة، وعلى الرغم من أن موضوعه المركزي هو الزمن، إلا أنه يستغرق فيه أكثر من اللازم.

ومن بين الأفلام المهمة التي ينتظرها الجمهور بفارغ الصبر الفيلم الألماني "الأم آثمة بالفطرة" للمخرجين بوريس هادزيا وهدى طاهر، وهو الجزء الثالث في ثلاثية تضم أيضًا فيلم "الأم تصلي طيلة اليوم" للعام 2022، وفيلم "كما لو أن الأم بكت في تلك الليلة" للعام 2023، والفيلم هو استكشاف آخر للجنس والأسرة والسياسة والذي على مستوى مهم من التشويق والإثارة.

"حول استحالة التكريم" للمخرجة الرومانية كساندرا بوبيسكو هو فيلم وثائقي رائع يستكشف مسيرة يوم من حياة "توجيرو"، أحد أعظم راقصي الباليه الرومانيين، ورغم أن الفيلم ساحر بفضل توجيرو نفسه المشبع بمزيج من العبقرية والغطرسة، فإنه يطرح أيضًا أسئلة حول المسؤولين في نهاية المطاف عن نجاح أي عمل فني: هل هم الموضوع أم المخرج؟

وتشمل أفلام الرسوم المتحركة لهذا العام الفيلم الإستوني الليتواني "السفر على الأجنحة المرهقة" للمخرجة لورا توتلبيرج، وهو استكشاف شعري مذهل للطبيعة في الشمال الأوروبي، وفيلم "شمس رمادية" وهو نظرة عميقة إلى الكسل البشري والاحتباس الحراري العالمي. 

أما فيلم "بقع باهتة من الألوان الخضراء" للمخرج الألماني سافيش سفيرسكي فيتجه نحو الجنون التام، وهو اعتداء على الحواس، بينما تحيط الحرب الحقيقية بالعالم.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC