ورشة مصرية لتصنيع السفن واليخوت.. حرفة الأجداد تنتقل للأحفاد

تعد ورشة "عم شطا" أقدم ورشة لتصنيع والتصليح وتجارة السفن واليخوت، في منطقة البهتيني داخل مدينة الإسماعيلية في مصر.

ويقول صاحب الورشة "محمود شطا": "توارثت المهنة أبًا عن جد، وعائلتنا تمارسها في عدد من المحافظات المصرية".

ويتابع "أتقنتُ صنع المراكب واليخوت منذ أن كنتُ في الثانية عشرة من عمري، وتُعدُّ محافظة الإسماعيلية من أقدم المدن التي امتهن سكانها صناعة المراكب واليخوت والسفن، ونستخدم في هذه الصناعة التراثية أخشابًا من نوعية التوت والسويد".

ويشير "شطا" إلى أن "المركب يختلف مقاسه عن السفن واليخوت، إذ يبلغ طول مركب الصيد من 5.5 إلى 6.5 متر، ويستغرق العمل عليه من 25 إلى 45 يومًا، بينما يحتاج تنفيذ اليخوت والسفن من 5 إلى 6 أشهر، حيث يبدأ طول المركب من 12 إلى 30 مترًا، ويضم كابينة للقائد، وغرفة أو أكثر، بحسب الطلب".

ويوضح "مقاييس الأخشاب وأنواعها، تختلف حسب مكان الإبحار، فلكل مركب أو سفينة مقاس خاص، حسب المياه التي سوف تُبحِر فيها المراكب، فتختلف سفن البحر الأحمر عن نظيرتها في البحر المتوسط والأخرى التي تُبحِر في قناة السويس".

ويصنع "الصال" وهو قارب صغير بيضاوي الشكل، من عدد من الأعمدة الخشبية المتساوية الأبعاد، وهو أصغر من المركب، ويُستخدم عادةً في الإبحار في الأماكن القريبة من الشاطئ.

مراحل تصنيع المركب

وأضاف "شطا" أن "تصنيع المركب يبدأ بتثبيت أعواد بمنتصف الهيكل، وعددها عشرة أعواد مع بعضها البعض، وسمك اللوح الواحد ثلاثة سنتيمترات من خشب التوت، ثم نستكمل العمل على الهيكل بالتساوي بشكلٍ طولي يأخذ شكل الدورات في بداية المركب ومؤخرته، ثم تُغلف من الخارج بخشب السويد، ويجري حشوها بمادة (الفيبر) العازلة، لمنع تسريب المياه، ويجري عمل ميزان للمركب، لمساواة الأطراف كافة، حتى تكون متساويةً في الارتفاع، لعمل أرضية المركب، ثم طلائه".

وأضاف محمود "المهنة لم تعد كما كانت، بعدما انتشرت المزارع السمكية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأخشاب، خاصة السويدي الذي ارتفع بنحو مبالغ فيه، ما يؤدي بدوره إلى ارتفاع سعر مركب الصيد".