تُعَدّ حمامات كليوباترا المعروفة أيضًا باسم بركة "باموكالي" العتيقة من المعالم السياحية الشهيرة في تركيا الحديثة، وهناك اعتقاد شبه مؤكد بأنها استضافت ملكة مصر البطلمية نفسها.
وتقع تلك الحمامات أو البرَك فيما كان في السابق مدينة هيرابوليس اليونانية القديمة، وبسبب هذه الينابيع الساخنة، فقد جذب الموقع مجموعة متنوعة من الشعوب القديمة للاستقرار في المنطقة، بما في ذلك الفَريجوين، والإغريق، والرومان.
وخلال فترة من الزمن في القرن الثالث عشر، أصبحت المدينة القديمة مهجورة، وظلت أطلالها الرائعة غير معروفة أو مجهولة إلى حد كبير حتى بدأت أعمال التنقيب في القرن التاسع عشر.
وفي الوقت الحاضر، كما في العصور القديمة، تجذب الينابيع الساخنة آلاف الزوار الباحثين عن الاسترخاء في المياه.
هيرابوليس القديمة
استوطن الفَريجيون، في النصف الأول من القرن السابع قبل الميلاد، موقع برَك كليوباترا والينابيع الحرارية المحيطة بها، وبَنَوا معبدًا للإلهة سايبيل.
وعندما استقر المستعمرون اليونانيون في المنطقة استوعبوا الممارسات الدينية الراسخة، وتماهوا بها مع ممارساتهم الدينية، وبسبب إطلاق الغازات السامة من الينابيع الساخنة داخل الكهف، ربما ربط الإغريق الموقع بالإله هاديس والعالم السفلي.
وازدهرت مدينة هيرابوليس خلال القرن الثاني قبل الميلاد، تحت حكم الإمبراطورية السلوقية، إحدى الدول التي خلفت إمبراطورية الإسكندر الأكبر التي لم تعمّر طويلًا.
وبعد معركة مغنيسيا، العام 190 قبل الميلاد، أصبحت المدينة تحت سيطرة مملكة بيرغامون، وهي قوة يونانية قديمة أخرى في آسيا الصغرى، وفي العام 133 قبل الميلاد، تم توريث هيرابوليس إلى روما، جنبًا إلى جنب مع مملكة بيرغامون نفسها بعد وفاة حاكمها الأخير أتالوس الثالث.
وكان الرومان، مثل الشعوب السابقة ذات الوجود الراسخ في المنطقة، حريصين على الاستفادة من الينابيع الحرارية حول هيرابوليس، مثل تلك التي تُعرف الآن باسم برك كليوباترا.
برَك كليوباترا
في الزمن الحالي، تحظى برَك أو حمامات كليوباترا بشعبية بين الزوار الذين يرغبون في الاستفادة من المياه الغنية بالمعادن والتي يُعتقد أنّ لها خصائص علاجية.
ولا بد من الإشارة إلى تميّز الموقع نفسه الذي لم يتغير كثيرًا خلال أكثر من 2000 عام، والمزين ببقايا الأعمدة القديمة، وظلال أشجار النخيل المحيطة به.
المصدر: غريك ريبورتر
