ما سر إقبال التونسيين على متابعة مسلسل "أولاد مفيدة"؟
ما سر إقبال التونسيين على متابعة مسلسل "أولاد مفيدة"؟ما سر إقبال التونسيين على متابعة مسلسل "أولاد مفيدة"؟

ما سر إقبال التونسيين على متابعة مسلسل "أولاد مفيدة"؟

أثار مسلسل "أولاد مفيدة"، الذي تبثه قناة الحوار التونسي التلفزيونية الخاصة، اهتمام التونسيين الذين يتابعون حلقاته رغم التذمّر من مشاهد العنف والجنس والمخدّرات، التي يتضمنها العمل.

وبحسب الأرقام التي تنشرها مؤسسات استطلاع الرأي في تونس يتصدر "أولاد مفيدة" في موسمه الخامس نسب المشاهدة بنحو 25%، متقدما على مختلف الأعمال الدرامية التي تُبثّ في الوقت ذاته في قنوات أخرى، مثل: مسلسل "قلب الذيب" الذي تبثه القناة الرسمية، والذي حصد نسبة مشاهدة 17%.

والمسلسل الذي تولى إخراجه الإعلامي وصاحب قناة "الحوار التونسي"، سامي الفهري، خلال المواسم الأربعة الماضية يظهر هذا العام بحلّة جديدة من إخراج سوسن الجمني، وذلك بعد إيداع "الفهري" السجن منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

ويُصنّف "أولاد مفيدة" ضمن الدراما الاجتماعية، ويؤكد متابعوه أنّه ينقل جانبا من الواقع التونسي خاصة لفئة الشباب، غير أن منتقديه يرون فيه إجحافا ومبالغة في نقل هذا الواقع الذي يكاد يقتصر على عالم الجنس والجريمة والمخدرات والخيانة، وهي مظاهر موجودة في تونس كما في كل دول العالم، لكنها لا تمثل الصورة الوحيدة للشباب التونسي، بحسب تأكيدهم.

وبالرغم من التحفظات الكثيرة التي يبديها التونسيون على محتوى هذا المسلسل خصوصا من حيث مشاهد العنف وانحسار دور العائلة في تقويم السلوك والتفكك الأسري الظاهر، فإنّهم يتابعون حلقاته باهتمام ويطالب كثير منهم بإنتاج جزء آخر منه.

وقال الناقد الفنّي محمد علي خليفة، إنّ "هذا المسلسل أحدث منذ بث جزئه الأول قبل أربع سنوات تغييرا في المشهد الدرامي التونسي، ومن المفارقات أنّه أكثر المسلسلات عرضة للانتقاد والقدح وهو أكثرها متابعة، ما يعني انّ هناك جانبا خفيا في شخصية التونسي يقبل بما جاء في هذا العمل الدرامي في الوقت الذي ينتقد فيه محتواه".

وأضاف خليفة، لـ "إرم نيوز"، أنّ هذا العمل بات جاذبا للمشاهدين بالنظر إلى السيناريو الشيق والمتمكن والذي يحمل بين طياته قصّة يمكن تصنيفها ضمن قصص الحبّ التي لا تخلو من المغامرات والخيانة والغدر والدسائس والخيبات، وفي كلّ ذلك تظهر مشاهد مثيرة للاشمئزاز أحيانا وصادمة أحيانا أخرى، لكنها تشدّ المتابعين، وهذه من نقاط قوة المسلسل.

في المقابل، يرى الناقد الفني صالح سويسي أنّ "إنتاج هذا المسلسل كان سقطة في تاريخ الدراما التونسية وانحرافا فنيا وأخلاقيا عن المسار الإبداعي الذي تقتضيه الأعمال الدرامية".

و اعتبر سويسي أنّ عملية اختيار الممثلين لم تكن خاضعة لمنطق مهني، بل كانت بمثابة إسقاط عدد من الوجوه التي أراد كاتب السيناريو والمخرج أن يجعل منها نجوما، وهو ما حصل.

وحذّر سويسي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، من أنّ ما تنشره الشركات المعنية عن نسب المشاهدة المرتفعة للمسلسل قد لا يعكس الحقيقة ولا يعني أنّ العمل ناجح فنيا وجماهيريا، مشيرا إلى تراجع فني في الأعمال الدرامية التونسية المعروضة هذا العام والتي تشهد ضعف السيناريو والأداء وتواضع الطرح فضلا عن الانحرافات السلوكية والأخلاقية التي يمثّل مسلسل "أولاد مفيدة" أحد أمثلتها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com