إغلاق مطار هيثرو اللندني بسبب حريق تسبب بانقطاع للتيار الكهربائي (الشركة المشغّلة)

logo
منوعات

عكس الشاورما.. مشروب "المتة" يعود مع اللاجئين السوريين من تركيا

عكس الشاورما.. مشروب "المتة" يعود مع اللاجئين السوريين من تركيا
مشروب المتةالمصدر: متداولة
06 فبراير 2025، 8:41 ص

يصطف طابور من الزبائن عند فرن الخبز السوري في حي "أفجلار" في غرب إسطنبول، الذي يقطنه آلاف اللاجئين السوريين، لكن اللافت أن كثيراً من سكان الحي الأتراك يحضرون يومياً للحصول على الأرغفة الساخنة.

وتقول "فاطمة نور"، وهي إحدى زبونات الفرن التركيات في الطابور، لـ"إرم نيوز"، إنها تحرص على شراء خبز سوري ساخن من الفرن في طريق عودتها اليومي من عملها، إذ صار مفضلاً لدى أسرتها مع الصمون التركي التقليدي.

أخبار ذات علاقة

إسطنبول تفقد طابعها السوري مع عودة التُجار لبلدهم (صور)

وبجانب الخبز، وجدت أطعمة ومشروبات سورية، شعبيةً لها بين مواطني بلدان اللجوء التي قصدها عدد كبير من السوريين بعد العام 2011، مثل تركيا وألمانيا، وتتصدرها وجبة الشاورما بالطريقة السورية الأكثر انتشاراً.

لكن مع قرب عودة الكثير من اللاجئين السوريين لوطنهم، بعد سقوط النظام السابق، ظلت المتة التي يشتهرون بشربها ساخنة، حكراً عليهم، ولم تدخل في تفضيلات مواطني دول اللجوء الأتراك أو الألمان أو دول اللجوء العربية والأجنبية الأخرى.

المتة مستبعدة

رغم شعبية المتة لدى السوريين، وحضورها معهم بشكل لافت في بلدان اللجوء، فإنها ظلت بعيدة حتى عن التجربة لدى غيرهم، لتعود معهم دون ترك أي أثر في بلدان اللجوء، أو يظل استخدامها مقتصراً على السوريين الباقين في المهاجر.

d0e8f54f-8867-4264-a74f-f1c9fed5cfc3

واختار اليوتيوبر التركي، "محمد بوراك شيبتورك"، في أحد مقاطع الفيديو التي يقدمها لمتابعيه الكثر، تجربة الكثير من الأطعمة والمشروبات التي تقدمها محلات البقالة السورية، كما فعل عدد من نجوم مواقع التواصل الاجتماعي الأتراك.

وبينما تنوعت ردود فعل تلك التجارب طوال السنوات الماضية، بين الإعجاب والقبول والرفض لمأكولات ومشروبات متنوعة، فإن المتة كانت مستبعدة من الأساس في تلك التجارب.

أخبار ذات علاقة

"المتة".. عشبة أمريكا الجنوبية تصبح مشروبا شعبيا في بلاد الشام

كما اختارت سلسلة متاجر "A 101" الأكثر انتشاراً في تركيا، بعض المنتجات السورية، وبينها الخبز السوري، لبيعها في فروعها بالمدن والأحياء التي تضم أعداداً كبيرة من السوريين.

لكن متاجر السوبر ماركت تلك، استبعدت كما هو متوقع، المتة من بين المنتجات السورية التي تبيعها، بينما حضر الشاي السوري في رفوفها، والذي يختلف عن الشاي التركي.

وكشفت بيانات تجارية لسلاسل متاجر مواد غذائية أخرى في تركيا وألمانيا، أن أيًّا منها لم يعرض منتج "المتة" في رفوفه، طوال السنوات الماضية التي توافد فيها السوريون على البلدين.

مشروب غير مألوف

يُعتقد أن طعم مشروب المتة الذي يتميز بالمرارة، وتصنيف البعض لها على أنها عشبة تُشرب عند الحاجة فقط وليس بشكل يومي، وشعبية الشاي والقهوة في دول اللجوء، ترك شرب المتة في حدود منازل السوريين في المهجر.

لا بل تشهد المتة بين السوريين في الداخل والخارج، مزيداً من الرواج، لتشمل أبناء مناطق سورية جديدة لم تكن تستخدمها على نطاق واسع من قبل، بفضل مواقع التواصل الاجتماعي التي أنشأ فيها عشاق المتة مجموعات وصفحات تجمعهم وتروج للمتة.

كما تشهد أسعار المتة انخفاضاً في الأسواق المحلية، مع تحسن سعر صرف الليرة السورية في الفترة القليلة الماضية؛ ما زاد استهلاكها في سورية التي تتفرد عن دول المنطقة، باستيراد المتة من الأرجنتين، وبكميات كبيرة.

وتعود جذور المتة في سوريا، إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، عندما وصلت قوافل المهاجرين السوريين إلى أمريكا الجنوبية، وعرَفوا تلك العشبة الخضراء التي يشربها سكان دول مثل الأرجنتين والأورغواي بكثافة.

ومع عودة طلائع أولئك المهاجرين للوطن الأم، جلب كثير منهم المتة إلى سوريا، لتبدأ شعبيتها بالتزايد وتستورد سوريا في ثلاثينيات القرن العشرين الماضي أول شحنة متة ضخمة من الأرجنتين لتلبية الطلب المحلي المتزايد.

وتكاد تكون سوريا، الدولة الوحيدة في العالم اليوم، التي يشرب سكانها المتة بذلك الإقبال الكبير الذي ينافس الشاي والقهوة ويتفوق عليهما أحياناً، بعد سكان دول أمريكا الجنوبية، حيث لشجرة المتة دائمة الخضرة هناك، مكانة روحية في نفوس السكان، بجانب كونها مصدر مشروبهم الساخن المفضل.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC