نقابة الممرضين بلبنان: إسرائيل تستهدف في حربها المستشفيات والأطباء والممرضين والمسعفين

logo
منوعات

A Quiet Place: Day One.. قصيدة سينمائية عن الرعب والحب

A Quiet Place: Day One.. قصيدة سينمائية عن الرعب والحب
لقطة من فيلم A Quiet Place: Day Oneالمصدر: PARAMOUNT PICTURES
08 يوليو 2024، 9:09 ص

في الجزء الجديد من سلسلة الأفلام  الشهيرة "A Quiet Place" تحول السيناريو والإخراج وأداء الممثلين إلى قصيدة سينمائية شديدة العذوبة والأسى تكشف "تفاهة الشر"، وتعلي من قوة الحب في مواجهة كائنات مخيفة غزت الأرض، وتطارد فلول البشر بقسوة بالغة.

وتلتقط  الكاميرا في "A Quiet Place: Day one" أو "مكان هادىء: اليوم الأول" رهافة المشاعر الإنسانية وعمق الروابط بين ضحايا الرعب فتصبح النجاة من المتوحشين الغزاة هي فرصة أيضا للبحث عن الذات وطرح أسئلة حول الموت والحياة ومعنى الوجود ذاته. 

 

d352e1bd-8ec2-4629-9d77-35ef0adc4af1

"سميرة "شابة أمريكية من أصول أفريقية يدعونها اختصارا "سام" تقيم بمستشفى بمدينة نيويورك، باتت أيامها معدودة وتنتظر الموت في أي لحظة، وتعيش على المسكنات بعد أن تفاقمت حالتها بسبب السرطان، يصيبها اليأس وتنهش روحها العدمية بعد أن كانت شاعرة مرهفة الحس تأمل في الدنيا الكثير. في جلسات العلاج النفسي الجماعي، تتفوه بقصائد عن كيفية تحول الحياة إلى جحيم. 

ويصر الممرض المسؤول على أن تنضم لبقية المرضى  في رحلة بالباص إلى وسط المدينة  لحضور عرض على مسرح العرائس وتناول بيتزا في مطعم قريب.

وتوافق بعد تردد ولم تنس أن تصطحب معها قطها الذي بات الكائن الوحيد المقرب منها بعد وفاة والدها عازف البيانو وانقطاع صلتها بأسرتها منذ زمن، وتبدو الأمور غير طبيعية أثناء الرحلة بسبب تحركات للطائرات المقاتلة في السماء مع انتشار مكثف لعناصر الجيش في الشوارع.

ويعلن تسجيل صوتي متقطع أن الولايات المتحدة تتعرض لهجوم غير مسبوق، وأن طريق النجاة الوحيد هو مغادرة المدينة إلى أحد المراكب ضمن جهود الإخلاء بعد أن تبين أن نقطة ضعف الغزاة هي المياه؛ إذ يموتون على الفور بمجرد ملامستها.

تبدو الوحوش المرعبة شديدة القبح، كائن بلا عينين، يمشي على أربع بسرعة مخيفة، ويمتلك حاسة سمع خارقة تجعله يتربص بمصدر أي صوت ليفتك به على الفور. من هنا تظهر الحاجة الملحة لأن يكون المكان " هادئا " بلا أي صوت لتجنب كائنات تبدو عدوانيتها بلا معنى، فهل تقتل بضراوة لمجرد القتل. 

تلتقي "سميرة" بـ"إريك" الذي يبدو على النقيض منها تماما في كل شيء بما في ذلك لون البشرة. بريطاني ثري وطموح جاء للولايات المتحدة لدراسة القانون والاشتغال بالمحاماة، لكنه  رعديد شديد الخوف ترعبه فكرة الموت، ويفقد السيطرة على أعصابه في لحظات التوتر.  

وتساعد سميرة" التي جسدتها شخصية لوبيتا نيونجو الوافد البريطاني، الذي قدم شخصيته جوزيف كوين، في تجاوز أزماته والتشبث بالحياة. ويساعدها، في المقابل، في الحصول على أدويتها من صيدلية مهجورة مخاطرا بحياته حين تسقط فريسة للألم وتمنحه فرصة العمر بنهاية العمل حين تشتت انتباه الوحوش ليتمكن من اللحاق بالباخرة بصحبة قطها. 

وأجادت كاميرا المخرج مايكل سارنوسكي في تجاوز الإطار الضيق لفكرة وحوش تطارد بشرا والانفتاح على زاويا وكادرات مدهشة للظل والضوء، والكتلة والفراغ، وملامح الأمل والألم على الوجوه عن قرب.

وتحول القط الأبيض نفسه بانفعالاته المتوجسة ونظراته المرتابة عبر عينين عسليتين صافيتين إلى شخصية أساسية في الفيلم يعكس بعفويته آخر تجليات البراءة لعالم على وشك الانهيار للأبد. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC