logo
منوعات

عيد نوروز.. احتفالات عابرة للدول والقوميات

عيد نوروز.. احتفالات عابرة للدول والقوميات
21 مارس 2023، 1:30 ص


يحتفل مئات الملايين حول العالم، وخصوصا الأكراد والفرس، في الحادي والعشرين من شهر آذار/مارس من كل عام، بعيد النوروز، الذي يعني "اليوم الجديد".

وهذا العيد، الذي يتم الاحتفال به منذ آلاف السنين، ويستند إلى روايات أقرب إلى الأساطير، يرمز في معناه الثقافي والفلكلوري، إلى انتصار الخير على الشر، وإلى بداية مشرقة جديدة مرتبطة بالطبيعة التي تستقبل بشائر فصل الربيع في هذا اليوم.

وعيد النوروز، الذي يعرف برأس السنة الجديدة في التقويم الكردي والفارسي، لا يقتصر الاحتفال به على هذين الشعبين، فإضافة إليهما، تحتفل بهذا العيد شعوب في أكثر من 12 دولة من بينها أفغانستان وكازاخستان وقرغيزستان وأذربيجان وتركمانستان وطاجيكستان وأوزبكستان وجنوب القوقاز والقرم ومنطقة البلقان وكشمير وكوجارات وشمال غرب الصين، وغيرها من الأقوام في غربي آسيا.



وفي المجموع، يحتفل في الوقت الحالي بالنوروز ما يزيد عن 300 مليون شخص حول العالم، حسب منظمة اليونسكو التي أدرجت العيد في قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية في عام 2009.

ويأخذ العيد أشكالا وطقوسا تختلف من شعب إلى آخر، لكن ما يجمع بين هذه الأشكال المختلفة للاحتفال، هو الأجواء الكرنفالية التي تصاحب الاحتفالات، عبر التزين بأزياء مزركشة ملونة، وعقد حلقات الرقص والغناء وإلقاء القصائد والأشعار، في توليفة محببة تنطوي على الوئام والسلام والتعايش.

وتتعدد الروايات حول أصل العيد، حيث يربطه الأكراد بأحداث تاريخية امتزجت بأساطير عديدة، إلا أن الرواية الأكثر شيوعاً بين الأكراد تقول إن الاحتفال بـ"نوروز" يرجع إلى تاريخ سقوط الإمبراطورية الآشورية على يد الميديين (أسلاف الأكراد)، وتأسيس ما يسمى بالإمبراطورية الميدية.

أخبار ذات صلة

النوروز في عهد طالبان.. احتفالات مقيدة وهدوء أكثر من المعتاد

           

فيما تتحدث أسطورة أخرى عن قيام شخص يدعى "كاوا"، معروف بمناصرته للخير، بمقاومة حاكم ظالم مستبد والانتصار عليه، وإشعال النيران في قصره، واحتفالا بذلك، قام مناصرون لـ"كاوا" بإشعال النيران في أعالي الجبال المحيطة بالقصر تعبيراً عن فرحهم بانتصار الخير على الشر.

والتزاما بما جاء في الأسطورة يعتبر إشعال النيران ليلة 20 و21 من شهر مارس/ آذار، خاصة في أعالي القمم أو التلال، طقسا ملازما للاحتفال.



وتأخذ جذور الاحتفال لدى الفرس بعدا روحانيا دينيا، إذ يسود اعتقاد منذ آلاف السنين بأن أرواح أقاربهم وأحبائهم الموتى تزورهم في أيام نوروز المباركة، لذا يحرص الإيرانيون على تزيين مائدة نوروز بكل ما لذ وطاب مكونة من سبعة أشياء تبدأ بحرف السين ليسعدوا الأرواح الزائرة، وتسمى بـ "هفت سين"، ولكل واحد من الأشياء دلالته.

ورغم تباين الروايات حول أصل هذا العيد، فإن المشترك بين جميع الشعوب التي تحتفل به هو أنه عيد الربيع ودورة الحياة الجديدة التي تمد الإنسان بالطاقة وتزهر البراعم وتخرج الحيوانات من جحورها بعد برد الشتاء، فهو يختزل توق الإنسان إلى الجمال والحرية والضوء.



ولم يكن نوروز دائماً محط ترحيب لدى السلطات والحكومات المتعاقبة على مر الزمن، فقد كان محظورا في العديد من البلدان لأسباب مختلفة منها قومية وأخرى دينية، لذا كانت تقام الاحتفالات بطريقة شبه سرية أو مستترة تحت اسم أي مناسبة أخرى.

ومع أن المحتفين بنوروز يعدونه عيدا دينيا أو ثقافيا منذ مئات السنين، فإنه أخذ طابعا قوميا عند الأكراد خاصة في العصر الحديث، إذ بات حدثا سنويا يؤكد من خلاله الأكراد هويتهم في كل من تركيا وإيران والعراق وسوريا.

ويتحمس الأكراد في الاحتفال بهذا العيد، وإظهار ما لديهم من شغف وحماس، لكونهم حرموا من دولة تجمع شتاتهم، فبات الاحتفال بعيد النوروز محطة للتذكير بحقوقهم القومية، والتأكيد على خصوصيتهم وهويتهم الثقافية والقومية المختلفة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC