استقالة وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش
تحتفي موريتانيا بشهر رمضان المبارك بشكل لافت يتفق وطبيعة مجتمعها المسلم والمحافظ، حيث تميّز الطقوس العديدة للشهر الفضيل يوميات الصائمين في البلد المطل على المحيط الأطلسي.
المساجد مزدحمة طوال اليوم بروادها المصلين والمرتلين والمتعلمين، بينما تنصب الخيام لتقديم وجبات إفطار جماعية مجانية للمحتاجين والعابرين في المساجد والساحات العامة وقرب المستشفيات.
وتطال تغييرات الحياة في رمضان، الكبار والصغار في موريتانيا، حيث ينشغل الجميع بطقوس الشهر الفضيل وعباداته في بلد يبلغ عدد سكانه نحو خمسة مليون نسمة، غالبتهم الساحقة من المسلمين.
وتعد مساجد موريتانيا، أبرز الأماكن التي تتأثر برمضان، حيث تستقبل روادها على مدار اليوم، فتؤدى الفروض بشكل جماعي قبل أن تبدأ دروس ومحاضرات دينية بعد صلاتي الظهر والعصر بحضور كبير.
ولا تفتقد المساجد روادها في فترة الإفطار، فكثير منهم يظل فيها ويحضر موائد الإفطار الجماعي التي تقام فيها، قبل أن يلتحق من أفطر ببيته لأداء صلاة التراويح معهم.
وتحتل العبادة وطقوسها الحيّز الأكبر من يوم الصائمين في موريتانيا، وحتى الطقوس الأخرى ذات مدلولات دينية، مثل جلسات الإنشاد التي تستقطب جمهورًا كبيرًا في بلد يشكل الدين الإسلامي جزءًا رئيسًا من هويته.
وتدعم الحكومة الموريتانية الإفطارات الجماعية المجانية بجانب الجمعيات الخيرية التي تستقبل تبرعات المقتدرين، لتشكل تلك الإفطارات بعددها الكبير، أحد أبرز مظاهر رمضان في البلد الصحراوي الذي يستمد صفة الكرم من جذوره البدوية العريقة.
ويتطوع عدد كبير من الشبان والشابات الموريتانيين في تجهيز موائد الإفطار الجماعي بدءًا من إعداد الوجبات إلى نصب الخيام وتقديم الوجبات بشكل منسق للمحتاجين والعابرين.
وقد لا تبدو مائدة الإفطار الموريتانية غنية بأصنافها الشعبية ووجباتها التقليدية، لكنها الأجيال الجديدة من الموريتانيين، أضافت لتلك المائدة الكثير من الوجبات العصرية التي تغزو العالم عمومًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتتميز المائدة الموريتانية بشراب "أزريك"، وهو لبن "لبن (زبادي) يخلط بالماء والسكر"، ويُشرب بأقداح من الخشب رغم تغير ذلك التقليد لصالح أكواب الزجاج.
كما تفضل بعض الأسر الموريتانية، شراب "البيصام"، وهو منقوع نبات "الكركديه" في الماء، ثم يصفى بعد مدة زمنية محددة، ويحلى بالسكر، ويقدم كعصير أساسي في المائدة الرمضانية.
ويعد "الطاجين" الطبق الشعبي الأكثر شهرة على المائدة الموريتانية في رمضان، وهو خليط من اللحم والبطاطا والبصل والزيت.
ويعوّض الصائمون في موريتانيا، انقطاعهم عن شرب الشاي الأخضر الذي يشتهرون بشربه، ويسمونه محليًا بـ "الأتاي"، عبر إعداده عدة مرات بين فترتي الإفطار والسحور، ليختموا يوم الصيام ويبدأوا آخر بمشروبهم ذائع الصيت.