وزير الخارجية الصيني: الوضع بساحة المعركة في أوكرانيا صعب
فوجئ كثيرون بإعلان الفنان جمال سليمان عزمه الترشح لمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات السورية المرتقبة، فور انتهاء الفترة الانتقالية التي تمر بها البلاد حاليًّا، إثر سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد.
والمؤكد أن تصريحات النجم السوري لم تأت من فراغ، نظرًا لامتلاكه تاريخًاً حافلًا في المعارضة السياسية للنظام السابق، فضلًا عن وعيه العام كمثقف يمتلك "رؤية إصلاحية" تقوم على "التوافق" و"التعايش السلمي" بين مختلف الأطياف والمكونات، عبّر عنها في كثير من المواقف.
وعلى مدار السنوات الماضية، كان سليمان أحد أبرز أعضاء ما عُرف بـ "منصة القاهرة" للمعارضة السياسية، التي ضمّت بعض أطياف الرافضين للأوضاع في سوريا آنذاك، على غرار "منصات" أخرى ظهرت في العديد من العواصم البارزة مثل موسكو.
وتميزت مواقف الفنان السياسية بالعقلانية، وعدم الرغبة في الإقصاء، والاستعداد لمد اليد لرأس النظام بهدف التوصل إلى "حل وسط" يحقن دماء السوريين، ويوقف دوامة العنف وإقصاء الآخر.
ويمكن القول إن محددات الموقف السياسي للفنان المعروف انطلقت من "لاءات أربعة" أساسية هي "لا للعنف" و" لا لرفع شعارات دينية" و"لا للإقصاء أوالتمييز" و"لا للتدخل الأجنبي".
وكثيرًا ما أوضح أنه كان منذ البداية ضد استخدام العنف في حل القضية السورية من أي طرف، وأولها النظام نفسه؛ لأنه هو من بدأ بالعنف، على حد تعبيره.
وأشار إلى أنه كذلك ضد توظيف اللافتات الدينية في هذا الصراع، كما أنه ضد التدخل الخارجي في سوريا بكل أشكاله السياسية والعسكرية، مشيرًا إلى أنه يحمّل النظام مسؤولية فتح باب التدخل، لأنه لم يدخل في حوار وطني تكون فيه سوريا أولًا وثانيًا وثالثًا، وفق تصريحاته.
وعدَّ أنه من حقه كمواطن سوري أن يقول "الحقيقة كما يراها"، مشددًا على أنه لو أراد الانطلاق من مصلحته الخاصة كفنان، لكان عليه أن يكتفي بالصمت، لكنه لا يريد أن يكون شيطانًا أخرس.
وكان سليمان قال في تصريحات تلفزيونية إن لديه الرغبة في الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية السورية، بهدف "كسر حاجز الخوف" الذي زرعه النظام السابق في السوريين، وأكد أن ترشحه هو حق من حقوقه كمواطن سوري.
ومضى قائلًا: "النظام زرع فينا أنه ممنوع تقول أنا بدي كون وزير أو رئيس وزراء أو رئيس جمهورية".
كما أوضح سليمان في تصريحاته المتلفزة قائلًا: "كان هناك اعتقاد سائد بأنه ذهب نظام الأسد، وسيكون البديل جماعة إرهابية أو إقصائية، وأنا أقول إن هذا ليس شرطًا، فالبديل قد يكون إنسانًا قضى حياته بالعمل الأكاديمي والفني والثقافي، إنسانًا وسطيًّا يؤمن بالديمقراطية" وفق تعبيره.
وسبق أن وضع الفنان السوري شرطًا للعفو ومسامحة من سبق واتهموه بـ "الخيانة والعمالة" بسبب معارضته لنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
وقال في تصريحات إعلامية إنه مستعد لنسيان الاتهامات كافة وطي صفحتها "إذا كان ذلك ثمنًا لبناء مستقبل سوريا"، وفق تعبيره.