لأول مرة في تاريخ مهرجان كان السينمائي، تشارك السينما السعودية من خلال فيلم "نورة"، وذلك في مسابقة "نظرة ما" التي تعدّ ثاني مسابقات المهرجان أهميةً بعد مسابقته الرئيسية.
الفيلم مدعوم من صندوق البحر الأحمر السينمائي الذي يدعم رواية القصص والمواهب في الفن السابع. "نورة" كتبه وأخرجه وأنتجه توفيق الزايدي، وشارك في بطولته الفنان يعقوب الفرحان، المعروف بدوره في مسلسل "رشاش"، والوجه السينمائي الجديد ماريا بحراوي، إلى جانب الممثل البارز عبدالله السدحان، المشهور بدوره في مسلسل "طاش ما طاش".
تدور أحداث فيلم "نورة" في قرية العلا المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، وذلك في تسعينات القرن الماضي، حول شخصين يلتقيان مع بعض ليكتشفا صوت الإبداع والفن داخل نفسيهما، وذلك بعد أن يصل "نادر" المعلم الجديد إلى القرية النائية ويلتقي بـ"نورة" الشابة الشجاعة التي تلهمه وتوقظ موهبته وشغفه بالفن.
في المقابل، يقدم المعلم للشابة أفقًا واسعًا من الاحتمالات داخل القرية وخارجها، لتدرك أنه عليها الآن أن تترك عالمها الصغير، وتبدأ باكتشاف ما هو أبعد منه، خاصةً إثر معرفتها أن نادر ليس فقط مدرسًا جديدًا في القرية، وهكذا تجد مكانًا تحقق فيه ما تريد، بمعنى أن صلتهما وعلاقتهما مع بعضهما تغيّر حياتهما إلى النهاية.
وضمن الموقع الرسمي لفيلم "نورة"، كتب المخرج توفيق الزايدي: "تدور أحداث هذا الفيلم في وطني، المملكة العربية السعودية في التسعينيات، في فترة من الزمن كان الفن فيه بكل أشكاله وألوانه غير مقبول، لذلك هذه القصة مبنية على مشاعر حقيقية، فهي تتحدث عن أشخاص محبين للفن، أشخاص مميزين كانوا مختلفين عن بقية المجتمع في تلك الفترة، وتمكنوا من الحفاظ على إبداعهم وفنهم حيًّا".
بنظري، هؤلاء الفنانون الذين تجاوزوا تلك المرحلة ألهموا فناني اليوم، من الجيل الجديد، وأصبحت أعمالهم معروفة الآن في جميع أنحاء العالم، أعتقد أن هناك دائمًا صوتا إبداعيا داخل الأشخاص يحتاج إلى منفذ إلى العالم الخارجي، الفن بالنسبة لي هو أداة للتواصل بين الناس، وأريد أن أظهر ذلك في هذا الفيلم".
يذكر أن فيلم نورة عُرِضَ للمرة الأولى خلال فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي في ديسمبر 2023، وفاز بجائزة أفضل فيلم سعودي، كما حصل سيناريو الفيلم على جائزة مسابقة ضوء للأفلام التي تنظمها هيئة الأفلام السعودية، وذلك في سبتمبر 2019، وهي مبادرة أطلقتها وزارة الثقافة السعودية لدعم وتشجيع الجيل القادم من صانعي الأفلام السعوديين.
