سلسلة غارات أمريكية على أهداف حوثية في عدة محافظات يمنية
على عكس ما هو شائع وسط الحكومات والفلاحين في التعامل مع غزو أسراب الجراد للمحاصيل الزراعية وآبار المياه، يتحرّق بعض المواطنين والهواة في جنوب الجزائر شوقًا، لاصطياد هذه الحشرة الفتاكة، بهدف بيعها بأغلى الأثمان، وتجهيزها كطبق فاخر غني بالبروتينات.
ومنذ أن دقت السلطات الجزائرية ومنظمة الزراعة والأغذية التابعة للأمم المتحدة "الفاو"، صافرة الخطر من اجتياح أسراب الجراد الصحراوي لـ14 ولاية، خصوصًا بالمناطق الجنوبية، كان بعض هواة الصيد ينتظرون قدومه على أحر من الجمر.
ومعروف عن هذه الحشرة أنها تخلف دمارًا زراعيًا واسعًا، لا يمكن مجابهته إلا بحلول استباقية وإمكانيات مادية وتقنية كبيرة، إذ يمكن لسرب صغير من الجراد أن يلتهم في يوم واحد كمية الغذاء التي يتناولها 35 ألف شخص، أو أن يلحق الضرر بنحو 100 طن من المحاصيل على مساحة كيلومتر مربع من الحقول.
لكن عددًا من سكان إليزي وعين صالح بالجنوب الجزائري حولوا الجراد إلى مصدر رزق لهم عن طريق اصطياد كميات كبيرة منه وتسويقه بثمن باهظ يصل إلى نحو 10 دولار/كيلوغرام.
وتداولت منصات التواصل الاجتماعي صورًا وفيديوهات تؤكد الإقبال على اقتناء الجراد، ليتم تحضيره كطبق يكثر عليه الطلب في شهر رمضان، حيث يقدم للضيوف محمصًا مع كوب من الشاي، مثلما يقدم الفول السوداني.
ويتحدث الصالح تريعة، أحد سكان إليزي المقبلين على اصطياد الجراد، لـ"إرم نيوز" عن تنوع طرق طبخه، فبينما يتم تحضيره في مقلاة مع بعض الزيت ليتناول مقرمشًا كالبطاطا المقلية، يفضل آخرون طريقة غليه في الماء والتهامه مباشرة بعد طبخه، في حين قد يتم تجزئته وطحنه في المهراس الخشبي، ليمزج بعد ذلك مع أطعمة أخرى على غرار الكسكسي.
وبحسب مختصين في العلاج بالأعشاب، يوصف الجراد كأحد أكثر المقويات فاعلية، كما أنه يوصف لعلاج الروماتيزم وآلام الظهر، وتأخر النمو عند الأطفال.
وعُرف عن بعض هواة صيد الجراد في الصحراء الجزائرية إقبالهم على جمعه في الصباح الباكر قبل طلوع الشمس، بسبب سهوله العملية لتجمد الحشرة من شدة البرد، فيتم جمعه مباشرة في أكياس من جذوع النخيل والأشجار.
أما آخرون فيعتمدون أساليب بدائية لاصطياد "الغوغاء" كما يلقب أيضًا، كحفر حفرة عمقها قرابة المتر يتم توسيعها في الأسفل بينما تضيق في الأعلى بشكل يشبه القلة المصنوعة من الفخار، حيث يوضع داخلها بعض البصل والثوم، وأثناء سقوط الجراد داخل الحفرة لن يستطيع الخروج بسبب ضيق المخرج والرائحة.
ويتجاهل السكان تحذيرات أطلقتها السلطات في جنوب البلاد من خطورة تناول الجراد بسبب احتمال حمله مواد سامة تشكل خطرا على صحة الإنسان.
وأصدرت بلدية حاسي خليفة في ولاية الوادي الجزائرية الحدودّية مع تونس، بيانًا يشير إلى رش الجراد بمبيدات حشرية شديدة السمية ولها "أعراض مسرطنة"، منبهة إلى ظهور أعراض التسمم خلال فترة وجيزة قد تمتد إلى 24 ساعة.