فيديوهات أساليب تأديب الأطفال في "تيك توك".. ماذا يقول الخبراء؟

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا مقاطع فيديو مختلفة لآباء يَعرضون أساليبهم في تأديب أطفالهم.

وتظهر بعض تلك المقاطع، آباء يعاقبون أطفالهم من مختلف الأعمار لأسباب مختلفة، لكن بعض المشاهدين انتقدوا الطريقة، مشيرين إلى أنها "ناضجة" ولا تناسب أعمارهم. 

وبحسب الخبراء، فإن هناك الكثير من المعلومات التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند الحُكم على أنماط التربية المختلفة. فهل التربية اللطيفة هي الطريقة الصحيحة، أو يجب على الآباء أن يكونوا متسلطين دائمًا؟ وما اللغة الأنسب لتأديب أطفالنا؟ 

"تأديب دون تجريح"

استخدم أحد الآباء تطبيق "تيك توك" لإظهار طريقته في تأديب ابنته البالغة من العمر 9 سنوات. وفي الفيديو، هدد الأب ابنته بإخراجها من صالة الألعاب الرياضية، بينما يجبرها على الركض إلى الحديقة والقيام بتمارين الضغط. وبدا واضحًا انزعاج الطفلة، لكن نبرة الأب ظلت هادئة وحازمة.

وبالاستماع إلى كلمات الأب، ستجدها مليئة بالتشجيع. فهو واضح ومتوازن فيما يقوله؛ إذ يثني على طفلته، ويخبرها بأنها موهوبة، ولكنه أيضًا يثبت لها أن حسن التصرف أهم من أي شيء آخر.

حملَ الفيديو، الذي حصد أكثر من 3 ملايين مشاهدة ونحو 500 ألف إعجاب، مزيجًا من الثناء والانتقادات. فمن ناحية، قال بعض الآباء إن والد الطفلة كان قاسيًا للغاية، وإنه يجب أن يضع في اعتباره أن ابنته قد تكون تعاني اختلالاً هرمونيًّا أو مشاكل في المدرسة. ومن ناحية أخرى، اتفق العديد من الآباء على أن هذا النوع من التأديب ضروري للغاية، وأن ابنته ستكون ممتنة لوالدها في وقت لاحق من حياتها.

 

شرح العواقب

وفي مقطع فيديو آخر انتشر عبر "تيك توك"، يمكن رؤية طفلة تبلغ من العمر عامًا واحدًا، وهي تقف في المطبخ وتبكي؛ لأنها لا تريد الجلوس كما أرشدتها والدتها.

وتقول الأم "أذكر دائمًا العواقب عند تكراري للتعليمات، إذا لم تستمع لي في المرة الأولى"، وتكمل" ثم أتابع الأمر بالعواقب المذكورة. وأشرح أيضًا لماذا لا تستطيع القيام بشيء ما.

وعندما تحاول الطفلة اختبار حدود والدتها، وتظهر المزيد من الغضب، تقدم الأم مجددًا أسبابًا واضحة لعدم قدرتها على فعل شيء ما أو الحصول على شيء ما، وتكرر العواقب.

انتقد بعض المعلقين أسلوب الأم لكونه يستغرق وقتًا طويلاً، ولأنها تتحدث إلى طفلة تبلغ من العمر عامًا واحدًا بطريقة من المحتمل ألا تفهمها. بينما قال آخرون إن أسلوبها يوفر تعليمات وحدودًا واضحة، بينما أشادوا بالأم؛ لأنها حافظت على نفسها منضبطة طوال فترة التبادل.

 

كيف يعلق الخبراء؟

قالت الاختصاصية نيلو إسماعيل بور لموقع Parents "قد يكون استخدام اللغة الناضجة والإستراتيجيات الصارمة فعالاً في بعض الأحيان لتصحيح سلوك غير مرغوب فيه فورًا. وقد يعني هذا أيضًا أن الأطفال سوف يدركون أن أفعالهم لها عواقب، ويجعلهم يدركون خطورة أفعالهم".

وأضافت "لكن التركيز على اللغة المستخدمة أمر مهم حقًّا. فالقسوة المفرطة قد تؤدي إلى نتائج عكسية". 

وأوضحت "أن الكلمات القاسية، حتى وإن كانت تهدف إلى التوبيخ، قد تسبب للأطفال الصغار مشاعر خجل وخوف. وتسلط هذه الفيديوهات الضوء على لحظة واحدة يتم فيها تأديب الأطفال بشكل صحيح، ولكن من المهم دائمًا أن يوازن الآباء بين الحزم والتعاطف".

وفي النهاية أشارت بور إلى أن القسوة المفرطة قد تضر بالعلاقة بين الوالد والطفل، فضلاً عن إعاقة نموه العاطفي. وقد يكون التصرف الأكثر فاعلية هو أن يشرح الوالدان سبب عدم ملاءمة بعض السلوكيات، وما هي السلوكيات الصحيحة أو المتوقعة.

من جانبه، أكد المركز الطبي لجامعة روتشستر أهمية تأديب الأطفال "بالحب، مشجعًا الآباء على "التحدث بحزم ولكن بلطف. لا تصرخ أو تلوم أو تنادي طفلك بأسماء غير محببة لتجعله يفهم أنك غير سعيد بسلوكه. بل استخدم نبرة حازمة، وحافظ على السيطرة. كن هادئًا عندما تشرح سبب عدم رضاك ​​عما فعله".