زيلنسكي: ترامب أطلعني على تفاصيل محادثته مع بوتين والقضايا الرئيسية التي ناقشها معه

logo
منوعات

معارض الكتب العربية.. "لسنا قراء لكنه أضعف الإيمان" (صور)

معارض الكتب العربية.. "لسنا قراء لكنه أضعف الإيمان" (صور)
معرض القاهرة الدولي للكتابالمصدر: متداولة
12 نوفمبر 2024، 6:06 م

حركة نشطة تشهدها معارض الكتب العربية كل عام، وتبعاً لاتحاد الناشرين العرب، فإن عدد المعارض المقامة في العواصم والمدن العربية، يصل أحياناً إلى 20 معرضاً، تشهد إقبالاً كثيفاً من الزوار.

وخلال الدورة الـ55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2024، تم تسجيل زيارة 5 ملايين شخص لأجنحة المعرض المختلفة، حسب وسائل الإعلام، وهو أعلى إقبال جماهيري في تاريخه منذ انطلاق دورته الأولى.

معارض الكتب المقامة في العواصم والمدن العربية، لا تقل عن معرض القاهرة في عدد الزيارات، إذا ما قارناها بعدد سكان كل بلد، لكن هذه المعلومات المتفائلة تصطدم بتقرير لليونسكو يقول إن معدل قراءة الشخص العربي لا يتجاوز ربع صفحة في السنة، مقابل 11 كتاباً للفرد الأميركي.

كما يقول تقرير اليونسكو، إن الطفل العربي يقرأ سبع دقائق سنوياً، بينما يقرأ الطفل الأميركي ست دقائق يومياً!

إذا كان حال القراءة عند العرب سيئاً لهذه الدرجة، فماذا تفعل تلك الملايين التي يُعلن عن زياراتها للمعارض العربية؟ هل تكتفي بإلقاء النظر على الكتب دون الشراء لسبب ما؟

أخبار ذات علاقة

تونسيون يطردون سفير إيطاليا من معرض الكتاب(فيديو)

 

من ناحية ثانية، لو كانت طباعة الكتب وإقامة المعارض، خاسرة مالياً بالنسبة لدور النشر، فهل كانت ستستمر بالطباعة وتكبّد عناء نقل الكتب من بلد  لآخر بهدف المشاركة في المعارض؟ إذن، ما القصة؟ وكيف نفسر التناقض بين هذه المعلومات؟

يقول الكاتب أيمن غزالي، مؤسس دار "نينوى" للنشر، إن الملايين التي تزور معارض الكتب، ليست مؤشراً على حال القراءة، و5 ملايين زائر بالنسبة لعدد سكان مصر، رقم طبيعي. ويضيف لـ"إرم نيوز": 

"نصف عدد الزوار، من الأطفال والشيوخ وغير المهتمين، أما الباقون، فمعظمهم لا يملك قوة مالية لشراء الكتب، وهذا لا ينفي عنهم صفة الاهتمام بالكتاب".

 

1801ab82-e31d-4b67-bfc4-69adc994dd4c

 

أما بالنسبة لإحصاءات اليونسكو، فيصفها غزالي بغير الدقيقة، ويضيف: "نحن نفتقد البيانات والإحصاءات العلمية التي يمكن اعتمادها للحكم على حال القراءة والكتاب في العالم العربي".

ويوافق يوسف ناصف صاحب دار "المصري"، على وجود معارض الكتب في كل البلدان العربية تقريباً وبشكل دوري، ويضيف لـ"إرم نيوز":

"الإقبال بأعداد عالية، لا يكون في كل هذه المعارض، لكن معرض القاهرة والرياض، هما الأكبر عربياً في حضور الجمهور".

ويرى ناصف أن استمرار مشاركة دور النشر في معارض الكتب العربية، أمر طبيعي، ويضيف: "دور النشر ليس لديها بدائل سوى المشاركة، على أمل تعويض الركود في الأسواق المحلية".

 

64a0b9e3-c93d-424b-a2a6-9d360867669e

 

ويقترح غزالي صاحب دار "نينوى"، مقاربة الموضوع من زاوية القدرة الشرائية للقارىء العربية، وعدد الدور المشاركة في كل معرض، ويضيف: 

"أرقام زوار المعارض لا يمكن أن تتناسب طرداً أو عكساً، مع حجم المبيع، ولا يمكن القول إن كل من يدخل المعرض يقوم بالشراء. قسم كبير من أولئك الزوار يدخلون المعرض كضيوف، لا كهواة قراءة أو ثقافة".

ويرفض ناصف، صاحب دار "المصري"، القول بأن هناك جهلاً أو عزوفاً عن القراءة في العالم العربي، ويقول: "الشعوب العربية تقرأ بشكل جيد، لكن الأزمات الاقتصادية الأخيرة، أثرت على بيع الكتب مثل باقي السلع الترفيهية".

 

455c9b1b-7098-4347-bfa6-beee5512b7e2

ويقرّ ناصف بوجود معاناة تعصف بصناعة الكتب، لكنه يؤكد في الوقت نفسه أن الاستغناء عنه أمر غير ممكن رغم الصعوبات.

محمد عيسى صاحب دار "بعل"، أشار إلى تراجع أعداد دور النشر السورية المشاركة في المعارض العربية، بسبب ضعف الجدوى الاقتصادية. وأضاف لـ"إرم نيوز":

"لكن استمرار مشاركة معظم دور النشر العربية في المعارض، يؤكد أنها ليست خاسرة، فهذه الدور تتكبد تكاليف نقل الكتب وحجز الأجنحة والعديد من المصاريف الأخرى".

ويبدو العامل التربوي، سبباً إضافياً بالنسبة لصاحب دار "نينوى"، لعزوف الناس عن القراءة، ويقول غزالي: "العرب يعتقدون أن الكتاب جزء من الرفاهية، وليسوا مقتنعين بأنه ضرورة كالهواء والأكل والشرب. حتى المدارس والجامعات لا تحرض على القراءة ولا تعتني بهذا الجانب".

ولا يجزم ناصيف بدقة أرقام اليونسكو عن نسبة القراءة في العالم العربي، ويقول إن القراء موجودون، لكن صناعة الكتاب متراجعة نظراً للظروف المحيطة. بالمقابل، فإن صاحب دار "نينوى" محمد عيسى، يرى أن أرقام اليونسكو متفائلة، وأن نسب القراءة في العالم العربي، أقل من ذلك بكثير!

أخبار ذات علاقة

معرض الكتاب السوري.. تحدي القراءة في مواجهة التضخم

 

وقد تختلف نسبة الإقبال على القراءة وشراء الكتب بين مرحلة وأخرى، تبعاً للظروف العامة في البلدان العربية. يقول غزالي: "الحروب والهجرة وترحال الشباب بحثاً عن عمل من أجل لقمة العيش، تؤثر على القراءة. فالإنسان يحاول تأمين حاجياته الأساسية أولاً، ثم يفكر بالكتاب".

ويرى غزالي، أن النخب العربية ليست بريئة مما يجري، فهي لم تمارس دورها في نشر عادة القراءة ولم تحرض عليها، ويضيف: "المثقف العربي في الأساس، لا يقرأ إلا نادراً للأسف".

أما عن الدافع الاقتصادي، فيقول الغزالي: "دور النشر تتعكّز على أرباح قليلة، لا توازي جهد الترحال والانتقال بالكتب من بلد لبلد، للمشاركة في المعارض"، ويضيف سبباً يتعلق بانتشار الكتب الصفراء التي لها علاقة بالجن والأبراج المروجة من الغرب، كعوامل أثرت على الكتاب.

ويضيف الغزالي: "اعتقدنا أن انتشار السوشيال ميديا، سيكون له دور إيجابي في دعم القراءة واقتناء الكتاب، لكن ذلك لم يحصل حتى الآن".

من الواضح أن توصيف حال القراءة ومعارض الكتب العربية، يفتقر للبيانات والإحصاءات الدقيقة، التي تفضي لحقائق علمية حاسمة، لكن الجميع متفقون على أن أمّة "اقرأ"، ليست بأفضل حال في هذا المجال!

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات