البيت الأبيض: الرئيس أوضح لحماس أن عليها إطلاق سراح الرهائن أو مواجهة الجحيم
لا يبدو أنَّ الروائي الجزائري أحمد طيباوي، مُتعجّلٌ في ممارسة الكتابة، فهو يتأنّى كثيرًا في الإنتاج الأدبي؛ ما يجعلنا أمام كاتب يؤرقه الإبداع، وحريص على قارئه.
وفي هذا الحوار، كان لنا وقفة مع تجربة الروائي طيباوي، الحائز على 3 جوائز أدبية مرموقة.
من تجربتي في بداية كل نصّ، أقول إني عشت أو عايشت لحظة ميلاد مختلفة لكل رواية، وقد تستغرق اللحظة أيامًا أو أسابيعَ أو حتى أشهرًا طويلة.
فالكتابة الإبداعية ليست فعلًا واعيًا فقط، بل هي أيضًا ممارسة تنتج عن اعتبارات باطنية لا واعية مِن الصعب دراستها وفهمها تمامًا، مع أن أثرها واضح قبل تلك اللحظة وأثناءَها وفيما يأتي لاحقًا كنتيجة لها.
بعض النقاد ومحكّمي الجوائز، وحتى القرّاء العاديين، يميلون للنصوص ذات الحجم المعتبر، ويرون في الروايات القصيرة والمتوسطة "نصوصًا خفيفة"، وأدعو هؤلاء لمراجعة موقفهم.
التجريب في السرد هو محاولة للقول بشكل جديد، مختلف، نابع من رؤية مغايرة يملكها أو يتبناها الروائي. تنجح بعض محاولات التجريب إلى هذه الدرجة أو تلك، فهناك روائيون لهم تجارب جادّة قد تعِد بإبداع وبمتعة كبيرين في نصوص قادمة.
ومع ذلك، لا يمكن اعتبار أي نص جاء من تقليد مشوه لكتابات أجنبية -لها سياقاتها وشروطها- تجريبًا ناجحًا، يجب أن نعرف تجارب بعضنا البعض ونطّلع على ما يُكتب بلغات أخرى، نفهم ونتعلم، لكن مع التشديد على أن المحاكاة الظاهرية دون اعتبار للرؤية والتحكم بالأدوات سينتج عنها لا محالة رصف بلا قيمة مضافة ولا متعة. وللأسف هذا ما يحدث أحيانًا في مشهدنا الروائي العربي.
أحاول مقاربة كل ما هو إنساني، ولا يهمني تمامًا أن يكون أبطالي متوافقين مع وجهة نظري للحياة وللأشياء. هناك بالطبع تصعيد، صراع، فالرواية في النهاية مساحة اشتباك إنساني، لكني أكتب روايات بلا أشرار حيث سلوك ومواقف شخصياتي يتسمان بطابع نسبي، وأبتعد قدر ما أستطيع عن الأحكام الصريحة أو الضمنية. أكتب لأقارب الإنسان لا لأحاكمه أو أفرض قناعاتي.
يمكن أن نتفق على أن واحدة من جملة النقائص أو العيوب –وآسفُ لاستخدام هذا الوصف- التي تعرفها بعض الروايات العربية هي أنها محشوة بالكلام الزائد، مثقلة، متورمة، ويمكن القول إنها مريضة بثرثرة كاتبها.
بعض النقاد ومحكّمي الجوائز، وحتى القرّاء العاديين، يميلون للنصوص ذات الحجم المعتبر، ويرون في الروايات القصيرة والمتوسطة "نصوصًا خفيفة"، وأدعو هؤلاء لمراجعة موقفهم، الاختزال والتكثيف وجهان من أوجه الإبداع، أن تقول في مساحة ضيقة ما هو مهم وضروري، وممتع، دون إخلال ولا إطالة. فالرؤية التي ينطلق منها الكاتب، وما يريد قوله وما لا يريد قوله، هي التي تحدد حجم النص، وما من وصفة مثالية يمكن الجزمُ بصحتها دائمًا.
الروائي والأستاذ الجامعي متصالحان داخلي تمامًا، فبالنسبة للجانب الأكاديمي، لا أجزم أن هناك بالضرورة علاقة تأثير مباشرة وقوية على السارد، في المقابل لا يمكنني نفي ذلك أيضًا، لكنك قد تجد السارد أكاديميًّا أو طبيبًا أو ذا تخصص علمي معقد أو حتى موظفًا بسيطًا. إن ما يهم حقًّا هو أن يمتلك الروائي أو القاص ناصية السرد، وموهبة أو ملكة كيف يقول ما يريد قوله.