logo
منوعات

خذوا "القصّة"من أفواه المجانين.. تعرّف على حكاياتهم

خذوا "القصّة"من أفواه المجانين.. تعرّف على حكاياتهم
تعبيرية المصدر: Getty Images
25 أغسطس 2024، 10:28 ص

لو كان "أبو العز، وراغب، وجندل، وأبو حجر، وعزيز صافية"، يملكون حسابات على السوشيال ميديا، لحصدوا ملايين المتابعات، وكسبوا ثروة طائلة، أكثر من مشاهير اليوم.

إنهم مجانين المدن وعلاماتها الفارقة، يبقون فترة طويلة في الذاكرة، ويتناقل الناس كلماتهم وقصصهم الطريفة، والبعض يستشيرهم في أهم القضايا، وآخرون يصفونهم بالمباركين الذين يحملون سراً لا يعرفه أحد.

"بدّا عقل"

رغم رحيله منذ قرابة خمسين عاماً، إلا أن عبارة عزيز صافية الشهيرة "بدّا عقل"، ما زالت تتناقل على ألسنة الناس مع عبارات الترحم على صاحبها، الشهير ببساطته وقوته البدنية.

ومن القصص الطريفة لعزيز صافية، في مدينة سلمية السورية، أنهم اتهموه يوماً بسرقة صندوق الخزنة الحديد من مبنى السرايا، لأنه الوحيد الذي استطاع حمله من الشاحنة إلى المبنى عند شرائه.

وعندما سأله القاضي كيف سرق الصندوق؟ أجاب عزيز "بدّا عقل يا قاضينا.. اسأل اللّي حواليك". 

وكان عزيز، يحضر جميع مناسبات المدينة في الأفراح والأتراح، واشتهر بشراهته وحبه لأكلة "المحشي"، وكان ينال صحناً من كل بيت يصبخها. 

"صدمة حبّ"

اشتهر "أبو العز" بمشيه السريع في شوارع دمشق، في ثمانينيات القرن الماضي، وعُرف بأناقته، وانتقاده اللاذع للنساء. ويقال إنه فقد عقله إثر قصة حب فاشلة.

ودأب أبو العز على التواجد في كلية الآداب بجامعة دمشق، حيث يجتمع حوله الطلبة، ويبدأ بإسداء النصائح لهم بالابتعاد عن النساء لأنهن "غدّارات ماكرات". فأصبح أشهر من نار على علم في تلك المنطقة.

4f6fa5f1-7b5a-4983-8e14-9acf0a90abd4

ويكرر أبو العز، أثناء ركوبه الحافلة مع الطلبة، متجهاً من منطقة البرامكة إلى كلية الآداب بالمزة، عبارات حفظها الجميع مثل "ديرو بالكن من السيارات والنسوان.. المرأة الشطاطة مثل الشحاطة.. وإذا دخلت المرأة مع إبليس عالكيس، بيطلع إبليس عم يستغيث".

وفي آخر سنوات عمره، طبع أبو العز أقواله المحذرة من الزواج والنساء، على أوراق راح يوزعها على المارة من الشباب، كما دوّنها بصوته على "كاسيتات"، يتهم فيها المرأة بالخيانة، ويطلب من الشباب الابتعاد عنها.

"الاستعمار هو السبب"

في مدينة سلمية أيضاً، لمع نجم أبي حجر، كأحد الظرفاء المحبوبين، نظراً لحكمته وإبداء رأيه في كل شيء. لكن الغموض كان يكتنف شخصيته، ويحكي الناس عدة قصص عن سبب جنونه.

وسُمي أبو حجر بهذا الاسم، بسبب حمله الأحجار في جيوبه أينما اتجه. ورغم حجمه الضخم ولحيته الكثيفة وشعره الطويل، إلا أنه كان مسالماً لا يؤذي أحداً. وعندما كان الناس يسألونه عن قضايا فكرية كبيرة، كان يقول إن الاستعمار هو السبب.

ربطت أبو حجر، علاقة صداقة مع مجنون آخر هو "جندل" الذي رحل مبكراً، وترك فراغاً في حياته، فاضطر لقضاء بقية عمره وحيداً، فتراه يشعل النار في إحدى زوايا الشارع، للتدفئة في الشتاء، أو يختار مكاناً محمياً من الشمس في الصيف.

31ae79ae-68e8-4703-8f6c-ba9f08165938

اخترع أبو حجر، مجموعة، من الطقوس لمباركة من يحبهم، فكان يخرج حجرين من جيبه، ثم يقوم بحركات حول رأس الشخص، ويضرب الحجرين ببعضهما، ويقول للشخص: اذهب.. فأنت محميّ لأبد الآبدين!.

منذ عدة سنوات، مات أبو حجر في الشارع وحيداً أثناء الليل، ذلك الرجل غريب الأطوار، الذي كان يهاجم الإمبريالية والاستعمار، ويحملهما مسؤولية الأزمات العربية، ترك حزناً في قلوب الناس، وقال بعضهم إن سبب جنونه هو تعرضه للخيانة.

إشلح "الصباط" خالد بيك

ويعتبر "راغب"، من أشهر مجانين دمشق في الأربعينيات والخمسينيات، ويصفه الكاتب سامي المبيض، بصديق السياسيين، ويقال إنه كان يقف أمام السرايا الحكومية، ويقول للناس "قولوا لهم لن أقبل بأقل من وزير للداخلية، وإلا سأطيح بالحكومة كلها".

من أشهر قصصه المعروفة، أنه رأى رئيس الحكومة خالد العظم على باب السرايا، فقال له "خالد بيك.. عطيني هالصباط "الحذاء".. فابتسم رئيس الحكومة، ورد عليه "وهل يهون عليك أن أرجع إلى البيت حافياً؟".

babf444a-e800-49f1-9dbc-3ebe48d38c5d

فابتسم راغب، وقال للعظم "سلامة خيرك خالد بك.. أنت راكب أطونبيل "سيارة"، أنا يلي حافي. شلاح الضباط".

ويحكى أنه دخل مكتب الشيشكلي يوماً، وقال له "جماعة أنطون سعادة يقولون له تحيا سوريا. وجماعة هتلر يقولون هايل هتلر. ماذا عن جماعتك؟ هل يقولون: هاي أديب؟".

وأمام ذلك، لم يكن من أمر الشيشكلي إلا أن يضحك بعمق، ثم يُخرج بعض النقود من جيبه، ويعطيها لراغب قائلاً "شرفتنا يا راغب، عيدها!".

اشتُهر "راغب" بلباسه القديم وعصاه الغليظة، وقصصه الساخرة من كل شيء، وأشهرها "شلاح الضباط".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC