كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون سويديون عن وجود صلة مثيرة للقلق بين الوسواس المرضي، المعروف باسم اضطراب قلق المرض، وزيادة خطر الوفاة.
ووفق صحيفة "واشنطن بوست"، ركزت الدراسة التي نُشرت في مجلة "JAMA" للطب النفسي، على الأفراد الذين تم تشخيص إصابتهم بالوساوس المرضية، وهي حالة تتميز بالقلق المفرط بشأن المرض أو الإصابة به.
وقالت الصحيفة: "المثير للدهشة أنه وجد أن هؤلاء الأفراد أكثر عرضة للوفاة بسبب أمراض مختلفة بنسبة 84%، بما في ذلك أمراض القلب والدم والرئة، وكذلك الانتحار، مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من هذا الاضطراب".
وأوضحت أن "الدراسة شملت 4129 شخصًا تم تشخيص إصابتهم بالوسواس المرضي، باستخدام الإحصاء السويدي وقواعد البيانات الصحية الممتدة من عام 1997 إلى عام 2020.
وأظهرت النتائج أن المصابين بالوساوس المرضية، في المتوسط، ماتوا أصغر بنحو خمس سنوات من نظرائهم الذين لا يعانون من هذا الاضطراب.
يشار إلى أن التأثير امتد إلى ما هو أبعد من الوفيات؛ ما أثر على نوعية حياة المصابين بالوساوس المرضية، الذين تبين أنهم أقل احتمالًا للتعليم والزواج والحصول على دخل أعلى.
بدوره، أعرب ديفيد ماتيكس كولز، أستاذ علم الأعصاب والطب النفسي في معهد كارولينسكا في ستوكهولم، عن الطبيعة المتناقضة للنتائج.
وقال إنه على الرغم من القلق الشديد الذي يشعر به المصابون بالوسواس المرضي بشأن الصحة والموت، فإن ارتفاع خطر الوفاة لا يزال قائما.
وسلطت الدراسة الضوء أيضًا على نقص تشخيص مرض الوسواس المرضي، مما يشير إلى أن المخاطر الفعلية للوفاة قد تكون أعلى عند النظر في الحالات غير المشخصة.
وينظر ماتيكس-كولز إلى أن التوتر المزمن، والذي من المحتمل أن يتفاقم بسبب القلق المستمر بشأن الصحة، قد يسهم في تقصير عمر المصابين بالوسواس المرضى، إضافة إلى ذلك، قد يلجأ بعض المرضى إلى العلاج الذاتي بالكحول والمخدرات أو يتجنبون طلب المساعدة الطبية خوفًا من تلقي تشخيص خطير.
وأكد كولز الحاجة إلى زيادة الاهتمام والموارد للأفراد الذين يعانون من الوسواس المرضي، مشيرًا إلى أن العلاجات الفعالة، مثل العلاج السلوكي المعرفي والأدوية المضادة للاكتئاب، موجودة ولكن غير مستغلة بالقدر الكافي.
ويهدف الباحثون إلى التعمق في فهم تأثير الوسواس المرضي على جوانب مختلفة من الحياة، بما في ذلك التعليم والمساعي المهنية، يدعو ماتيكس كولز إلى اعتراف أوسع بالاضطراب وتحسين الوصول إلى العلاجات المتاحة.
ووفق الدراسة، فإن تلبية احتياجات الصحة العقلية لأولئك الذين يعانون من الوسواس المرضي لا يمكن أن يحسن رفاههم فحسب، بل يخفف أيضًا من المخاطر المرتبطة بالوفاة المبكرة.
المصدر: صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية
